موسم الحج والعمرة.. ماذا خسرت شركات السياحة في غزة؟

حجاج غزة يعبرون معبر رفح استثنائيًا عام 2017 للسفر إلى السعودية لأداء فريضة الحج (الأناضول)

بينما تراقب شركات الحج والعمرة في قطاع غزة ضياع الموسم تلو الآخر، فإنها وبحسب رئيس جمعية شركات الحج والعمرة عوض أبو مذكور تكابر أمام خسائرها وترفض إغلاق مكاتبها كي لا تزيد صفوف البطالة في القطاع.

مليون ونصف مليون دينار أردني (2.12 مليون دولار) سنوي هو إجمالي خسائر 74 شركة حج وعمرة عاملة في القطاع وذلك بعد توقف موسمي الحج والعمرة العام الفائت وموسم العمرة لهذا العام بينما لم تحصل هذه الشركات على خبر يقين فيما يتعلق بموسم الحج لهذا العام بعد.

اعتبارات سياسية وأمنية

كانت السلطات المصرية قد منعت تسيير رحلات عمرة من القطاع منذ عام 2015 حتى عام 2019 لما أسمته “ظروف أمنية” في شبه جزيرة سيناء، ثم استأنفت السماح بها فعملت الشركات لثلاثة أشهر بإجمالي تسعة آلاف معتمر.

وفي عام 2020 عملت لفترة أقصر بداية العام بإجمالي 3 آلاف معتمر قبل أن تفرض كورونا حظرًا شاملًا على دول العالم.

وبذلك يصف رئيس جمعية شركات الحج والعمرة، للجزيرة مباشر، ما مر به القطاع بأنه “فاصل صغير من العمل” قبل أن تعود الشركات مرغمة إلى خانة البطالة بعد أن كانت ترسل في العام الواحد 17 ألف معتمر قبل أن تغير الاعتبارات السياسية والأمنية هذا الواقع.

خسائر فادحة لـ 74 شركة عاملة في القطاع بعد توقف موسمي الحج والعمرة العام الماضي (غيتي)

موسم الحج الحالي

وبينما لم تبلغ هيئة الحج في السعودية بمصير موسم الحج لهذا العام بعد، فإن الشركات في غزة تترقب خبرًا بخصوصه لتعوض شيئًا يسيرًا من خسائرها يعينها على تسوية بعض من التزاماتها التي تراكمت خلال أعوام عجاف عاشتها.

يأتي ذلك على الرغم من احتمال تخفيض حصة الحجاج من القطاع إلى الربع أو النصف تماشيًا مع إجراءات التباعد المطبقة للوقاية من فيروس كورونا.

ماذا خسرت الشركات؟

خسائر هذه الشركات الفادحة أجبرت خمس منها على إغلاق أبوابها نهائيًا بينما خفضت البقية عدد عمالها من 4 عمال في المتوسط إلى عامل واحد فقط.

هذا بالإضافة إلى مصاريف التشغيل وإيجار المحال، مما يعني أن هذه الشركات تخسر في العام 13 ألف دينار أردني (18.4 ألف دولار).

حجاج من غزة بانتظار اجتياز معبر رفح باتجاه الأراضي السعودية (الجزيرة)

تعويضات غائبة

وأمام هذه الأرقام الكبيرة في الخسائر أكد عوض أبو مذكور للجزيرة مباشر أنهم ناشدوا الجميع بلا استثناء وطرقوا كل الأبواب بدءًا من الرئيس الفلسطيني وحتى وكلاء وزارات الأوقاف والعمل و التنمية الاجتماعية.

لكن النتيجة كما يقول “صفر كبير”، إذ لم يعوضهم أحد ولم تضف أسماؤهم وأسماء العاملين لديهم على أي بند معونة باعتبارهم “أصحاب شركات”.

الخطة التالية

وبشأن ما يمكن عمله لضخ الدم في جسد هذا القطاع المنهك، يبدي أبو مذكور أسفه قائلًا “لا شيء يمكن عمله سوى انتظار رحمة الله، إذ لا يمكننا أن نتحول إلى مكاتب سياحة وسفر لانعدام هذا العمل في غزة ولا يمكننا العمل في أي شيء آخر”.

واختتم رئيس جمعية شركات الحج والعمرة حديثه بالقول “ليس أمامنا إلا أن نرى جريان الأقدار علينا كسائر أهل القطاع المحاصر”.

المصدر : الجزيرة مباشر