عملية تكلفت ملايين الدولارات.. آبل تصدر تحديثا لسد ثغرة تسببت في التجسس على هاتف أحمد الطنطاوي (فيديو)

كشف معمل بحوث تقنية كندي أن الحكومة المصرية أنفقت “ملايين الدولارات” واستعانت ببرنامج اختراق إسرائيلي للتجسس على هاتف المرشح الرئاسي المحتمل أحمد الطنطاوي.

بدأت القصة عندما أعرب الطنطاوي لمعمل “سيتزن لاب” بجامعة تورنتو، عن قلقه من اختراق أجهزته، ليكشف المعمل بعد بحث أجراه عن هجمات تجسس ضد السياسي المصري البارز.

وأشار المعمل إلى أن الهجمات التي استُخدمت فيها برمجية التجسس الإسرائيلية (بيريديترز) استَغلت ثغرات أمنية في أنظمة شركة آبل لم تُكشف من قبل، وتعتبر بذلك المرة الأولى والوحيدة.

وتسمى العملية تقنيا بـ”زيرو داي إيكسبلويت” وهي عملية خطيرة تكلف ملايين الدولارات، بحسب تقرير سيتيزن لاب، وقد تسللت البرمجية التي تصعب الحماية منها إلى هاتف الطنطاوي عبر الرسائل النصية والواتساب.

وأفاد التقرير أن الطنطاوي لم يكن مضطرا للنقر على أي رابط حتى تُفعّل البرمجية. وحمّل “سيتزن لاب” الحكومة المصرية مسؤولية هجمات التجسس التي استهدفت الطنطاوي.

وأشار إلى استغلال شبكة الاتصالات الخاصة بشركة فودافون مصر لمواقع ويب ضارة تصيب هاتف المرشح ببرمجية التجسس مع استهداف هاتفه، الذي تعرض لإعادة توجيه تلقائية.

وأكد التقرير على أن مصر عميل معروف لبرنامج “بريديتر” المطور من طرف شركة (سيتروكس) المقدونية الناشئة، التي تعمل بشكل أساسي من إسرائيل والمجر.

وسارعت شركة آبل إلى تحديث نظامها لسد الثغرة الأمنية الخطيرة التي تسلل منها برنامج التجسس لحماية المستخدمين، فيما طالب “سيتيزن لاب” جميع مستخدمي أنظمة آبل حول العالم بتحديث أجهزتهم على الفور.

ونشر فريق غوغل لتحليل المخاطر بيانا طالب فيه مستخدمي أنظمة آبل بتحديث النظام في أسرع وقت، مشيرا إلى أن هذه الحملة تعد مثالا آخر على “الانتهاكات والمخاطر الجسيمة على سلامة مستخدمي الإنترنت”، مؤكدة اتخاذها الإجراءات ضد صناعة برامج التجسس التجارية ونشر الأبحاث حولها”.

وأثارت محاولة التجسس على أحمد الطنطاوي تفاعلا في مصر بعد أن أصبحت حديث شركات التقنية الرائدة ووسائل الإعلام الأجنبية.

وقال مهندس البرمجيات مصطفى جعفر “أنا متفاجئ من ذكاء الطنطاوي في التعامل مع محاولة الاختراق اللي خلاه يكلم منظمة متخصصة في الهجمات الإلكترونية ضد أهداف سياسية وهي citizenlab، واللي خلاهم يبلغوا آبل بالثغرة وتتعالج بسرعة وتحمي كل مسخدميها من هجوم زي ده”.

وكتب مصطفى نجيب “محاولة لاختراق موبايل طنطاوي عن طريق ثغرة مش مُكتشفة في آبل. الموضوع ده عادة يُكلف ملايين لأنهم بيدورو على شركة عارفة الثغرة ومش مُبلغ عنها وتستغلها في اختراق الناس لصالح الجهات اللي بتدفع. آبل عرفوا ونزلوا أبديت يحل الثغرة والموضوع بدأ بشك من طنطاوي وطلب مساعدة من citizenlab”.

وكتب المدون عبادة “طنطاوي اتحرق عليه زيرو داي اكسبلويت في آبل، اللي مش فاهم يعني إيه فده معناه إنها ثغرة أمنية تم استغلالها لأول وآخر مرة في التاريخ! باختصار تاني فيه ملايين الدولارات اتدفعت، بس إحنا فقرا أوي”.

وسخر الناشط عبد الله قائلا “يعني أحمد طنطاوي ضيع على البلد كام مليون دولار قبل ما يبقى رئيس حتى، عنده الـDNA الرئاسي”.

وكتب مدون آخر “لا أصدق هذا الكلام، لماذا يتجسسون عليه وهو تبعهم أصلا”.

وفي مايو/أيار الماضي، أعلن النائب السابق أحمد الطنطاوي نيته الترشح لانتخابات الرئاسة في مصر عام 2024، قبل أن يعود من بيروت التي سافر إليها بعد تعرضه لمضايقات.

المصدر : الجزيرة مباشر + مواقع التواصل الاجتماعي