فاينانشال تايمز: المعارضة التركية تستخدم آخر بطاقة أمل قبل جولة الإعادة

الرئيس التركي رجب طيب أردوغان (يمين) وكمال كليجدار أوغلو

قالت صحيفة (فاينانشال تايمز) البريطانية، الجمعة، إن مرشح المعارضة التركية في الانتخابات الرئاسية كمال كليجدار أوغلو يراهن على وتر القومية المتشددة، محاولا استعادة الزخم وإعادة إحياء حملته الانتخابية قبل أيام من جولة الإعادة.

وأضاف التقرير الذي شارك في إعداده اثنان من مراسلي الصحيفة في أنقرة وإسطنبول أن كليجدار أوغلو تعهد مجددا بإبعاد المهاجرين عن البلاد، محاولا رفع حظوظه في جولة الإعادة، بعد نحو أسبوع من ظهور نتائج الجولة الأولى التي حل فيها ثانيا بعد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، مما دفع كليجدار أوغلو إلى الظهور في مقطع نشره على وسائل التواصل، قال فيه “أنا ما زلت هنا”.

ويوضح التقرير أن هذا هو خطاب المعارضة التي دخلت الجولة الأولى مسلحة بالكثير من الثقة في النفس، وتوقعات بالفوز من الجولة الأولى وشعار القلب وصور أشجار الكرز، وصولا إلى الخطابات الساخنة المتوعدة بإبعاد ملايين اللاجئين عن البلاد.

وينقل التقرير عن الصحفي كمال جان قوله “بعدما أدار كليجدار أوغلو حملته الانتخابية متعهدا بفتح أبواب الجنان، تحوّل الآن إلى خطاب مضاد يطالب بإغلاق أبواب الجحيم المفتوحة على تركيا”، مضيفا “عندما يشعر الساسة بالحاجة إلى الدعم أو النتائج السريعة، يستخدمون بطاقة القومية”.

ويضيف التقرير أن كليجدار أوغلو يسعى حاليا إلى توسيع المسافة سياسيا بينه وبين أردوغان، الذي حصل على 49.5% من أصوات الناخبين في الجولة الأولى، محاولا اجتذاب أصوات المرشح الثالث سنان أوغان ومؤيديه من قطاعات أخرى من الناخبين، مثل الأقليات الآذرية والمتعلمين في جامعات موسكو والقوميين الأتراك الذين ضمنوا له أكثر من 5% من الأصوات في الجولة الأولى.

أنصار لحزب العدالة والتنمية يحتفلون بعد ظهور النتائج الأولية للانتخابات (الأناضول)

ويقول التقرير إن كليجدار أوغلو تبنى خيار الرد بقوة على أردوغان الذي اعتاد اتهام المعارضة بالتحالف مع “الإرهابيين”، ليرد عليه كليجدار أوغلو متهما إياه بالاتهام نفسه، قائلا إنه لم يقم بدوره في حماية الحدود، وإنه اعتاد الحوار مع من يسميهم “الإرهابيين” حتى عام 2015، ليتمكن من الوصول إلى حل لمشكلة المتمردين الأكراد في جنوبي البلاد، كما أشار أيضا إلى علاقة أردوغان بفتح الله غولن الذي اتهمته الحكومة لاحقا بمحاولة تدبير انقلاب عام 2016 الفاشل.

وينقل التقرير عن أحد الأعضاء البرلمانيين السابقين عن حزب الشعب الجمهوري الذي يتزعمه كليجدار أوغلو قوله إن تغيير التكتيك الخاص به سيكون له الكثير من الآثار الضارة، مضيفا “أنه بحاجة إلى الظهور بشكل الشخص الهادئ القادر على الوقوف سريعا كقائد، وسيصوت له كثيرون من الأكراد والفئات التي تشعر بالاضطهاد نتيجة هذه السردية”.

ويشير التقرير إلى الغضب بين صفوف المعارضة وتحالف الطاولة السداسية الذي خاض الانتخابات الأخيرة نتيجة ضعف المردود، سواء في الانتخابات الرئاسية أو البرلمانية التي أخرجت نتائج أقل من التوقعات السابقة، بينما حقق حزب الحركة القومية الموالي لأردوغان نتائج أفضل مما كان متوقعا.

كما نقل التقرير عن المحلل السياسي التركي ألب كوكر تأكيده أن كليجدار أوغلو كان دائما يتخذ الموقف نفسه من اللاجئين، لكن ما تغيّر حاليا هي اللهجة التي أصبحت “أكثر حدة وعدائية”، مضيفا أن ذلك قد يؤدي إلى خسارة كثير من الأصوات المؤيدة لحزب الشعب الجمهوري، لكنه في المقابل قد يمنح المعارضة الكثير من الأصوات الليبرالية في المدن الكبرى مثل أنقرة وإسطنبول.

المصدر : فايننشال تايمز