“هل الإنسانية واحدة؟”.. ناشطون يقارنون بين الغواصة المفقودة وقوارب الموت (فيديو)

أيام قليلة فصلت بين حادثة الغواصة المفقودة “تيتان” التي كان على متنها 5 مستكشفين قرب موقع حطام “تيتانيك”، وبين حادث قارب الموت الذي راح ضحيته مئات المهاجرين غير النظاميين قبالة سواحل اليونان.

وتعاطف الناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي مع أسر ركاب الغواصة الذين أُعلن عن مصرعهم في الحادث، ولكنهم قارنوا بين التعاطي مع الحادثين.

وظهرت المقارنة في عدد من الصور التي نشرها الناشطون للمركبتين جنبًا إلى جنب، ووضعوا عليها أرقامًا تُظهر عدد المفقودين في الحادثين.

وقارنت رسوم كاريكاتورية أيضًا بين الاهتمام بضحايا الحادثين، وأظهر أحدها الفرق بين جهود البحث الدولية التي سُخّرت للغواصة، في حين تُرك أكثر من 700 شخص عرضة للموت غرقًا دون من تسخير أي طواقم بحرية لإنقاذهم، بحسب الرسم.

ومن جهتها، سلطت منظمة “هيومن رايتس ووتش” الضوء على هذا التناقض الصارخ، في بيان، قالت فيه “بينما يلتفت العالم إلى غواصة تيتان المفقودة، يغض الطرف في المقابل عن المأساة التي وقعت قبالة السواحل اليونانية”.

وأضافت منظمة حقوق الإنسان الدولية في البيان “أكثر من 500 شخص صاروا في عداد الغرقى في واحدة من أسوأ حوادث غرق قوارب المهاجرين في التاريخ”.

وتساءل الأكاديمي والحقوقي كينيث روث في تغريدة “هل أنا الوحيد الذي صُدم من الفارق الشاسع بين الجهود المبذولة لإنقاذ 5 أشخاص في الغواصة تيتان، وبين الجهود المحدودة لخفر السواحل اليوناني لإنقاذ مئات المهاجرين من الموت المحقق قبيل غرق قاربهم”.

وكتبت ريس دنيسديل تقول “عمليات بحث ومحاولات إنقاذ مضخمة (بميزانية مفتوحة وموارد غير محدودة) لفقدان غواصة على متنها 5 أشخاص”.

واستنكرت “ماذا عن المهاجرين الذين غرقوا في الماء؟ هل شاهدتم مدى اهتمامنا بهم؟! يبدو أن بعض البشر أكثر قيمة من غيرهم”.

وقال فرع منظمة الإغاثة الإسلامية في كندا في تغريدة “بينما كان البحث جاريا عن الغواصة المفقودة، بدا أن هناك تناقضا صارخا في التغطية وحجم الغضب العالمي إزاء مأساة المهاجرين الذي غرق قاربهم”.

وتابعت المنظمة “الأمر مروع في الحالتين، لكن هنا يجب السؤال عن من نقدّر حياته أكثر”.

وعربيًّا، كتب الإعلامي السوري طارق علي “ليست جديدة هذه الازدواجية في التعامل مع بلداننا بوصفها تحوي بشرًا من صنف غير محسّن إنسانيًّا وفكريًّا وبيولوجيًّا قياسًا بسكان العالم المتحضر”.

وتابع “ما زاد في الأمر سوءًا، أن سلطات المشرق عامة، والدول النامية خاصة، شريكة في إهدار ماء وجه مواطنيها، وإلا فلماذا يهاجر الفرد منّا باحثًا عن مستقبل فيه كرامة؟ هجرة وإن جاءت محمولة على ظهر قارب يعانق الموت بعد أول موجة”.

وختم “لنبحث عن الغواصة المفقودة، فإنّ التاريخ سيذكرها كمأساة وسيذكر آلامنا كملهاة”.

وتحركت الغواصة “تيتان” قبل 5 أيام لاستكشاف حطام السفينة تيتانيك في قاع المحيط الأطلسي، فواجهت نفس مصيرها.

وأعلنت الشركة المالكة للغواصة “أوشن غيت” عن مصرع طاقم الغواصة الخمسة، وقال خفر السواحل الأمريكي إنه عثر على 5 قطع كبيرة مختلفة الحجم، يبدو أنها من حطام الغواصة، وذلك على بعد 1600 قدم من موقع حطام السفينة تيتانيك.

وتابعت منصات التواصل العالمية على مدار الأيام الماضية لحظة بلحظة فرص إيجاد الغواصة الاستكشافية، قبيل إعلان مصرع الطاقم، وتخيّلت العديد من الحسابات العلمية عبر تويتر ما حدث للغواصة “تيتان”.

ورجّح خفر السواحل الأمريكي أن الغواصة انفجرت من الداخل بسبب الضغط في قاع المحيط، وأوضح أنه من المبكر الحديث عن وقت حدوث الانفجار في الغواصة.

المصدر : الجزيرة مباشر + مواقع التواصل