ميدل إيست آي: لماذا أصابت نجاحات أردوغان خصومه الأوربيين بالانهيار؟

أوضح ديفيد هيرست مدير موقع (ميدل إيست آي) المتخصص في قضايا الشرق الأوسط أنه في ظل نظام الحكم الرئاسي الذي دشنه رجب طيب أردوغان في تركيا، ورآه كثيرون من قادة أوربا ضربًا من الديكتاتورية، فإن إجراء انتخابات حرة ونزيهة يقلل من أهمية هذه التصريحات والمواقف.

وقال هيرست إن جميع الأحزاب كانت حاضرة في الدور الأول من الانتخابات الحالية والجولات الانتخابية السابقة حيث تم الإشراف على مراحل العد ونقل الصناديق والعد النهائي لتأكيد نزاهة النتائج.

وأضاف أن هذه الانتخابات ستكون الانتخابات الحرة السابعة التي سيخوضها أردوغان منذ انتخابه رئيسًا لبلدية إسطنبول في عام 1994، مؤكدًا أن قادة وإعلاميي أوربا يطلقون على أردوغان لقب “إسلامي”، على الرغم من أن أول عمل له عندما تولى الرئيس محمد مرسي السلطة في مصر هو دعوته إلى “العلمانية” خلال زيارته القاهرة.

وأكد هيرست أنه على الرغم من الأوصاف الشيطانية التي تُكال لأردوغان من قِبل خصومه الأوربيين، فإن الأخطر هو كونهم ينظرون إليه على أنه “يهدد الديمقراطية في أوربا ليس فقط لأنه صُنّف مستبدًّا ولكن لأنه مسلم”، موضحًا أن معارضي أردوغان من الأوربيين يعيشون “حالة انهيار عقلي” جراء نجاحات الرجل.

وتابع “هذه الانتخابات هي بالفعل أصعب انتخابات واجهها اردوغان منذ 20 عامًا، واستطلاعات الرأي التي توقف نشرها بموجب القانون في تركيا وضعت المرشحين الرئيسين في مرتبة متقاربة، وكلها ضمن هامش الخطأ”.

وقال هيرست إن أردوغان تعلّم من التجارب السابقة أن يلعب “بكرة صلبة” مع العواصم الأوربية، في الوقت الذي وعد فيه كليجدار أوغلو بالسفر دون تأشيرة إلى دول شنغن في غضون 3 أشهر من توليه منصبه.

وخلص هيرست إلى القول إن تركيا قد تكون بحاجة إلى إعلام قوي ومستقل، وربما بحاجة إلى مؤسسات أكثر استقلالية، لكن رئاسة أردوغان التي تعارضها دول أوربا تسبق بسنوات ضوئية ما يحدث في الدول العربية التي يعلن قادتها بغطرسة أن شعوبها ليست ناضجة بما فيه الكفاية أو مستعدة لانتخابات حرة، وفق تعبيره.

وقال “أوربا تصلي من أجل سقوط أردوغان، لكن الأتراك يعرفون الأسباب التي تدفعهم إلى اتخاذ قراراتهم بأنفسهم، والمحافظة على الاستقلال الذي ناضلوا من أجله فترة طويلة وبصعوبة”.