واشنطن تكشف عن موعد تشغيل الميناء العائم قبالة غزة لإدخال المساعدات

“لا شيء يمكن أن يحل محل الطرق البرية”

سفينة "الجنرال فرانك بيسون" أثناء مغادرتها الولايات المتحدة وعلى متنها أولى المعدات لبناء ميناء عائم في غزة (رويترز)

أعلن البيت الأبيض، اليوم الأحد، أن الميناء العائم الذي تعمل الولايات المتحدة على بنائه لإدخال مزيد من المساعدات إلى غزة سيبدأ تشغيله في غضون أسابيع قليلة، لكنّه لن يكون بديلًا للطرق البرية التي تعد السبيل الأفضل لإدخال المواد الغذائية إلى القطاع.

ونقلت شبكة (إيه بي سي نيوز) الإخبارية عن المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض جون كيربي قوله “سيستغرق الأمر على الأرجح أسبوعين إلى 3 أسابيع قبل أن نتمكن حقًا من رؤية أي عملية”.

“لا شيء يحل محل الطرق البرية”

وأضاف أن المنصة العائمة التي يكمن الهدف من بنائها في إدخال مزيد من المواد الغذائية وغيرها من الضروريات إلى غزة ستساعد، لكن ضمن حدود.

وتابع كيربي “بكل صراحة، لا شيء يمكن أن يحل محل الطرق البرية والشاحنات التي تدخل القطاع”.

والأسبوع الماضي، قالت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) إن الجيش الأمريكي باشر بناء ميناء عائم يهدف إلى تسريع تسليم المساعدات.

وبعد مقتل 7 عمّال إغاثة بقصف إسرائيلي، في الأول من إبريل/نيسان الجاري، في واقعة أثارت غضبًا دوليًا عارمًا، أبلغ الرئيس الأمريكي جو بايدن إسرائيل بوجوب تغيير نهجها في الحرب التي تشنها على قطاع غزة منذ أكثر من 6 أشهر.

وشدد بايدن على وجوب أن تسمح إسرائيل بدخول مزيد من المساعدات وأن تبذل جهدًا أكبر في حماية المدنيين الفلسطينيين، مؤكدًا أن استمرار الدعم الأمريكي للحرب في غزة يعتمد على الإجراءات الإسرائيلية لحماية المدنيين.

وقال كيربي إن “إسرائيل تسمح الآن بدخول مزيد من الشاحنات، بما في ذلك إلى شمال غزة الأكثر تضررًا”.

وأكد “لقد بدأ الإسرائيليون في الوفاء بالالتزامات التي طلب منهم الرئيس بايدن الوفاء بها”.

وفي 7 مارس الماضي، أعلن الرئيس الأمريكي أن جيش بلاده سيبني ميناءً مؤقتًا على ساحل القطاع لإيصال مزيد من المساعدات الإنسانية، في خضم اتّهامات وجّهت لإسرائيل بعرقلة تسليم المساعدات على الأرض.

وبعد ذلك بأيام، قال البنتاغون في بيان، إن الميناء سيبلغ طوله 500 متر ويستغرق بناؤه نحو شهرين ويشارك فيه أكثر من 1000 جندي أمريكي.

وتقيّد إسرائيل، منتهكةً القوانين الدولية، وصول المساعدات الإنسانية إلى غزة، ولا سيما برًا، ما تسبب في شح إمدادات الغذاء والدواء والوقود وأوجد مجاعة أودت بحياة أطفال ومسنين في القطاع الذي تحاصره منذ 17 سنة، ويسكنه نحو 2.3 مليون فلسطيني في أوضاع كارثية.

وفي محاولة لتدارك الأزمة، تواصل دول عربية وأجنبية تعاونها من أجل إنزال المساعدات جوًّا على مناطق شمالي القطاع، إلا أنها تظل غير كافية ولا تسد الاحتياجات العاجلة للفلسطينيين، في حين تواجه إسرائيل ضغوطًا متزايدة لإتاحة دخول مزيد من المساعدات وسط تحذيرات أممية من مجاعة وشيكة.

وخلّفت الحرب الإسرائيلية المدمرة على غزة أكثر من 112 ألف شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، ومجاعة ودمارًا هائلًا، حسب بيانات فلسطينية وأممية.

وتواصل إسرائيل هذه الحرب رغم صدور قرار من مجلس الأمن الدولي بوقف إطلاق النار فورًا، وكذلك رغم مثولها للمرة الأولى أمام محكمة العدل الدولية بتهمة ارتكاب “إبادة جماعية”.

المصدر : الجزيرة مباشر + وكالات