تقرير إسرائيلي: الحكومة تواجه معضلة رفح والقرارات اللازمة لتحقيق “أهداف الحرب”

مجلس الحرب اجتماع 14 أبريل
صورة من 14 إبريل لاجتماع لمجلس الحرب الإسرائيلي (تايمز أوف إسرائيل)

أشار تقرير نشرته القناة 13 الإسرائيلية إلى أن صانعي القرار في إسرائيل أمام مفترق طرق مصيري، إما الاختيار بين عملية رفح التي بدونها لن يكون هناك “نصر كامل” وستنهار الحكومة بعدها، وفقًا للقناة، وإما إتمام صفقة تبادل لإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين وجلب هدنة والاستعداد سياسيًّا وعسكريًّا لمواجهة حزب الله اللبناني، معتبرة أن في كل احتمال منهم مكسبًا وثمنًا محتملًا.

وتابع التقرير الذي نشرته القناة أمس الاثنين “الحكومة وضعت لنفسها صيغة لا تستند إلى أي خطة عملية، وهي أنه بدون احتلال رفح، إسرائيل خسرت الحرب”.

ورغم وجود ضغط شعبي وسياسي شديد وصارخ، فإن وزير المالية بتسلئيل سموتريتش ووزير الأمن القومي إيتمار بن غفير يضغطان لتعميق الحرب والدخول واحتلال رفح والقضاء على ما تزعم إسرائيل أنها 4 كتائب تابعة لحماس هناك.

ضغوط عالمية لمنع اجتياح رفح

وتحدث التقرير عن عدم وجود أي خطة عن كيفية تحرير الأسرى من خلال هذه العملية، كما أنه لا يوجد اتفاق مع مصر بشأن حدودها الجنوبية ووجود خطر على استمرار اتفاقية السلام مع مصر. وتجاه هذه الخطوة -اجتياح رفح- أشار التقرير إلى تبلور ضغط عالمي وفي مقدمته الولايات المتحدة ضد هذه الخطوة.

ويصف التقرير الوضع في إسرائيل قبل اجتياح رفح، وكيف أن أغلب القوات العسكرية خرجت من غزة، كما أن الانقسام الداخلي في أوجه، وإجراءات المحكمة الجنائية الدولية ضد إسرائيل تتدحرج، كما أن التوتر بين المسؤولين عن تقصير 7 أكتوبر/تشرين الأول يزداد، وقالت القناة “رئيس الوزراء ووزير الدفاع يقعان تحت ضغط ويضغطان لتحقيق إنجاز عسكري مذهل لكن فرصة ضئيلة”.

صفقة تبادل الأسرى

وعلى الجانب الآخر، تحدث التقرير عن أن تهديد العملية في رفح من شأنه أن يمكّن الوساطة المصرية من إتمام صفقة تبادل لنحو من 20 إلى 30 أسير إسرائيلي على قيد الحياة، وستجبر تل أبيب على الانسحاب من المناطق التي احتلتها، وربما ستصبح الهدنة إشارة على نهاية الحرب، وتابع “حماس ما زالت هي العنوان الأوحد في ظل غياب البديل، لا استسلام، لا انهيار، لا نزع سلاح أو تفكيك”.

وأوضح التقرير أن الهدنة ستمكّن إسرائيل من تركيز الجهود العسكرية والسياسية ضد حزب الله، وإبعاد قوات الرضوان -تابعة لحزب الله- إما باتفاقية أو بمواجهة حيث ستحتاج إسرائيل فيها إلى شرعية ودعم دولي، وربما أيضًا حلف إقليمي يستخدم بشكل استراتيجي أمام إيران.

قواعد تعامل جديدة مع حزب الله وحماس

كما أشار التقرير إلى أن إجراء كهذا -فيما يتعلق بتعامل إسرائيل مع حزب الله وإيران- سيمكّن إسرائيل من تحديد موعد لعودة سكان الشمال والجنوب في إسرائيل إلى منازلهم، وخلق قواعد تعامل جديدة أمام حزب الله وحماس، وتابع “من الضروري الوعي بأن هذه المعركة قد تستمر لأشهر أو حتى لسنوات، فنحن لسنا على بُعد خطوة من النصر أو من الحسم، أمامنا طريق طويل، محبِط وصعب”.

ويختتم التقرير بالحديث عن خطوة الهدنة والتعامل مع تهديد إيران وحزب الله بأنه سيقلص الفجوة بين الشعارات والواقع المعقد، كما أنه من شأنه أن يعيد إسرائيل إلى الساحة السياسية الإقليمية والعالمية، وسيتيح تغييرًا جوهريًّا في منظومة القوى، سيكون ثمنه تفكك الحكومة الحالية، هذا الثمن سيشكل تهديدًا سياسيًّا كبيرًا، اختياره صعب ويتطلب شيئين لا يتوفران في الوقت الحالي هما “المسؤولية والقيادة”.

المصدر : الجزيرة مباشر