رئيسة المجلس القومي لحقوق الإنسان بمصر: سجن وادي النطرون فندق 5 نجوم.. ومواطنون يسخرون (فيديو)

مطالبات بالإفراج عن جميع معتقلي الرأي في مصر
تزايد استغاثات المعتقلين في مصر من سوء المعاملة (غيتي)

أثارت تصريحات رئيسة المجلس القومي لحقوق الإنسان في مصر، مشيرة خطاب، بشأن أوضاع السجون، ردودًا واسعة.

وكانت مشيرة قد قالت في تصريحات تلفزيونية، إن “مركز الإصلاح والتأهيل في وادي النطرون أشبه بفندق 5 نجوم للنزلاء”.

ويستخدم المسؤولون المصريون مصطلح “مركز الإصلاح والتأهيل”، عند الحديث عن السجون، كما يستخدمون كلمة “نزلاء” بدلا من سجناء أو معتقلين.

وتفاعل رواد مواقع التواصل مع هذه التصريحات، فعلّق (وليد) ساخرا: “بلاش التصريحات دي اللي تخلي الناس تعمل جرايم عشان تستفيد من خدماته”.

ودعا حساب آخر المواطنين إلى حجز نزهة للتمتع بسجن وادي النطرون.

ونشر حساب باسم “مواطن حر” صورا لمعتقلين في أوضع سيئة داخل الزنازين، وعلّق قائلا: “متخيل الناس دي في الجو ده بدون مروحة عاملين ازاي جوة سجن إسمنتي خرساني مصمم خصيصًا لحجب الشمس عنهم! وحتى مرور نسمة هوا مفيش!”.

وجاء حديث مشيرة خطاب، رغم تصريح سابق لها قبل نحو أسبوعين، قالت فيه إن مصر ما زالت في بداية تطبيق حقوق الإنسان وما زال المشوار أمامها طويلًا. وأضافت: “إحنا (نحن) لسه (ما زلنا) في سنة أولى حقوق إنسان”.

كما جاء التصريح رغم تزايد الاستغاثات التي يطلقها المعتقلون في العديد من السجون. فقبل يومين، نشرت منظمة (حقهم) وهي مؤسسة حقوقية مختصة بالدفاع عن سجناء الرأي في مصر، رسالة مسربة من (سجن بدر 3) تكشف تفاصيل المعاناة، والانتهاكات التي يتعرض لها المعتقلون.

وبحسب الرسالة، هدد ضابط الأمن الوطني المعتقلين بتحويل السجن إلى ما وصفه بـ”غوانتانامو” في حال واصلوا اعتراضهم على وضع الزيارة الحالية، مؤكدًا أن لديه صلاحيات واسعة من وزير الداخلية مباشرة بتحويل السجن إلى “مقبرة” إذا لم يرضخوا لأوامره.

وأشارت الرسالة إلى محاولة أكثر من 600 سجين رأي الانتحار.

وأوضحت أنه رغم وعود وزارة الداخلية بفتح الزيارة وتحسين الخدمات والرعاية الطبية داخل السجن، فإن ما جرى على أرض الواقع كان مخيبًا للآمال؛ إذ جاءت الزيارة بمعدل مرة كل شهرين، وبمدة لا تزيد على 20 دقيقة، من خلال كابينة مغلقة من دون حدوث اتصال مباشر (تلامس) بين المعتقلين وذويهم، حتى الأطفال منهم.

وكشفت المنظمة أن السجناء علّقوا لافتات أمام كاميرات المراقبة، يطالبون فيها بزيادة مدة الزيارة ودوريتها مثل باقي السجون، وأن يُسمح لهم بالالتقاء المباشر مع ذويهم، خاصة أن الكثيرين منهم لم يرَ أهله منذ أكثر من 5 سنوات، إلا أن إدارة السجن رفضت الاستجابة لهذه المطالب.

ولفتت الرسالة المسربة إلى أن أكثر من 50 سجينًا ما زالوا في (قطاع 2) الذي يُطلق عليه قطاع قيادات الإخوان، وهم ممنوعون كليًّا من الزيارة أو من إدخال أي أطعمة لهم من ذويهم، مع استمرار إغلاق فتحات الأبواب (النظارات)، والمنع من التواصل مع أي شخص داخل السجن.

وأكدت الرسالة المسربة أن الخدمات الصحية لا تصل إلى الحد الأدنى من الاحتياجات، كما أنها تتسم بالبطء الشديد فيما يتعلق بإجراء العمليات الجراحية، لافتة إلى الغياب التام للأطباء الاستشاريين في التخصصات المهمة، مثل العظام والأسنان والمخ والأعصاب والجراحة، في إشارة إلى أن السجناء لا يخضعون للكشف الطبي إلا مرة واحدة كل شهرين، وبعد مماطلة طويلة.

كما نشرت منظمة (حقهم) رسالة من معتقلات سياسيات في سجن النساء الجديد بمنطقة سجون العاشر من رمضان، كشفت عن وجود كاميرات في السجن لمراقبتهن؛ مما أدى إلى اضطرارهن إلى ارتداء الحجاب طوال اليوم، خوفًا من تصويرهن واستغلال هذه الصور ضدهن.

وأكدت الرسالة أن المعتقلات يتناوبن على فترات النوم حتى توقظ كل معتقلة زميلتها إذا انكشف شيء من جسدها أثناء النوم.

وأعلنت منظمات حقوقية وناشطون تضامنهم مع المذيعة المعتقلة هالة فهمي، على خلفية إضرابها عن الطعام لليوم العاشر على التوالي، اعتراضًا على تعرّضها للضرب والاعتداء من قِبل نزيلات في سجن العاشر من رمضان.

وألقت قوات الأمن القبض على هالة فهمي في 24 إبريل/ نيسان 2022، قبل حبسها احتياطيًّا على ذمة التحقيقات.

وحث 9 من كبار أعضاء مجلس الشيوخ عن الحزب الديمقراطي، والسناتور المستقل بيرني ساندرز إدارة الرئيس جو بايدن، الجمعة الماضي، على تعليق جزء من مساعدات الولايات المتحدة العسكرية السنوية لمصر، داعين إلى ضرورة مواصلة الضغط على السلطات المصرية لوقف انتهاكات حقوق الإنسان.

المصدر : الجزيرة مباشر