لأنها أكبر إخوتها.. طفلة نازحة أجبرتها الحرب على هذا العمل الشاق لتعيل أسرتها (فيديو)

“الحرب حرمتنا من طفولتنا وأبسط حقوقنا”

حرمتها الحرب من طفولتها، لتجد نفسها مسؤولة عن أسرتها المكونة من 10 أفراد، إذ تخرج مها السرسك (15 عامًا) كل صباح، لتمارس عملها في غسل ملابس وأواني مواطنين من النازحين في مستشفى شهداء الأقصى بمدينة دير البلح وسط قطاع غزة وفي المنطقة المحيطة.

وبسبب الظروف الاقتصادية الصعبة التي فرضتها الحرب الإسرائيلية على غزة، تقول مها إنها اضطرت للبحث عن عمل يوفر دخلًا بسيطًا للأسرة ليساعدهم على العيش، موضحة “نزحنا من منزلنا في حي الشجاعية قبل 6 أشهر، إلى خيمة صغيرة في مستشفى شهداء الأقصى”.

وتضيف “أنا الأكبر سنًّا بين إخوتي، لذا أضطر للعمل من أجل توفير دخل للعائلة، وبحثت عن مصادر عدة للحصول على المياه داخل المستشفى وخارجه، وهناك بدائل لتعبئة المياه وإن كانت متعِبة، لكنها تؤدي الغرض”.

وأكدت مها أنها استطاعت توفير المعدّات اللازمة من أوانٍ وجرادل وجالونات مياه وغيرها، بالإضافة إلى مكان لنشر الملابس بعد غسلها.

طوابير طويلة

لكنها تواجه مشكلة أخرى وهي مشكلة توفير المياه، وتقول “أضطر إلى السير لمسافات طويلة، وأحيانًا قد لا يتوفر الماء، وأضطر إلى الوقوف في طوابير طويلة لفترات زمنية طويلة أيضًا”.

وأشارت إلى أنها في بعض الأحيان لا تجد الماء في المستشفى، فتدفع نفسها للمشي مسافات بعيدة للحصول على كميات قليلة.

وتابعت حديثها وهي تبكي “الحرب حرمتنا من طفولتنا وأبسط حقوقنا، ودفعتنا للعمل في أعمال شاقة وصعبة في ظل ظروف معقدة وخطيرة، وأنا لم أعمل بخاطري لكن الظروف الصعبة وعدم وجود دخل ثابت اضطرني للعمل من أجل إيجاد مصدر دخل لعائلتي”.

أما أمنية مها فهي أن تتوقف الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، التي جعلتها تعيش في خوف وتوتر، حتى تتمكن من العودة إلى منزلها في حي الشجاعية الذي لا تزال وعائلتها يجهلون مصيره.

المصدر : الجزيرة مباشر