فقط في غزة.. “شنطة المدرسة” لا تحمل الكتب والألوان بل “حقيبة نجاة” من غدر الاحتلال (شاهد)

حمل الذكريات بدلا من الدفاتر

في غزة، لم تعد الحقيبة المدرسية مجرد وسيلة لحمل الكتب والدفاتر، بل تحوّلت إلى رمز لصمود العائلات الفلسطينية في ظل الحرب والدمار، حيث كانت قبل الحرب، تعبر عن براءة الطفولة، مليئة بأحلام الصغار وتطلعاتهم نحو مستقبل مشرق.

كان اختيار الحقيبة المدرسية حدثًا عائليًا يتكرر كل عام، تعِدّ العائلة طفلها للعام الدراسي الجديد بحب وشغف، وهي تحمل أحلامهم المشتركة بالتعليم والأمل.

حقيبة نجاة

وقال عدد من الأطفال الذين عاشوا هذه التجارب إن شنطة المدرسة لم تعد وسيلة لحمل الكتب والذهاب إلى المدرسة كما في السابق، بل تحولت إلى حقيبة نجاة تحوي كل ما يحتاجونه إذا ما اضطروا إلى النزوح فجأة.

وقال أحد الأطفال “كنت أحب شنطة المدرسة لأنها كانت تحمل كتبي وألواني، لكن الآن أضع فيها ملابسي لأننا قد نغادر بيتنا في أي لحظة”.

هذه الكلمات البسيطة من الأطفال تعكس واقعًا مأساويًا يعيشه أهل غزة، إذ أصبحت الحقيبة الصغيرة التي كانت ترمز للبراءة والتعليم، تتحمل أعباء الحرب والنزوح.

حمل الذكريات بدلا من الكتب

يتحدث هؤلاء الأطفال عن تجربتهم وفي أعينهم يلمع الخوف والأمل معًا، خوف من المستقبل المجهول وأمل أن تعود أيامهم إلى ما كانت عليه قبل الحرب، حين كانت الشنطة وسيلة لتحقيق أحلامهم وليس حمل ذكريات الفرار المتكرر.

ولم تعد الحقيبة المدرسية مرتبطة بالمدرسة فقط، بل أصبحت جزءًا من ثقافة النزوح يحملها الأطفال فوق ظهورهم، لا باتجاه الفصول الدراسية بل نحو ملاجئ آمنة ومراكز إيواء، وستظل الحقيبة هي رمزًا للأمل، فكما كانت تحمل الكتب يوما، فإنها الآن تحمل رغبة الحياة في ظل.

المصدر : الجزيرة مباشر

إعلان