من ماهر الأسد إلى علي مملوك.. أبرز جنرالات نظام بشار الذين أمعنوا في قمع السوريين (فيديو)
الأيدي الضاربة في عهد الأسد
مع سقوط نظام بشار الأسد، في الثامن من ديسمبر/كانون الأول، تجددت المطالبات الحقوقية والقانونية بملاحقة قادة هذا النظام وأركانه من الأمنيين والعسكريين الذين أمعنوا في تعذيب السوريين.
وبدأت القوائم تظهر، وفق مؤسسات حقوقية وتقارير دولية، كانت تراقب الوضع السوري منذ ثورة مارس/آذار 2011، وحتى سقوط النظام.
اقرأ أيضا
list of 4 itemsوزير العدل السوري يكشف للجزيرة مباشر تفاصيل ملاحقة مسؤولي نظام الأسد (فيديو)
الأمن العام باللاذقية: حررنا مختطفينا من قبضة مليشيات الأسد وقتلنا عددا من الخاطفين
معقل أنصار الأسد.. حملة بريف اللاذقية لإلقاء القبض على عناصر النظام السابق (فيديو)
ومن بين الجنرالات الذين ارتبطت أسماؤهم كذلك بالقمع المفرط في حق السوريين:
ماهر الأسد
يبرز في مقدمة الأسماء، ماهر الأسد، الذي يُعرف بأنه اليد الضاربة لأخيه بشار الأسد، وتولي قيادة الفرقة الرابعة في جيش النظام، ارتبط اسمه بقمع الثورة السورية ومجازر سجن صيدنايا، طالته عقوبات أوروبية وأمريكية منذ 2011.
ولد ماهر الأسد في 8 ديسمبر/كانون الأول 1967، وهو ثالث أبناء حافظ الأسد، بعد تخرجه التحق بالكلية الحربية وتدرج في الرتب العسكرية بسرعة حيث تولى منصب قائد اللواء “42 – دبابات” في الفرقة الرابعة، ورُقي في يوليو/تموز 2017 لرتبة لواء، وفي إبريل/نيسان 2018 عُين قائدًا للفرقة الرابعة في الجيش السوري.
شارك مباشرة في قمع الانتفاضة الكردية عام 2004، وارتكبت عناصر “الفرقة الرابعة” تجاوزات كبيرة بحق الأكراد في المنطقة الشمالية الشرقية، فضلًا عن مجزرة سجن صيدنايا عام 2008، وخلال الثورة السورية عام 2011 تولت “الفرقة الرابعة” الدور الرئيس في عمليات القمع التي ارتكبتها قوات النظام.
ونتيجة لجرائمه المتعددة وسجله الدموي فقد ورد اسم ماهر الأسد في تقرير منظمة “هيومن رايتس ووتش” تحت عنوان “بأي طريقة: مسؤولية الأفراد والقيادة عن الجرائم ضد الإنسانية في سوريا”، والذي نقل عن أحد المقاتلين المنشقين من الجيش السوري أن ماهر الأسد، أعطى أوامر شفهية بإطلاق النار على المتظاهرين أثناء انتشار القوات في المعضمية.
ومن أبرز الجرائم التي ارتكبتها “الفرقة الرابعة” خلال المراحل الأولى من الثورة، المجازر ضد المدنيين في مدينتي درعا ونوى خلال اندلاع الثورة في مارس 2011، ومجازر ريف دمشق ومعضمية الشام وداريا والقابون وزملكا ودمر ودوما والعباسية وحرستا وأحياء جوبر وبرزة وتشرين، ومجازر حمص، وخاصة في أحياء بابا عمرو والخالدية والبياضة، وجرائم حماة وريفها، وتهجير أهالي معضمية الشام وداريا ووادي بردى والغوطة الشرقية ودرعا والقنيطرة، التي نتج منها مقتل عشرات الآلاف وتشريد مئات الآلاف.
زهير الأسد
زهير الأسد، الأخ غير الشقيق لحافظ الأسد، يعدّ المسؤول المباشر عن الجرائم كافة التي ارتكبها عناصر “اللواء 90” في ريف دمشق الغربي والقنيطرة ودرعا، ومن أبرزها عمليات القتل التي حدثت نتيجة قصف المنطقة التي عرفت باسم “مثلث الموت” (منطقة التقاء القنيطرة ودرعا ودمشق)، إضافة إلى مسؤوليته عن تدمير ممتلكات الأهالي وتهجيرهم قسرًا.
كما شارك عناصر اللواء قوى الأمن في اقتحام كناكر بريف دمشق الغربي في شهر يوليو/تموز من عام 2011 مما أدى لمقتل 11 شخصًا وجرح آخرين، واعتقال أكثر من 300 مدني.
وبعد ترفيعه لرتبة لواء وتعيينه قائدًا للفرقة الأولى المدرعة، مارس اللواء زهير إجرامه بشكل أكبر، وخصوصًا في منطقة ريف دمشق الغربي، حيث فرض حصارًا خانقًا على المناطق الخاضعة للمعارضة، ومنع إدخال المواد الغذائية إليها، واستمرت قواته في تنفيذ عمليات القصف العشوائي على تلك المناطق وحصارها.
وكوّن شبكة لتهريب النفط، حيث امتلك أكثر من 10 محطات وقود في محافظة اللاذقية.
جميل الحسن
سمي بمؤيد القمع المفرط، وهو من أبرز المستشارين المقربين لبشار الأسد، وتولى منصب مدير إدارة المخابرات الجوية في سوريا، وارتبط اسمه بتعذيب المعتقلين، وفق تقارير حقوقية.
سهيل الحسن
الملقب بالنمر، كان من أبرز القادة الميدانيين في قوات نظام الأسد، لمع نجمه في عيون الروس وتلقى دعمًا من موسكو، طالته عقوبات أمريكية لاستخدام الأسلحة الكيميائية.
ارتبط اسم الحسن بمعظم المجازر والأحداث الكبرى التي ارتكبت في مناطق مختلفة من سوريا، أبرزها تهجير كامل سكان مدينة حلب الشرقية، وهو أيضا من ابتدع البراميل المتفجرة التي قتلت آلاف المدنيين في مختلف المناطق السورية.
كما يعرف الحسن باتباع سياسة الأرض المحروقة لاستعادة المناطق الخارجة عن سيطرة النظام السوري، واعتمد فيها على فائض القوة الجوية قبل أي تدخل بري.
وأسندت للحسن في الغوطة الشرقية مهمة قيادة الحملة العسكرية التي شنّها الجيش السوري وروسيا في فبراير/شباط 2018، لـ”تطهيرها من الجماعات المسلحة”، مما تسبب بمقتل مئات المدنيين.
وظهر الحسن في مقطع انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي، وسط مجموعة من جنوده المتوجهين لاقتحام الغوطة قائلا “لن تجدوا لكم مغيثا، وإن استغثتم ستغاثون بالزيت المغلي، ستغاثون بالدم”.
وعقب إطلاق المعارضة السورية معركة “ردع العدوان” في 27 نوفمبر/تشرين الثاني 2024، لتوجيه “ضربة استباقية لقوات النظام السوري”، أعلنت استهداف الحسن أثناء عقده اجتماعا بجبل زين العابدين في 4 ديسمبر/كانون الأول، وظهر بعدها في صور مصابا بيده.
علي مملوك
أوكلت إليه مهمة رئاسة فرع التحقيق في المخابرات الجوية، وتدرج في مناصبها حتى تسلم إدارتها ما بين عامي 2003-2005، وكان أحد الضباط المشرفين على تجارب الأسلحة الكيميائية خلال الفترة 1985-1995، وعلى استخدامها ضد معتقلين سياسيين بسجن تدمر في “الوحدة 417” التابعة للمخابرات الجوية، في منطقة أبو الشامات بالبادية السورية، حيث تم تجريب الأسلحة الكيمائية على المعتقلين، ومن ثم محو آثار الجريمة في المنطقة عبر قصفها بالطيران الحربي.
وفي عام 2005 تولى رئاسة جهاز المخابرات العامة، وعمل على تطوير الإدارة وتزويدها بأساليب جديدة للمراقبة وقمع الحريات العامة في سوريا، وأصبح منذ ذلك الحين الواجهة المخابراتية للنظام السوري، حيث أوكلت إليه مهمة التنسيق مع أجهزة الاستخبارات العالمية.
وبعد ثورة مارس 2011 كلّف بشار الأسد علي مملوك بمهمة قمع المظاهرات، كما أنيطت إليه مسؤولية غرفة العمليات بإدارة المخابرات العامة.
ويعدّ علي مملوك المسؤول المباشر عن الجرائم التي ارتكبتها عناصر إدارة المخابرات العامة عامي 2011 و2012، والجرائم التي ارتكبتها أجهزة المخابرات السورية الرئيسة الأربعة (إدارة المخابرات العامة، وإدارة المخابرات الجوية، وشعبة المخابرات العسكرية، وشعبة الأمن السياسي).
وقد تم إدراج علي مملوك في قوائم العقوبات البريطانية والأوربية والكندية، التي حمّلته المسؤولية المشتركة عن الجرائم التي تم ارتكابها بحق الشعب السوري.
محمد رحمون
في عام 2004 تولى رئاسة قسم المخابرات الجوية في درعا برتبة مقدم، ثم تدرج في الرتب العسكرية والمناصب الأمنية، حتى تسلم رئاسة فرع المخابرات الجوية في المنطقة الجنوبية والكائن في مدينة حرستا، وهو الفرع المسؤول عن محافظات المنطقة الجنوبية (دمشق وريفها، ودرعا، والقنيطرة، والسويداء) برتبة عميد، وذلك عام 2011.
أشرف على عمليات الاعتقال والاقتحام في مناطق حرستا وعربين ودوما وأحياء برزة والقابون، وتولى عمليات التحقيق والتعذيب التي كانت تتم في الفرع الذي اعتُقل فيه، وقتل عشرات الآلاف السوريين تحت التعذيب، كما تم إجبار من تبقى من المعتقلين على “دعم المجهودات الحربية” من خلال إجبارهم على حفر خنادق وأنفاق بالقرب من مبنى الفرع، ويطلق على فرع المخابرات الجوية بحرستا فرع الموت.
تولى منصب وزير الداخلية في نظام الأسد، ارتبط اسمه بتعذيب المعتقلين في السجون، وأدرج على قوائم العقوبات الأمريكية.
⭕️ محمد رحمون قائد “فرع الموت”
🔹 قبل سقوط نظام #الأسد، كان محمد رحمون يتولى منصب وزير الداخلية. يُعد من الوجوه الأمنية المعروفة في سوريا بتورطها في اعتقال المدنيين والتنكيل بهم.
🔹تولى رحمون، قبل أن يصبح وزيراً للداخلية، مناصب أمنية عديدة، منها رئاسة قسم المخابرات الجوية في… pic.twitter.com/gBd3g3hDej
— عربي بوست (@arabic_post) December 11, 2024
طلال مخلوف
مع اندلاع الثورة السورية عام 2011 كان طلال مخلوف قائدًا للواء 105 حرس جمهوري، برتبة عميد، وهو لواء هجومي من ألوية الحرس الجمهوري، وكان له دور بارز في عمليات قمع وقتل المحتجين العزل المشاركين في المظاهرات السلمية والاعتصامات في دوما وحرستا في ريف دمشق، وكذلك في نوى بمحافظة ردعا.
ونتيجة لسجله الإجرامي، فقد ورد اسم طلال مخلوف في تقرير منظمة “هيومن رايتس ووتش” الصادر في 15 ديسمبر/كانون الأول 2011.
وفي قائمة العقوبات التي أصدرتها سويسرا نهاية عام 2011، كان طلال مخلوف من ضمن 19 شخصية عسكرية ومدنية، كما أنه خاضع لعقوبات رديفة من قبل الاتحاد الأوروبي نتيجة الجرائم التي ارتكبها أو شارك في ارتكابها بحق المدنيين.
كما يخضع اللواء طلال مخلوف لعقوبات من الحكومة البريطانية منذ عام 2015، وكذلك لعقوبات الخزانة الأمريكية، منذ بداية عام 2017، وذلك في قائمة نشرتها الخزانة الأمريكية تضم 17 مسؤولًا في النظام السوري، و6 كيانات أخرى تتبع للنظام السوري، لدورها في ارتكاب النظام السوري لجرائم وحشية ضد أبناء الشعب السوري.
وفي مطلع يناير/كانون الثاني 2016، عُين اللواء طلال مخلوف قائدًا للحرس الجمهوري، وكان للحرس الجمهوري تحت قيادته الدور الأبرز في المجازر التي ارتُكبت بحلب الشرقية.
سمير الشيخ
أعلن القضاء الفدرالي الأمريكي توجيه تهمة التعذيب إلى سمير عثمان الشيخ الذي كان يدير “سجن عدرا” سيئ السمعة، بين عامي 2005 و2008.
وتتهم واشنطن عثمان، البالغ 72 عاما بإرسال سجناء إلى جناح خاص في هذا السجن حيث علِّقوا في السقف وضُربوا في الوقت نفسه، أو ربِطوا على “الكرسي الألماني” وهي أداة تعذيب تؤدي إلى تمزيق أطراف السجين.
معتقل سابق في #سجن_صيدنايا يكشف تفاصيل مرعبة عن أنماط التعذيب في سجون نظام الأسد pic.twitter.com/mQh3aGr223
— الجزيرة مباشر (@ajmubasher) December 13, 2024
وعُيّن عثمان محافظا لدير الزور عام 2011، ووصل إلى الولايات المتحدة عام 2020، وتقدم بطلب للحصول على الجنسية الأمريكية عام 2023، وأوقِف، ووجّه إليه الاتهام في لوس أنجلس في يوليو/تموز 2024 لكذبه على السلطات الأمريكية بشأن ماضيه من أجل الحصول على تصريح إقامة.
وقالت مسؤولة في وزارة العدل الأمريكية، إن مدير السجن السابق “مُتهم بتعذيب معارضين سياسيين وسجناء آخرين بهدف ردع معارضة نظام بشار الأسد”، وأضافت أن “ضحايا معاملة عنيفة كهذه تستمر معاناتهم فترة طويلة بعد توقف عمليات التعذيب الجسدي”.