موسى قنديل.. مهندس غزيّ خرج بعد فظائع 58 يوما في معتقل الاحتلال ليجد فاجعة بانتظاره (فيديو)

“لا أعرف ما هو الشعور الحقيقي تجاه ما مررت به”

سلسلة من القصص المأساوية التي لا تنتهي عن أشخاص فقدوا عائلاتهم وأحباءهم في قطاع غزة الذي يتعرض لحرب مستمرة تستهدف البشر والحجر منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

أحد أصحاب هذه القصص هو المهندس (موسى قنديل) من سكان خان يونس جنوبي القطاع، الذي قال إن قوات الاحتلال اقتحمت منزله المكون من 3 طوابق يوم الخامس من ديسمبر/كانون الأول الماضي في ليلة شهدت إطلاق أحزمة نارية كثيفة.

إطلاق نار جنوني وشتائم

وأضاف موسى للجزيرة مباشر “لجأنا للقبو، ولكن تم اكتشافنا، كنا 28 شخصًا، من بينهم 4 رجال و5 نساء أما الباقين فكانوا أطفالًا، وقام الجنود بإطلاق النار على القبو بشكل جنوني وهيستيري”.

وأوضح (قنديل) أن قوات الاحتلال قامت بعد ذلك بسحله على الأرض وركله في كل أنحاء جسده “قاموا بالتبول عليَ والضغط على رأسي بأقدامهم وشتموني بأفظع الشتائم العربية”.

وأشار الرجل إلى أن قوات الاحتلال حاولت بالطرائق كلها استجوابه والحصول منه على معلومات حول الأنفاق والقادة العسكريين والسياسيين في غزة، وعن أماكن إطلاق الصواريخ والثكنات العسكرية أيضًا.

ولفت المهندس الفلسطيني، 38 عامًا، إلى استمرار مسلسل الضرب والتعذيب بحقه وبحق إخوته “سمعت بأذني أنين إخواني الأربعة من شدة التعذيب”.

سرقة كل ما غلا ثمنه وخف وزنه

كما روى أن قوات الاحتلال قامت بنبش البيت وسرقة كل ما غلا ثمنه وخف وزنه، إذ قال “قاموا بسرقة الهواتف وأجهزة الكمبيوتر والذهب”.

ويستكمل (موسى قنديل) حديثه، مشيرًا إلى أن الجنود قاموا باقتياده إلى داخل دبابة، ثم توجهوا به إلى ثكنة عسكرية خارج قطاع غزة، ومعه اثنان من إخوانه “ألقونا على الأرض ونحن حفاة، وألقوا علينا مياه باردة في عز البرد القارس”.

كما كشف المهندس الفلسطيني عن تعرضه لصنوف من التعذيب “ألقوا علينا البول والبراز، وغطونا بنايلون، ودفعوا إلينا بكمية من الذباب، فبدأ بالدخول إلى الأنف والفم”.

ثكنة عسكرية

في السياق، ذكر (قنديل) أن أحد الجنود أخبره أن الثكنة العسكرية الموجودين فيها تابعة لوكالة الاستخبارات الأمريكية (سي أي إيه)، وأنها ليست للجيش الإسرائيلي.

وبعد ذلك، قال (قنديل) إنه جرى نقله إلى معتقل آخر، حيث قام الجنود بتجريده من ملابسه، كما لم يكن مسموحًا له بالاستحمام لمدة شهر كامل “لا يسمح لنا بالاستلقاء فقد كنا مجبورين على الجلوس على الركبتين فقط”.

وتابع الرجل واصفًا رحلة العذاب “في المعتقل كنت شاهدًا على التعذيب المستمر لكل المعتقلين، عايشت أشكالًا وألوانًا مثل إلقاء الماء المغلي على أجساد المعتقلين، وآخرين يطلقون عليهم الكلاب لينهشوا لحمهم، وآخرين قاموا بقطع أطرافهم”.

بعد 58 يومًا في المعتقل

بعد 58 يومًا في المعتقل، خرج موسى هزيل الجسد، فاقد القوى آملًا في رؤية أحبابه، لكنه لم يستطع الوصول إلى منزله إلا بعد 120 يومًا “فوجئت بأكبر مخاوفي تتحول لحقيقة حيث وجدت جثة أخي الشهيد مصعب أسفل الأنقاض ويظهر منها رأسه فقط والجثث كلها لا تزال تحت الأنقاض ولم يستطع أحد انتشالهم”.

واستطرد موسى حديثه فيما تملأ الدموع عينيه “اضطررت آسفًا مع بعض من أقاربي بالبدء بالحفر بشكل يدوي، ورفع ما يقارب 200 طن من الخرسانة المسلحة والحديد والرمل وبقايا الأثاث، استمر العمل 14 يومًا، نحفر ونرفع الركام ونقطع الحديد ونخرج الشهداء أشلاء مقطعة”.

مضيفًا أنه كان يحاول تجميع أجزاء الشهداء لتصبح الأجساد كاملة، وبعد استخراج جثامين 23 شهيدًا من عائلته، لم يستطع المواطن الفلسطيني انتشال جثمان ابن أخيه ذي الأربعة أعوام لخطورة استكمال الحفر.

وختم حديثه قائلًا “لا أعرف ما هو الشعور الحقيقي تجاه ما مررت به؟ مشاعر مختلطة ومختلفة وجياشة ومتعاكسة، نتحدث هنا عن الغضب والحزن والألم والرضا بالقضاء والقدر والصبر”.

المصدر : الجزيرة مباشر