جيش الاحتلال الإسرائيلي يحذر من وقوع حرب كبيرة بعد مناورة عسكرية لحزب الله اللبناني (فيديو)

قال مدير إدارة المخابرات العسكرية بجيش الاحتلال الإسرائيلي إن الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله “يقترب من ارتكاب خطأ قد يدفع المنطقة إلى حرب كبيرة”.

وأشار أهارون هاليفا في مؤتمر استضافه معهد السياسة والاستراتيجية بجامعة ريخمان في هرتسليا إلى أن “فرص حدوث تصعيد يمكن أن تؤدى إلى حرب ليست منخفضة، وأن التصعيد الذي حدث في الأسابيع الأخيرة على الحدود الإسرائيلية اللبنانية ربما لم ينته بالنسبة لحسن نصر الله”، وذلك وفق ما أوردته صحيفة (تايمز أوف إسرائيل) في موقعها الإلكتروني.

وتأتي هذه التصريحات بعد يوم من دعوة حزب الله وسائل إعلام لتغطية تدريب كبير يحاكي حربا مع إسرائيل.

وأضاف هاليفا أن التعامل مع هذا التهديد يكون عبر استخدام القوة بطريقة مدروسة ومحسوبة بينما يتم تقوية التحالفات في المنطقة.

وأكد هاليفا أن إيران “تُشكل تهديدا حقيقيا لإسرائيل”، وأن المواجهة “أصبحت مباشرة”.

كما أعرب عن تقديره أن إيران لم تتخذ قرارا بعد بصنع أسلحة نووية، ولكنْ هناك استعداد لليوم الذي يتخذ فيه المرشد الإيراني أو خليفته مثل هذا القرار.

يُذكر أن إسرائيل هددت مرارا بعدم السماح لإيران بامتلاك سلاح نووي على ضوء تصريحات مسؤولي طهران بمحو إسرائيل من الوجود.

وفي سبتمبر/أيلول الماضي، قال الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي في الجمعية العامة للأمم المتحدة إن بلاده “لا تسعى إلى صنع أسلحة نووية، وليس لها مكان في عقيدتنا”.

مناورة عسكرية

والأحد الماضي، أجرى حزب الله مناورة بالذخيرة الحية في جنوبي لبنان تُعَد من الأكبر -أقامها أمام وسائل الإعلام- تخللها عرض عسكري ومحاكاة لهجمات تستهدف إسرائيل عبر طائرة مسيّرة أو الاقتحام.

وشارك نحو 200 من أفراد الحزب في المناورة التي أُجريت في بلدة “عرمتى” شمالي الحدود مع إسرائيل، وذلك بمناسبة قرب حلول ذكرى انسحابها من جنوبي لبنان في 25 مايو/أيار 2000.

ونفّذ الأفراد الذين كانوا ملثمين أو موّهوا وجوههم باللونين الأسود والأخضر، محاكاة لهجوم بطائرة مسيّرة على هدف داخل إسرائيل، وآخر لعملية اقتحام الشريط الحدودي ومهاجمة عربات عند الجانب الآخر، قبل سحب “جثة” من إحداها ونقلها عبر “الحدود”.

ونفّذ عدد من القناصة رمايات على أهداف رُسمت عليها نجمة داود، بينما قام مسلحون على دراجات نارية بمناورات إطلاق رصاص حي نحو أهداف.

وعرض الحزب خلال المناورة صنوفا مختلفة من الأسلحة الخفيفة والثقيلة مثل راجمات الصواريخ والعربات المزودة برشاشات ثقيلة أو مدافع مضادة للطيران، إضافة الى صواريخ مضادة للدروع وأخرى تطلَق من على الكتف.

ورُفع في المكان جدار أسمنتي مرتفع مماثل للجدار الذي رفعته إسرائيل عند الحدود مع لبنان، وكُتبت عليه شعارات من قبيل “قادمون” قرب صورة لمسجد قبة الصخرة، و”قسما سنعبر” و”بأس شديد”.

اقتحام الجليل

وسبق للأمين العام للحزب حسن نصر الله أن حذّر إسرائيل مرارا، خلال الأعوام الماضية، من أن الحزب قد يطلب من مقاتليه اقتحام الجليل في أي حرب مقبلة.

وخلال مناورة الأحد، قال رئيس المجلس التنفيذي في الحزب هاشم صفي الدين “إذا كان هناك من يفكر اليوم في الكيان الصهيوني بارتكاب حماقة، بتجاوز قواعد اللعبة، وهو يعلم ماذا نعني وماذا نقصد، فسوف نمطر هذا الكيان بصواريخنا الدقيقة وبكل أسلحتنا المتوفرة بين أيدينا”.

وشهد لبنان صيف عام 2006 حربا دامية بدأت بإقدام أفراد من حزب الله على خطف جنديين إسرائيليين، واستشهد خلال الحرب 1200 شخص في لبنان معظمهم مدنيون، وقُتل 160 إسرائيليا معظمهم جنود.

وأُسّس حزب الله عام 1982 في أعقاب الاجتياح الإسرائيلي بدعم من الحرس الثوري الإيراني، وانضم إلى مجموعات تصدت لقوات الاحتلال الإسرائيلي، وتحوّل إلى أبرز قوة أسهمت في تحرير الجنوب بعد نحو 22 عاما من الاحتلال.

ويُعَد الحزب لاعبا رئيسا على الساحة اللبنانية، ويمتلك ترسانة أسلحة ضخمة تتضمن صواريخ دقيقة طالما حذرت إسرائيل منها، كما يقاتل أيضا في سوريا إلى جانب قوات نظام الرئيس بشار الأسد بشكل علني منذ عام 2013.

المصدر : الجزيرة مباشر + وكالات