خطر كبير على حياة القائد القسامي إبراهيم حامد بعد شهادات مروعة من سجن جلبوع

“مستوى توحُّش غير مسبوق”

مخاوف على حياة المعتقل إبراهيم حامد بعد أخبار عن تعذيبه (الجزيرة)

حمّلت هيئة شؤون الأسرى والمحررين (وهي هيئة رسمية) ونادي الأسير الفلسطيني، إدارة سجون الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن مصير المعتقل إبراهيم حامد (59 عامًا) من بلدة سلواد بمحافظة رام الله والبيرة.

وإبراهيم حامد كان قائد كتائب عز الدين القسام -الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)- في الضفة الغربية، ويتهمه الاحتلال بالتخطيط لعمليات أوقعت عشرات الإسرائيليين وأصابت المئات.

ويأتي البيان المشترك للهيئة ونادي الأسير، مساء الخميس، في ضوء شهادة أوليّة أدلى بها أحد المعتقلين اليوم في سجن جلبوع أفاد من خلالها بتعرّض المعتقل إبراهيم حامد لعمليات تعذيب وتنكيل مروّعة في السجن.

والدة المعتقل إبراهيم حامد تحمل صورة ابنها وأطفاله في منزلها بالضفة الغربية (الفرنسية)

“لا يستطيع الوقوف”

ونقل المعتقل في شهادته، أنّ إبراهيم حامد اعتُدي عليه يوم أمس في سجن جلبوع، وقال “لا يوجد مكان في جسده إلا به كدمات، أو خدوش، أو جروح، وقد نزف من رأسه كمية كبيرة من الدماء”.

وقال المعتقل “بعد أن تم الاعتداء علينا صباح اليوم (الخميس) تركته لا يستطيع الوقوف ووضعه الصحيّ خطير جدا، وهو في وضع صعب للغاية وهناك خطر كبير على حياته وعلى حياة المعتقلين، بسبب الضرب المبرّح الذي يتعرضون له في سجن جلبوع”.

“مستوى توحش غير مسبوق”

وذكر البيان أنّ التفاصيل المروّعة حول تعذيب المعتقل حامد هي من بين العديد من الشّهادات التي وثقتها المؤسسات من خلال معتقلين جرى الإفراج عنهم بعد السابع من أكتوبر الماضي ولا تزال متواصلة حتّى اليوم.

وقال إن ذلك جاء بعد مرور أكثر من 7 أشهر على حرب الإبادة، التي عكست مستوى توحّش غير مسبوق أدى إلى استشهاد 18 معتقلا على الأقل في سجون الاحتلال ومعسكراته، إضافة إلى معتقلين من غزة استُشهدوا داخل المعسكرات ويواصل الاحتلال رفضه الإفصاح عن هوياتهم.

وأشار البيان إلى أنّ إدارة سجون الاحتلال، استهدفت منذ بداية العدوان على غزة، قادة الحركة الأسيرة، من خلال عمليات التّعذيب والعزل والنقل، والتّنكيل المستمر، وكذلك كافة المعتقلين.

“قتل قادة الحركة الأسيرة”

وأكد أن “استمرار مستوى التّوحّش الذي تعكسه شهادات المعتقلين بعد مرور أكثر من 7 أشهر على بدء العدوان الشامل وحرب الإبادة بحقّ شعبنا في غزة، مؤشر إلى إمكانية ارتقاء مزيد من الشّهداء بين صفوف المعتقلين، وقتل قادة الحركة الأسيرة”.

واعتبرت الهيئة والنادي أنّ ما جرى مع المعتقل حامد هو بمثابة محاولة قتل، كما جرى مع آلاف المعتقلين على مدار الفترة الماضية، وشددا على أنّ عامل الزمن عامل حاسم في مصير المعتقلين، جرّاء الإجراءات الخطيرة والمرعبة التي تواصل إدارة سجون الاحتلال تنفيذها بحقّهم، وعلى رأسها عمليات التّعذيب والتّجويع.

وجددت مؤسسات الأسرى مطلبها للمؤسسات الحقوقية الدولية، بضرورة فتح تحقيق دولي مستقل في ضوء استمرار تصاعد الجرائم وحرب الإبادة الجماعية بحقّ الشعب الفلسطيني في غزة، والعمل في سبيل وضع حد للجرائم المتصاعدة وغير المسبوقة بحقّ المعتقلين في سجون الاحتلال الإسرائيليّ.

نافذة جدار حجري للمبنى الذي داهمه جنود الاحتلال أثناء اعتقال إبراهيم حامد في رام الله (الفرنسية)

ثاني أعلى حكم في تاريخ الحركة الأسيرة

يذكر أن إبراهيم حامد اعتُقل مرات عديدة قبل اعتقاله الأخير عام 2006، وقد حكم عليه الاحتلال بالسّجن مدة 54 مؤبدا، وهو ثاني أعلى حكم في تاريخ الحركة الأسيرة.

وقد لد إبراهيم حامد -الذي كان قائد كتائب القسام في الضفة- عام 1965، وتخرج في جامعة بيرزيت، والتحق بحركة حماس وهو في العشرينيات من عمره، وتتهمه إسرائيل بالتخطيط لمجموعة من العمليات الفدائية التي أوقعت عشرات الإسرائيليين وأصابت المئات.

ظلت إسرائيل تطارده مدة 8 سنوات ثم اعتقلته في 23 مايو/أيار 2006. وقد خضع لكافة أنواع التعذيب الجسدي والنفسي، لكنه لم يعترف بشيء، فاستمرت محاكمته 6 سنوات، وقدم بحقه أكبر ملف أمني قضائي للمحكمة وصل إلى 12 ألف ورقة، وحُكم عليه بـ54 مؤبدا. وللأسير حامد ابن وابنة هما علي وسلمى.

والدة المعتقل إبراهيم حامد ترفع صورته وطفليه (الفرنسية)

“المقاومة على عهدها بتحرير الأسرى”

من جانبها علقت حركة حماس على بيان الهيئات الحقوقية الفلسطينية وقالت إن “الاعتداء الممنهج على أسرانا لن يوهن عزائمهم، والمقاومة على عهدها بتحريرهم وكسر قيودهم”.

وأضافت في بيان اليوم الجمعة، أن تصعيد إدارة “السجون الصهيونية سياساتها العدوانية والإجرامية بحق أسرانا البواسل، لن يوهن عزائمهم وسيكون صاعقًا لمزيد من التفجير في وجه الاحتلال”.

وقالت إن الشعب الفلسطيني “لن يترك أسراه ضحية لهمجية الاحتلال النازية، وإن مقاومتنا ستبقى على عهدها بتحقيق حريتهم القريبة”.

إبراهيم التحق بحركة حماس في العشرينيات من عمره، وتتهمه إسرائيل بالتخطيط لعمليات

وطالبت المنظمات الدولية والحقوقية بأن تقف عند مسؤولياتها إزاء ما يعانيه الأسرى من موت بطيء داخل سجون الاحتلال، وانتهاكات لكل المواثيق والأعراف الدولية، وخاصة ما نصت عليه اتفاقية جنيف اتجاه أسرى الحروب.

وقالت “إن ما ورد من شهادات حول ذلك القمع الذي أدى إلى استشهاد عدد من الأسرى، يدلل على أن حكومة الاحتلال تتبنى سياسة اعتداءاتٍ ممنهجة ضد أسرانا البواسل، بدافع العقاب والانتقام والتنكيل والقتل”.

ودعت حماس إلى تصعيد الحراك الثوري والمقاوم، نصرةً للأسرى في كافة الميادين وبشتى السبل، وحذرت “حكومة الاحتلال الفاشية من مغبة الاستمرار في هذه السياسة الإجرامية، ونحملها المسؤولية الكاملة عن حياة كل أسير في سجونها”.

المصدر : الجزيرة مباشر