دخلها محمد صلاح وقتل 3 إسرائيليين.. “عوجة الحفير” قرية مُهجرة حولتها تل أبيب لمعبر حدودي مع مصر (شاهد)

أحيت عملية الجندي المصري محمد صلاح على الحدود مع إسرائيل، سيرة قرية “عوجة الحفير” الفلسطينية التي حوّلتها تل أبيب إلى معبر بعدّما هُجّر منها أهلها في أعقاب نكبة 1948، فماذا نعرف عنها؟

عوجة الحفير أو العوجة أو العوجاء، قرية فلسطينية قضاء بئر السبع (كبرى مدن النقب المحتل جنوبي إسرائيل)، وتبعد حوالي 60 كيلومترًا جنوب غزة و191 كيلومترًا عن الإسماعيلية على قناة السويس، وعلى بعد 3 كيلومترات من الحدود المصرية ولا يفصلها عنها سوى جبل أمّ الحواويط.

كانت مفرق طرق قديم قريب من آبار مياه في غرب النقب وشرق سيناء، وسكنتها قبيلة العزازمة البدوية، ودُعيت بالعوجة نسبةً إلى واديها الذي يُعدّ كثير التعرجات، وعَرَّفَها العرب بـ”مدينة الأعوج”.

أما اسم عوجة الحفير فاتخذته في الفترة العثمانية حين تم ربطها بسكة القطار وبني فيها مركز إداري عام 1908 تم نقله من منطقة الحفير (شرق العوجة بـ10 كيلومترات) وأطلق عليها “العوجاء- الحفير”.

كانت تعد واحدة من القرى الفلسطينية المهمة على مر العصور كونها واقعة على طريق البخور والعطور التجاري القديم من اليمن إلى ميناء غزة، والذي ربط شبه الجزيرة العربية مع مملكة الأنباط والبحر المتوسط، وفيها تمر طريق تاريخية من القدس إلى مصر، عبر بيت لحم والخليل وبئر السبع، فالعوجة، ومن ثمّ سيناء، فمصر.

تُعدّ العوجة بوابة فلسطين إلى مصر، ومصر إلى فلسطين عبر العصور والأزمنة، وأدّى قربها من الحدود المصرية الفلسطينية إلى أن تكون محلَّ طمع الإنجليز بعد احتلالهم مصر.

 

المجزرة

في 17 أغسطس/آب 1950، شن جيش الاحتلال عملية وصفها بـ”الانتقامية” على مضارب العزازمة، فقتل وحرق 13 شهيدًا من القبيلة وجرح العشرات، وهجّر 4 آلاف منهم نحو مصر التي أصرت على سيادتها عليها حتى عام 1979 وتنازلت عنها بعد اتفاقية “السلام كامب ديفيد”.

بعد احتلالها أقيمت على أنقاضها مستوطنة “نيتسانا” لتأهيل الشباب الإسرائيليين قبل انخراطهم في الجيش، وكذلك بعد الانتفاضة الأولى 1987 أقيم على أراضيها قاعدة كتسيعوت العسكرية وسجن النقب المعد للأسرى الفلسطينيين، وهو ذات المكان الذي أنشأ فيه الإنجليز معتقل عوجة الحفير لقمع الثورة الفلسطينية الكبرى.

بقيت العوجة منطقة محايدة ومنزوعة السلاح، تحتوي على مقر للأمم المتحدة إلى جانب موقع للجيش الإسرائيلي والجيش المصري، وذلك منذ عام 1949 حتى ليلة 3 نوفمبر/ تشرين الثاني 1955، حيث شن الاحتلال الإسرائيلي في تلك الليلة هجومًا صاعقًا أطلقوا عليه “البركان” وانتهى بضم منطقة العوجة كلها.

وتصدرت واقعة مقتل 3 جنود إسرائيليين وإصابة ضابط برصاص الشرطي المصري محمد صلاح عند معبر العوجة الحدودي، منصات التواصل العربية، وسط احتفاء شعبي واسع رغم تضارب الروايات رسمية بين الجانبين المصري والإسرائيلي بشأن الواقعة.

 

المصدر : الجزيرة مباشر + وسائل إعلام فلسطينية