“حين يُردى كل حلم بالرصاص”.. خطاب مؤثر لطالبة سودانية في حفل تخرجها من هارفارد (فيديو)

"لماذا يصمت العالم؟".. فتاة سودانية تلقي كلمة مؤثرة خلال حفل تخرجها

“المعاناة تحرق وطني وشعبي، لماذا يصمت العالم؟!” بهذه الكلمات افتتحت طالبة سودانية -في حفل تخرجها من جامعة هارفارد الأمريكية العريقة- كلمتها لتنقل ما يحدث في بلادها من اقتتال دامٍ ومعاناة المواطنين الشديدة جراء الغارات وانقطاع الخدمات.

وألقت الطالبة (ريم علي) من منصّة التخرّج، خطابًا مؤثرًا بالإنجليزية بكت فيه بالكلمات آثار الحرب التي اندلعت بصورة مفاجئة في العاصمة الخرطوم وولايات أخرى، وراح ضحيتها مئات من المدنيين وفرّ آخرون وسط موجة نزوح ولجوء غير مسبوقة.

“لا أحد يحرك ساكنا”

ولفتت الطالبة السودانية ريم علي، الأنظار يوم الأربعاء، حين ألقت كلمتها وتحدثت فيها عن الحرب الجارية في السودان، وانتقدت ما وصفته بالصمت الدولي على ما يحدث قائلة إنه لا أحد يحرك ساكنًا.

وقالت الخريجة ريم “تختنق كلماتي… حلمت قبل مجيئي إلى هنا بأربعة أعوام بالديمقراطية وغد أفضل، وليس في وسعي أن أتمتع بأي لحظة بينما كل ما أراه وأسمعه هو المعاناة، التي تحرق وطني وشعبي”.

“حين يُردى كل حلم بالرصاص”

وبصوت تخنقه العبرات قالت “حين يُردى كل حلم بالرصاص والقنابل، حين تكون الأرواح التي ربّتني في خطر داهم، حينما أبكي وأنزف وأتوسل وتكون الاستجابة لـ46 مليون شخص محدودة لأسابيع”.

وقالت ريم “عائلتي تعاني، مدننا تُنهب والعالم يشاهد ما يحدث لنا بصمت، أنا منهكة وعليّ أن أثبت نفسي وجدارتي ووجودي وكرامتي وأن أعرض صدماتي التي علقت في الذاكرة أمام العالم حتى يكترث”.

ووصفت ريم في كلمتها بلادها، وقالت “عليّ أن أحكي لكم عن السودان الذي تترجم -لأرض السود- عن تراثنا العريق وصحارينا الذهبية حتى تبالون؟ ألا يكفي أننا بشر ننزف حتى الموت؟

وقالت “أقف الآن بعد 4 سنوات من الثورة والفقد والخسارة لكنها أيضًا 4 أعوام من الصمود والتحدي والجمال، أحمل إرث أجدادي وآمال الأجيال القادمة من المسلمين العرب والسودانيين برسالة واحدة سنظل نحملها ما حيينا بأننا سننجو وسنزدهر إن شاء الله تعالى”.

ولاقت كلمات ريم صدى كبيرًا عند رواد منصات التواصل الاجتماعي الذين اهتموا بكلمتها وتم تداول وسوم من بينها “لا للحرب” و”أوقفوا الحرب” والتعبير عن فخرهم بها وبكلماتها التي نقلت عنهم الكثير.

وأدى القتال بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منذ منتصف الشهر الماضي، إلى سقوط مئات الضحايا وتفاقم الأزمة الإنسانية وأجبر أكثر من 1.3 مليون شخص على الفرار من ديارهم، وهو يهدد بزعزعة استقرار المنطقة.

المصدر : الجزيرة مباشر + خدمة سند