الغارديان: انتهاكات حقوق الإنسان وقتل خاشقجي وحرب اليمن تعزل السعودية

الصحفي السعودي الراحل جمال خاشقجي

قال تقرير لصحيفة الغارديان البريطانية إن السعودية كانت تتوقع أن تكون استضافة قمة العشرين فرصة لإعادة تأهيل صورة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بعد جريمة مقتل الصحفي جمال خاشقجي وانتهاكات حقوق الانسان.

وأضاف التقرير، الذي كتبه باتريك وينتور المحرر الدبلوماسي للصحيفة، أن جائحة كوفيد- 19 أثرت هي الأخرى على القمة، فلن تشهد العاصمة السعودية الرياض تدفقا لقادة وزعماء الدول عليها لحضور القمة، وستجرى الاجتماعات عبر الفيديو ولن تلتقط صور جماعية للقادة.

وتوقع التقرير ألا يكون البيان الختامي للقمة طموحا فيما يتعلق بحجم ومدى الإعفاءات التي ستقدم للدول الفقيرة نتيجة جائحة كوفيد- 19.

كما أن فكرة أن تكون القمة بمثابة أهم حدث عالمي يشارك فيه الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، المنتهية ولايته، قبل مغادرته السلطة تضعف كثيرا منها.

وأشار إلى أن ترمب كان أكثر من حليف رائع للرياض، التي اختارها لتكون محط أول زيارة خارجية له عام 2017، فيما وعد جو بايدن بمراجعة العلاقات الأمريكية السعودية وقال إنه سيجعل السعودية “دولة منبوذة”.

ونقل التقرير عن ديفيد راندل، وهو دبلوماسي أمريكي عمل في الرياض لأكثر من 20 عاما، أن تعريف السعودية لنجاح القمة هو الحفاظ على علاقتها ببقية العالم، وهو ما وضعه نجاح بايدن في الانتخابات على المحك، قائلا إن على السعوديين ان يعرضوا قضيتهم ووجهة نظرهم.

وبالفعل، قال مسؤولون عن استضافة القمة إنه تم عقد 127 اجتماعا تمهيديا شارك فيها 17 ألف شخص ما بين أساتذة جامعات ورؤساء بلديات ورجال أعمال ووزراء.

وأعرب مسؤولون آخرون عن إحباطهم لعقد القمة عبر الفيديو.

الأميرة ريما بنت بندر سفيرة السعودية في واشنطن (غيتي)

وقال التقرير إن السفيرة السعودية لدى واشنطن الأميرة ريما بنت بندر استغلت كلمة لها قبل أيام لتوجيه رسالة إلى إدارة بايدن القادمة، قائلة إن بلادها هي أكبر حلفاء الولايات المتحدة في محاربة التطرف والإرهاب، وأشارت إلى أن المجتمع السعودي ملتزم بالمساواة بين الجنسين.

وقالت السفيرة السعودية إن بعض منتقدي السعودية يتمسكون بوجهات نظر عفا عليها الزمن بشأن بلادها، مضيفة أنهم في السعودية يعلمون أن عليهم بذل المزيد من الجهد في تصحيح وجهات النظر تلك.

وتابعت: “على السلطات أن تشرح بشكل أفضل أن التقدم فيما يتعلق بحقوق الإنسان على سبيل المثال، لا يحدث بين ليلة وضحاها وأن التغيير والتقدم عملية تدريجية لا تسير في خط مستقيم ولكن عبر منحنى، مشيرة إلى أن المنحنى يسير في اتجاه المساواة”.

وقال التقرير إنه فيما يتعلق بالحرب في اليمن، التي يرى الكثير من الديمقراطيين أنها بلا فائدة، ألقت السفيرة السعودية باللوم على الحوثيين بأنهم من رفضوا المفاوضات مشيرة إلى إطلاق أكثر من 300 صاروخ على السعودية.

كما ألقت باللوم على إيران، وقالت إنه في الوقت الذي ترأس فيها بلادها قمة العشرين تبقى إيران معزولة، وأنه في الوقت الذي يعود فيه الخريجون السعوديون من الخارج إلى بلادهم، تشهد إيران نزيفا للأدمغة إلى الخارج.

الناشطة السعودية لجين الهذلول تقضي رمضان في السجن للعام الثالث
الناشطة السعودية لجين الهذلول (رويترز)

وأشار التقرير إلى أنه بالرغم من كل ما يقوم به الدبلوماسيون السعوديون في الدفاع عما تقوم به الرياض في مجال التنوع والتمكين، إلا أنهم يواجهون تحديا في تعارض كل ما يقولونه مع الحقيقة. مع التركيز بشكل خاص على سجن الناشطة في مجال الدفاع عن حقوق المرأة لجين الهذلول، التي تحتجزها السلطات السعودية منذ مايو/ أيار 2018 ولم يوجه لها أي اتهام من قبل السلطات.

وقال التقرير إنه كان من الممكن أن تكون لجين رمزا لسعودية جديدة تم فيها تمكين المرأة، لكن على العكس دخلت لجين اليوم الثالث والعشرين من إضرابها عن الطعام.

وأضاف التقرير أن فرض الإقامة الجبرية على ولي العهد السابق الأمير محمد بن نايف جعل العديد من أصدقاء العائلة الحاكمة السعودية يبتعدون عنها، مشيرا إلى أن هناك لجنة مستقلة في بريطانيا يرأسها عضو مجلس العموم عن حزب المحافظين كريسبين بلنت تحقق في الطريقة التي تتم بها معاملة ابن نايف من قبل خليفته وابن عمه ولي العهد الحالي الأمير محمد بن سلمان.

وقال التقرير إن الدبلوماسيين الغربيين يرون أن معاملة ابن سلمان لابن عمه تكشف عن عدم قدرته على الحكم من خلال الإجماع.

ونقل التقرير عن لينا الهذلول، شقيقة لجين، أن استضافة حدث كبير مثل قمة العشرين تقدم صورة للسعودية كدولة قوية وحديثة وقوة عالمية في اقتصاديا.كما تحول الاهتمام العالمي عن انتهاكات حقوق الإنسان التي تحدث.

كما نقل التقرير عن هيلين كينيدي، وهي معدة تقرير صدر حديثا عن معاملة المحتجزات في السعودية، قولها إنه لا يجب على أي دولة تحترم نفسها حضور قمة العشرين بدون تقديم طلبات بالإفراج عن المحتجزات لدى السلطات السعودية، مشيرة إلى أنه يتم احتجازهن في ظروف سيئة للغاية لمواجهتهن نظام السلطة في السعودية.

لكن ليزا ناندي، وزيرة الخارجية في حكومة الظل، ترى أنه من الأفضل الحضور وإثارة القضية. غير أنها قالت إنه من غير الواضح ما إذا كانت الحكومة البريطانية حشدت حلفاء لها لمواجهة السعوديين، مشيرة إلى أنه لا يمكن لبريطانيا الصمت عن انتهاكات حقوق الإنسان لأنها تضعف موقف لندن.

وأشار التقرير إلى أن هناك ضغوطا مماثلة على قادة فرنسا وألمانيا، مما قد يحول تركيز القمة من القضايا التي يجب أن تناقشها إلى مناقشة قضايا تتعلق بالبلد المضيف.

المصدر : الغارديان