هل المتحورات أخطر من فيروس كورونا؟ أخصائية في الأمراض المعدية تجيب
يمثل متحور دلتا أكثر من 98% من حالات فيروس كورونا في الولايات المتحدة ابتداء منتصف أغسطس/آب الماضي ومنذ ذلك الحين تثار أسئلة حول كيفية الوقاية من متحورات الفيروس.
تجيب أخصائية الأمراض المعدية الدكتورة ليلي تشينج إميرغلوك من كلية مورهاوس للطب في ولاية جورجيا الأمريكية على بعض الأسئلة الشائعة حول المتحورات وما يمكن القيام به لحماية نفسك.
ما هي المتحورات وكيف تظهر؟
تتغير الفيروسات بمرور الوقت للتكيف مع بيئتها وتحسين بقائها على قيد الحياة، وتسمى هذه السلالات الجديدة المتحورات.
تصنف المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها حاليًا المتحورات إلى 3 فئات من الأقل إلى الأكثر إثارة للقلق:
متحور الاهتمام (VOI): يحتوي على ميزات قد تقلل من قدرة جهازك المناعي على منع العدوى.
المتحور المثير للقلق (VOC): أقل استجابة للعلاجات أو اللقاحات وأكثر عرضة للتهرب من الكشف التشخيصي وهو أكثر قابلية للانتقال ويؤدي إلى إصابات أكثر شدة.
متحور النتائج العالية (VOHC): أقل استجابة بشكل ملحوظ لخيارات التشخيص والوقاية والعلاج الحالية كما أنه يؤدي إلى حالات عدوى شديدة ودخول المستشفى ولم تسجل أي حالة حتى الآن.
وتستخدم منظمة الصحة العالمية تصنيفات متشابهة لكن تعريفاتها قد تختلف عن التعريفات الأمريكية حيث تختلف الميزات والتأثيرات المتغيرة حسب الموقع الجغرافي.
هل المتحورات دائمًا أكثر ضررًا؟
قد يكون المتحور أكثر أو أقل خطورة من السلالات الأخرى اعتمادًا على الطفرات في شفرته الجينية ويمكن أن تؤثر الطفرات على سمات مثل مدى عدوى المتحور وكيفية تفاعله مع جهاز المناعة أو شدة أعراضه.
وتشير الدراسات إلى أن العدوى أكثر قوة بنسبة من 43% إلى 90% من الفيروس الذي كان أكثر شيوعًا في بداية الوباء، ومن المرجح أيضًا أن يتسبب المتحور ألفا في مرض شديد كما يتضح من زيادة معدلات الاستشفاء والوفاة بعد الإصابة.
واتضح أن متغير دلتا معدٍ أكثر بمرتين من السلالات السابقة وقد يتسبب في مرض أكثر شدة بين أولئك الذين لم يتم تلقيحهم.
وتشير الدراسات الحديثة أيضًا إلى أن الأشخاص غير المحصنين والمُلقحين يحملون فيروسات متشابهة.
ما هي المتغيرات الأكثر شيوعًا؟
أصبح متغير دلتا هو السلالة السائدة وهو ما يمثل الغالبية العظمى من حالات كوفيد-19 في نهاية يوليو/تموز الماضي.
منذ ذلك الحين سيطر متحور دلتا على ألفا والمتغيرات الأخرى في هذه المناطق وبالتعاون مع المؤسسات الصحية التابعة للدولة ووكالات الصحة العامة الأخرى يتم ترتيب عينات عدوى كوفيد-19 من جميع أنحاء الولايات المتحدة كل أسبوع لتحديد المتحورات الحالية والجديدة.
ورجحت الأخصائية في العدوى أن تستمر المتحورات الجديدة في الظهور مع تطور الفيروس مثل دلتا بلس على سبيل المثال وهي سلالة فرعية من دلتا لم يتم بعد تحديد آثارها.
كيف تصمد اللقاحات ضد المتحورات؟
يعمل الباحثون على اكتشاف مدى فاعلية لقاحات كوفيد-19 الثلاثة المصرح بها حاليًا للاستخدام في حالات الطوارئ في الولايات المتحدة في منع العدوى من المتحورات حيث يتغير التوزيع المتحور والتكرار باستمرار.
وتشير العديد من الدراسات الأولية التي لم تتم مراجعتها بعد إلى أن هذه اللقاحات لا تزال فعالة في الوقاية من العدوى الخطيرة والوفاة.
ومع ذلك لا يوجد لقاح مثالي ويمكن أن تحدث إصابات مفاجئة بالفيروس بين من تلقوا التطعيم وقد يكون كبار السن وأولئك الذين يعانون من أمراض مناعية معرضين لخطر متزايد للإصابة بهذه العدوى الخارقة.
وقالت الطبيبة إنه لحسن الحظ، يعاني الأفراد الذين تم تطعيمهم بالكامل بشكل عام من عدوى كوفيد-19 أكثر اعتدالًا، وقدّرت دراسة في إنجلترا أن جرعتين من لقاح فايزر فعالتان بنسبة 93.7% في الوقاية من الأمراض المصحوبة بأعراض من متغير ألفا و88% فعالة من دلتا.
وأفادت دراسة أخرى في كندا لم تتم مراجعتها بعد أن لقاح موديرنا فعال بنسبة 92% في الوقاية من الأمراض المصحوبة بأعراض من ألفا.
كيف يمكن البقاء بأمان؟
تقول الدكتورة ليلي تشينج إميرغلوك إن ذلك يعتمد على مدى الحذر وأن أحد العوامل هو ما إذا كنت قد تلقيت لقاحًا كاملاً.
فما يقرب من 99.5% من وفيات كورونا في الولايات المتحدة خلال الأشهر القليلة الماضية كانت بين الأشخاص غير المطعمين.
وتوصي أحدث إرشادات مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها بأن يرتدي الجميع قناعًا في مناطق انتقال العدوى بشكل كبير، بغض النظر عما إذا كانوا قد تم تطعيمهم أم لا.
ويجب توخي المزيد من الحذر بشكل خاص إذا لم يتم تطعيمك بشكل كامل أو إذا كنت تعاني من ضعف في جهاز المناعة.
وثمة عامل آخر يجب مراعاته هو مستوى انتقال العدوى في المجتمع ونسبة الأشخاص غير المطعمين في مجتمعك المحلي، وعلى سبيل المثال قد يكون لدى الشخص الذي يعيش في منطقة أقل من المعدل الوطني لتطعيمات كوفيد-19 فرصة أكبر لمقابلة شخص غير مُلقح -ومن المرجح أن ينشر الفيروس التاجي- أكثر من أي شخص في منطقة ذات معدلات تطعيم أعلى.
وقالت الأخصائية إنه لا يزال عدد كبير من الأشخاص المعرضين لخطر الإصابة بكوفيد-19 بما في ذلك الأطفال، وتظل اللقاحات في اعتقادها هي أفضل حماية ضد كل سلالة من كورونا.
وارتداء الكمامة والتباعد الاجتماعي وتجنب الحشود والأماكن سيئة التهوية تحمي ضد العدوى الاختراقية وتقلل من خطر انتشار الفيروس.