الوفد الكويتي يعود إلى غزة حاملًا رسالة إلى أهلها: “لستم وحدكم.. مصيرنا واحد” (فيديو)

ليست الأشياء المادية، كل ما يحتاج إليه الناس في الحروب، فهناك ما هو أعمق من ذلك وأكثر أثرًا في نفوس المنكوبين، ويترقبونه ممن حولهم بلهفة، وهو أن يشعرهم بأنهم ليسوا وحدهم في المأساة.

هذا ما يُجمع عليه أعضاء الوفد الكويتي الطبي الذي يزور غزة للمرة الثانية في غضون شهر، حاملًا معه عطاءً إغاثيًّا ومعنويًّا يرى أنه “أقل الواجب”؛ لإسناد شعبٍ أعزل يواجه آلة القتل والتهجير والتجويع منذ 7 أشهر.

مؤازرة نفسية

أوضح رئيس الوفد ونائب المدير العام للجمعية الكويتية للإغاثة عمر الثويني للجزيرة مباشر، أنّ الزيارات التي تُجريها الوفود الإغاثية والطبية للقطاع، تحمل أبعادًا نفسية كبيرة تُساهم في إسناد الغزيين وتعزيز صمودهم وتخفيف معاناتهم المتفاقمة.

وقال إنّ قرار العودة إلى غزة رغم المخاطر “يأتى من استشعارنا لحجم الحاجة الماسة للفرق التطوعية من مختلف التخصصات؛ لإنقاذ حياة النازحين ماديًّا ومعنويًّا وصحيًّا”، مشيرًا إلى أنّ الوفد يضم 17 فردا، بينهم 14 طبيبًا في تخصصات جراحية مختلفة، إضافة إلى الأجهزة والأدوات والمستلزمات الطبية.

وفي كل الجولات التي يُجريها الثويني رفقة فريقه لخيام النازحين وأروقة المستشفيات المنهكة، يجد مشاهد صعبة وقاسية، لكنّ أكثر ما استوقفه “الوضع المأساوي للمصابين الذين يُتركون بلا مسكنات بعد إجراء عمليات جراحية لهم، بسبب الشح الحاد بالمستلزمات الطبية” وهذا شكّل دافعًا آخر لهم للعودة إلى غزة.

 

بركة عجيبة

كذلك استشعر الناشط الكويتي محمد الكندري في زيارته، حاجة الغزيين إلى الدعم النفسي جنبا إلى جنب مع الإسناد الطبي والإغاثي، مستدلًّا على حديثه، بما حظي به الفريق في الزيارتين من استقبالٍ مميز ولافت “قالوا لنا نحن مبسوطين لأنكم معنا”.

ولفت إلى أنّ الزيارة فيها مخاطرة، لكن كان لا بد أنّ “نتقاسم معهم ذلك ونُشِعرهم بأنهم ليسوا وحدهم”.

ويصف الكندري غزة هذه البقعة الجغرافية الصغيرة قائلا: “فيها بركة عجيبة، تجعل الشخص الذي يزورها سعيدًا، وينكمش قلبه بمجرد مغادرتها”.

وفي إجابته عن سؤالنا “ماذا حملت لعائلتك من غزة؟” أكد أنّ “استشعار النعم أمر ضروري في حياة الإنسان، فهنا كانت النعم موجودة في جوانب كثيرة وفُقدت بفعل الحرب، وهذا وراد في حياة كل فرد”.

وأكمل إجابته بأنّ “الرضا والصبر الذي يغمر الناس رغم مصابهم الكبير شيء مُبهر، دفعني للحديث عنه أينما تواجدت في الكويت”.

من جهته، يُخبرنا الطبيب محمد أسد الكندري أنّ “أهل غزة يشعرون بأنهم لوحدهم، لكن حين يُصادفون زائرًا من الخارج يستقبلونه بحفاوة ويغمرونه بالحبّ؛ مما يؤكد لنا أهمية هذه الرحلات من الناحية النفسية”.

وعاد الطبيب إلى بلده من زيارته الماضية، حاملًا رسالة إلى شعبه أنّ “الوضع في القطاع أسوأ بكثير مما تشاهدونه على الشاشات ومنصات التواصل، ففي تفاصيل كل حالة مأساة بكل ما تحمله الكلمة من معنى”.

كلمس الكف

أما محمود المسباح وهو من أعضاء الفريق، فقد وصف الزيارات الإغاثية الطبية بأنها “كلمس الكف بأننا معكم”، مشددًا على أنّ هذا الوجود يحمل بعدًا معنويًّا أكثر من أي شيء آخر “فالدم واحد والمصير واحد”.

وأهاب المسباح بكل الفرق التطوعية في العالم لزيارة غزة ودعمها في ظل انهيار كافة القطاعات بسبب الحرب، مضيفًا: “زرتها للمرة الأولى مطلع إبريل الماضي، وشاهدت أهوالًا تفوق الوصف، فكان لا بد من عودة لمرات متتالية، حتى تنتهي الحرب ونُعمّر غزة ونعيد لها الحياة”.

وبحسب المكتب الإعلامي الحكومي في غزة فإن 32 مستشفى و53 مركزا صحيا في القطاع أخرجها الاحتلال من الخدمة، كما استهدف الاحتلال 160 مؤسسة صحية و126 سيارة إسعاف.

المصدر : الجزيرة مباشر