العلاج باللعب.. هل ينجح في مساعدة الطفل على تجاوز أزماته النفسية؟

يجد الآباء صعوبة في فهم الفوائد التي يجنيها أطفالهم من "اللعب فقط" (رويترز)

يعبر الأطفال عن أنفسهم باللعب ويستفيد العلاج النفسي من ذلك، والعلاج باللعب هو أحد أشكال العلاج النفسي ويمكن أن يكون فعالًا في مساعدة الأطفال الذين يعانون من مشاكل عاطفية وعقلية.

ويستخدم العلاج باللعب وفق موقع (فيري ويل مايند) بشكل أساسي مع الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 3 و 12 عامًا على الرغم من أنه يمكن استخدامه أيضًا مع البالغين، والهدف الأساسي منه هو مساعدة الأطفال الذين قد يعانون في التعبير عن أنفسهم أو عن عواطفهم.

يستشعر الطفل خلال اللعب ببيئة حرة وآمنة ويشعر براحة أكبر في التعبير عن نفسه ويستخدم المعالجون باللعب الأنشطة التي قد يستمتع بها الطفل من الرسم إلى الرقص إلى ألعاب الطاولة وفي بعض الأحيان يطلب “المعالج باللعب” من أفراد الأسرة الآخرين أو الآباء المشاركة أيضًا في هذه الأنشطة.

أنواع العلاج باللعب

هناك نوعان رئيسيان من العلاج باللعب يستخدمهما المعالجون:

العلاج التوجيهي باللعب: ويتخذ المعالج من خلاله نهجًا عمليًا ويقود الطفل من خلال أنشطة اللعب الموجهة لمساعدته على التعبير عن نفسه ويعطي للطفل عادةً تعليمات محددة ويشرف على قيامه بها.

العلاج باللعب غير التوجيهي: ويستفيد من بيئة أقل تحكمًا ويترك المعالج للطفل مساحة الانخراط في أي أنشطة لعب قد يستمتع بها ويعبر عن نفسه فيها مع تدخل محدود.

ويمكن بحسب المتخصصين تطبيق العديد من الأساليب المختلفة أثناء العلاج باللعب وتعتمد التقنية المستخدمة أثناء جلسة العلاج إلى حد كبير على احتياجات الطفل والألعاب التي يشعر بالراحة عند استخدامها.

ممارسة لعبة أو نشاط يحبه الطفل يعتبر علاجا (رويترز)

عادة ما تستغرق جلسة العلاج باللعب النموذجية ما بين 30 إلى 45 دقيقة، وأثناءها يخلق المعالج بيئة مريحة وآمنة للطفل للعب ويراقب تفاعل الطفل مع الألعاب التي يتم توفيرها.

وكلما كان سن الطفل أكبر، يقدم أنشطة محددة أكثر تستهدف المشاكل التي يعاني منها الطفل.

وتتضمن بعض الأساليب الأكثر شيوعًا التي يستخدمها المعالجون باللعب في جميع أنحاء العالم ما يلي:

  • الفن.
  • اللعب بالرمل.
  • ألعاب اللوح.
  • الدمى.
  • مسرحية.
  • لعب الورق.
  • الشطرنج أو الداما.
  • الغميضة.
  • لعبة الليغو.

ويفيد العلاج باللعب الأشخاص الذين يعانون من التواصل والتعبير عن أنفسهم بطريقة إيجابية وصحية وقد يستفيد الأطفال الذين تعرضوا لسوء المعاملة أو تعرضوا لأحداث صادمة أو مرهقة للغاية من العلاج باللعب لاستعادة الإحساس بالحياة الطبيعية.

وعادةً ما يستفيد الأطفال المصابون باضطرابات معينة تعيق تعبيراتهم العاطفية والاجتماعية بشكل كبير من العلاج باللعب ويمكن أن يشمل هؤلاء الأطفال الذين يعانون من اضطرابات سلوكية أو صعوبات التعلم.

أفادت دراسات فعالية العلاج باللعب على الأطفال الذين يعانون من اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه والاكتئاب واضطرابات القلق واضطراب ما بعد الصدمة والصدمة الجسدية والعاطفية والعنف الجنسي والإساءة الجسدية أو العاطفية

يساعد العلاج باللعب الأطفال على التعبير عن أنفسهم (بيكسيلز)

 

فوائد العلاج باللعب

غالبًا ما يجد الآباء القلقون صعوبة في فهم الفوائد التي يجنيها أطفالهم من “اللعب فقط” لكن الحقيقة هي أنه بتوجيه من المعالج أو بدونه يحب الأطفال التواصل من خلال اللعب سواء لاحظت ذلك أم لا.

قد يُعتبر الطفل الذي يلعب بعنف عدوانيًا في حين أنه في الواقع يعكس حالة من العنف المنزلي شهدها.

ويمنح العلاج باللعب الأطفال الذين يواجهون صعوبة في التواصل لفظيًا للتعبير عن أنفسهم من خلال أنشطة اللعب وعلى سبيل المثال قد يرسم الطفل الذي يرفض الكلام أفكاره أو احتياجاته أو يرسمها.

يخلق هذا النوع من العلاج مساحة يشعر فيها الطفل بالراحة لكونه على طبيعته بدلًا من الأشكال التقليدية الأخرى للعلاج النفسي ويسمح للطفل بتولي مسؤولية عملية العلاج كما يساعد الأطفال على فهم عواطفهم خاصةً إذا كانوا قد عانوا من عدم فهمها من قبل.

يساعد العلاج باللعب أيضًا الأطفال على بناء مهارات الاتصال والمهارات الاجتماعية مع مرور الوقت وبعد عدة جلسات قد يبدأ الطفل الذي لا يتحدث في نطق عدة جمل.

يبني الأطفال مهارات اجتماعية من خلال اللعب (رويترز)

مزيد من الدراسات

يرى المتخصصون أنه ينبغي إجراء مزيد من الدراسات حول فعالية العلاج باللعب إذ لا ترتبط معظم أشكال العلاج التقليدية بالأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 3 و 12 عامًا فقط.

وفي دراسة أجريت عام 2009 حول فعالية العلاج باللعب مع الأطفال العدوانيين قسم الباحثون الأطفال الذين لديهم تاريخ من السلوك العدواني إلى مجموعتين تعرضت إحدهما للعلاج باللعب بينما اعتبرت الثانية مجموعة تحكم وفي نهاية الدراسة وجد الباحثون أن الأطفال الذين تعرضوا للعلاج باللعب أظهروا تحسنًا ملحوظًا في السلوكيات العدوانية.

وأثبت تحليل في عام 2005 على 93 دراسة أجريت بين عامي 1953 و2000 حول فعالية العلاج باللعب مع الأطفال النظرية القائلة إنها طريقة فعالة لعلاج الأطفال وأن هذا الشكل من العلاج أنتج تأثيرات إيجابية أكثر من ذلك الذي يشارك فيه والذي الطفل في العلاج ووجدت أيضًا أن هذا الشكل من العلاج يبدو فعالًا لكل الأعمار وللجنسين.

بينما يتولى المعالج باللعب زمام المبادرة أثناء العلاج يلعب والد الطفل أيضًا دورًا مهمًا وعادة ما يقوم المعالج باللعب باستشارة مشتركة مع العائلة ذلك لفهم احتياجات الطفل تمامًا وعند البحث عن معالج باللعب لطفلك ينصح بالتأكد من أن ذو خبرة في الأمر وعادة ما يتم الأمر على مدى عدة جلسات لذلك من المهم أن يشعر الطفل براحة تامة مع المعالِج.

للآباء دور فعال في خضوع أطفالهم لهذا النوع من العلاج (بيكسيلز)
المصدر : الجزيرة مباشر + صحف ومواقع أجنبية