“تأخروا كثيرًا في إنقاذنا”.. أحد الناجين يروي تفاصيل غرق مركب مهاجرين قرب السواحل اليونانية (فيديو)

روى محمد السيد، وهو أحد الناجين من حادث غرق مركب المهاجرين في البحر المتوسط قرابة السواحل اليونانية، تفاصيل غرق القارب.

وقال السيد خلال مداخلة هاتفية لبرامج (المسائية)، عبر الجزيرة مباشر، إن “الحادثة بدأت في الساعة الثانية بعد منتصف الليل، عندما أتت سفينة خفر السواحل اليوناني، وربطت مركبنا بسفينتهم عن طريق حبل، وبالفعل بدأت عملية سحب السفينة”.

وأوضح أن الاتفاق مع سفينة خفر السواحل اليونانية هو سحبهم إلى المياه الإيطالية، لافتًا إلى أنه “مع ربط السفينة بحبل والبدء في سحبها، انحدرت باتجاه اليسار، صحنا جميعًا للسفينة اليونانية أن تتوقف وأن تتجه لليمين لتحقيق التوازن، لكن مع تحركات الناس على متن المركب انقلب القارب”.

وأشار إلى أنه استطاع بصعوبة الوقوف على ظهر المركب بالرغم من سقوطه أسفله مباشرة ودفعه له نحو العمق، ووصف بأسى المشهد الذي رآه من غرق المئات قائلًا “كان المنظر مرعبًا للأسف، الأجواء كانت مظلمة جدًّا ومئات الناس يستنجدون ويقولون ساعدونا مشان الله، لكن لم تكن باليد حيلة، كنا بموقف لا نحسد عليه، بالكاد استطعنا النجاة”.

وعن دور السفينة اليونانية في إنقاذ المهاجرين، قال إن “السفينة اليونانية على الفور اتجهت عكس اتجاهنا لقرابة كيلو ونصف تقريبًا، رأيتهم ينزلون قوارب مطاطية للإنقاذ لكنهم تأخروا جدًّا، تأخرت لمدة نصف ساعة تقريبًا حتى بدأت عمليات الإنقاذ، ولم يأتوا بالقرب من مكان غرق السفينة، بل العكس، سبحنا نحن في اتجاههم لقرابة كيلو متر”.

وتابع “هناك العديد من القصص التي تروي المشاهد، كانت هنالك بنت اسمها إسراء كانت معنا على المركب وكانت تسبح بالقرب منا، وبالرغم من اقترابها معنا من سفينة خفر السواحل، إلا أنني لم أجدها على متن السفينة، ويبدو أنها للأسف توفيت”.

وتحدث السيد عن وضعه الحالي وتعامل السلطات اليونانية معهم، وقال “حاليًّا أنا في مخيم مفتوح للاجئين، المعاملة سيئة نوعا ما، المكان غير مؤهل بشكل جيد لاحتضان أشخاص خرجوا من حادثة مأساوية جدًّا ليس لها مثيل، انصدمت من السياسيات الأوربية تجاه أشخاص خرجوا من كارثة كبيرة”.

وغرقت سفينة المهاجرين في يونيو/ حزيران الماضي قرابة السواحل اليونانية، ولا تزال القضية تشغل الرأي العام اليوناني، خاصة مع اتهام بعض المهاجرين الناجين لخفر السواحل اليوناني بتعمد إغراقهم السفينة.

وكان على متن مركب المهاجرين 750 شخصا، بينهم أكثر من 100 طفل رفقة أسرهم، ولم ينج منهم إلا 104 أشخاص، وقد انتشل خفر السواحل أكثر من 120 جثة، ويتوقع أن يكون المئات قد لقوا حتفهم غرقًا.

المصدر : الجزيرة مباشر