مصر تحذر من مخاطر إنسانية تهدد مليون فلسطيني في رفح

حذرت القاهرة من “مخاطر إنسانية بالغة” تهدد أكثر من مليون فلسطيني جراء الاجتياح العسكري الإسرائيلي المحتمل في مدينة رفح المتاخمة لحدود مصر.

جاء ذلك في بيان للخارجية المصرية، اليوم الاثنين، تزامنا مع بدء سلطات الاحتلال بتهجير نحو 100 ألف فلسطيني قسرا من المناطق الشرقية لرفح استعدادا لبدء عملية عسكرية برية وشيكة بالمدينة.

وأثارت الإجراءات الإسرائيلية الأخيرة تحذيرات أطلقتها منظمات دولية عدة وصفتها بأنها “تهجير قسري” ينذر بـ”المزيد من الحرب والمجاعة”.

وحذرت مصر من مخاطر العملية العسكرية الإسرائيلية بمنطقة رفح جنوبي قطاع غزة، لما ينطوي عليه هذا العمل التصعيدي من مخاطر إنسانية بالغة تهدد أكثر من مليون فلسطيني موجودين في تلك المنطقة.

وقال بيان وزارة الخارجية “مصر طالبت إسرائيل بممارسة أقصى درجات ضبط النفس، وتجنب المزيد من التصعيد في هذا التوقيت البالغ الحساسية في مسار مفاوضات وقف إطلاق النار، وحقنا لدماء المدنيين الفلسطينيين الذين يتعرضون لكارثة إنسانية غير مسبوقة منذ بدء الحرب على قطاع غزة”.

ووفقا للبيان، أكدت مصر أنها تواصل اتصالاتها على مدار الساعة مع جميع الأطراف للحيلولة دون تفاقم الوضع أو خروجه عن السيطرة.

الجيش الإسرائيلي: 100 ألف فلسطيني سيتم إجلاؤهم من شرقي رفح

وفي وقت سابق اليوم، أعلنت وزارة الدفاع الإسرائيلية بدء عملية عسكرية برفح -زعمت أنها محدودة النطاق- ووجهت تحذيرات إلى 100 ألف فلسطيني بإخلاء شرقي المدينة قسرا والتوجه إلى منطقة المواصي جنوب غربي القطاع.

وتضم المنطقة التي طالب جيش الاحتلال الإسرائيلي بإخلائها معبر رفح على الحدود مع مصر، وهو المنفذ الرئيس لمرور المساعدات الإنسانية إلى غزة، والوحيد الذي يُستخدم لنقل عشرات المصابين بجروح خطرة، لتلقي العلاج بالخارج بسبب شح الإمكانات الطبية في مستشفيات القطاع جراء الحرب وقيود إسرائيلية.

وسبق أن دعت دول عدة على رأسها الولايات المتحدة وقطر ومصر -التي تقود الوساطة بين حركة حماس وتل أبيب- إلى تجنب أي هجوم على رفح المكتظة بالنازحين، إلا أن إسرائيل تصر على العملية بذريعة أن رفح آخر معاقل حركة حماس.

يأتي ذلك في حين تصاعدت التحذيرات، خلال الساعات الأخيرة، على مستوى الدول والمنظمات الدولية من مخاطر الاجتياح الإسرائيلي لرفح.

وأعربت المنظمة الدولية للهجرة عن قلقها العميق إزاء تهجير سكان قطاع غزة قسرا من رفح حيث لا يوجد مكان آمن للجوء إليه، بينما حذرت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) من أن الهجوم البري الإسرائيلي المحتمل على رفح سيجعل من العسير إيقاف انتشار المجاعة في المنطقة، وسيعني مزيدا من المعاناة والوفيات.

وحذرت باريس من أن أي تهجير قسري من رفح سيكون بمنزلة جريمة حرب، وأعربت برلين عن قلقها من مأساة إنسانية محتملة جراء العملية الإسرائيلية.

وفلسطينيا، أعلنت الرئاسة أنها تُجري اتصالات مكثفة مع الأطراف الإقليمية والدولية وخاصة الأمريكية لوقف اجتياح جيش الاحتلال لرفح، وحذر عضو المكتب السياسي لحركة حماس، عزت الرشق، الاثنين، من أن أي عملية عسكرية إسرائيلية في رفح ستضع مفاوضات التهدئة في مهب الريح، ولن تكون نزهة لجيش العدو.

ومنذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، يشن جيش الاحتلال بدعم أمريكي حربا على قطاع غزة، خلفت نحو 113 ألف شهيد ومصاب معظمهم أطفال ونساء، وحوالي 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة أطفال ومسنين.

المصدر : الجزيرة مباشر + وكالات