تصاعد أزمة المهاجرين على الحدود بين بيلاروسيا وبولندا

كشف وزير الدفاع البولندي ماريوس بلاشتشاك أن الوضع على الحدود مع بيلاروسيا ليس بالوضع الهادئ تماما، مضيفا أن مجموعات أصغر من المهاجرين تحاول الآن اختراق حدود الدولة العضو في الاتحاد الأوربي وحلف شمال الأطلسي (الناتو).

وتابع: نتعامل مع مجموعات أصغر تهاجم في وقت واحد الحدود البولندية في العديد من الأماكن.

من جهته اتهم وزير الخارجية البيلاروسي فلاديمير ماكي، اليوم الأربعاء، الغرب بافتعال أزمة الهجرة على الحدود البولندية لفرض عقوبات جديدة على مينسك (عاصمة بيلاروسيا).

وقال -خلال لقاء مع نظيره الروسي سيرغي لافروف- إنه في ضوء الجولة الخامسة من العقوبات التي يتحدث عنها في الغرب يبدو أن الذريعة المستخدمة هذه المرة هي أزمة الهجرة التي افتعلها الاتحاد الأوربي والدول الأعضاء فيه التي تتشارك حدودا مع بيلاروسيا.

ودعا ماكي إلى رد مشترك مع روسيا تجاه ما أسماه الأعمال غير الودية التي تستهدف بيلاروسيا.

من جانبه، أوضح لافروف أن مينسك وموسكو عززتا تعاونهما بشكل فعال لمواجهة حملة ضد بيلاروسيا شنتها واشنطن وحلفاؤها الأوربيون في المنظمات الدولية.

وفي السياق احتجزت الشرطة البولندية، الأربعاء، أكثر من 50 مهاجرا غير نظامي عبروا الحدود إلى بولندا عبر بيلاروسيا خلال الساعات الـ24 الماضية.

وقال توماش كروبا المتحدث باسم شرطة منطقة بودلاسكي إنه خلال الساعات الـ24 الماضية أوقفت الشرطة أكثر من 50 شخصا قرب مدينة (بيالفييزا) بعدما عبروا الحدود بشكل غير قانوني.

وحاول كثير من طالبي اللجوء عبور الحدود، أول من أمس الإثنين، لدخول بولندا من بيلاروسيا حيث يوجد حاليا حوالي 4000 طالب لجوء على حدود البلدين، بحسب وكالة الأنباء البولندية.

ويتّهم الاتحاد الأوربي الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو، بتنسيق وصول هذه الموجة من المهاجرين واللاجئين إلى الجانب الشرقي من التكتل، وذلك ردّاً على العقوبات الأوربية التي فرضت على بلاده بعد القمع الذي مارسه نظامه بحق المعارضة.

“إرهاب دولة”

من جهته اتهم رئيس الوزراء البولندي ماتيوش مورافيتسكي الأربعاء بيلاروسيا بممارسة “إرهاب دولة” في أزمة المهاجرين غير المسبوقة على حدود بولندا.

وقال للصحفيين في وارسو خلال مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس المجلس الأوربي شارل ميشال “ما نواجهه هنا ويجب أن نكون واضحين هو إرهاب دولة” مضيفا أنه يعتقد أن ذلك هو “انتقام صامت” من جانب الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشنكو بسبب دعم بولندا للمعارضة.

ويتهم الأوربيون منذ أسابيع الرئيس البيلاروسي بتأجيج التوتر من خلال إصدار تأشيرات للمهاجرين وإحضارهم إلى الحدود انتقاما للعقوبات الأوربية التي فرضت على بلده لقمعه حركة معارضة بعد الانتخابات الرئاسية في 2020.

ومن جانبه، أكد ميشال أن المزيد من “العقوبات المحتملة مطروحة على الطاولة مرة أخرى” ضد بيلاروسيا، مشيرا أن الدول الأعضاء في الاتحاد الأوربي ستجري مشاورات بهذا الشأن، الإثنين المقبل.

وتابع “يجب أن نظهر وحدتنا القوية ليكون لدينا تأثير ووقف الذي يحدث لأنه غير مقبول”.

ويثير هذا التوتر مخاوف من حدوث مواجهة على حدود الاتحاد حيث نشر البلدان قوات مسلحة.

ولقي عشرة مهاجرين على الأقل مصرعهم في المنطقة منذ بداية الأزمة بينهم سبعة على الجانب البولندي من الحدود، حسب صحيفة (غازيتا فيبورتشا) اليومية البولندية.