تتهمهم إثيوبيا بالدخول على خط الصراع في تيغراي .. من هم “الكيمانت”؟

الجيش الإثيوبي قام بمعركة شرسة تيغراي (الأناضول- أرشيف)

اتهم أجيجنهو تيشاغر رئيس ولاية أمهرة في إثيوبيا ما أسماهم “متمردين من أقلية الكيمانت” بالدخول على خط الصراع بين القوات الفدرالية الإثيوبية ومسلحي الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي وتنفيذهم هجمات على مناطق متاخمة للسودان.

وفي ظل الأوضاع المضطربة التي يشهدها إقليم تيغراي الإثيوبي منذ نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، خرج المسؤول الإثيوبي ليكشف عن طرف ثالث اتهمه بالدخول على خط الصراع، وليضيف بذلك ديناميكية وطرفًا جديدًا للنزاع المسلح في تيغراي.

وفي حوار مع هيئة الإذاعة والتليفزيون الإثيوبية (إي تي في) يوم الخميس، اتهم رئيس ولاية أمهرة ما أسماهم “متمردين راديكاليين من الكيمانت” بشن هجمات بالاشتراك مع “جماعة سامري” في مناطق حدودية متاخمة للسودان.

وقال إن “مسلحي الكيمانت قادوا جماعة السامري (مجموعة شبابية في تلك المنطقة) لشن هذه الهجمات، وإن جمعيهم جاءوا من إقليم تيغراي، وتلقوا تدريبات في مخيمات اللاجئين بالسودان من أجل تفكيك إثيوبيا”.

وأشار إلى أن بعض فراد شعب الكيمانت الذين “يدعون القتال من أجل القضية العادلة والديمقراطية لشعبهم، قد اختطفتهم قوات من الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي وقامت بدعمهم وتدريبهم وتزويدهم بالأسلحة”.

ويدعم مقاتلو منطقة أمهرة، القوات الفدرالية الإثيوبية في محاولة للوصول إلى تسوية لنزاعهم المستمر منذ عقود على أراضٍ يقولون إن جبهة تحرير تيغراي استولت عليها خلال حكمها للبلاد الذي استمر قرابة ثلاثة عقود قبل تولي آبي أحمد السلطة في 2018.

إثيوبيون فروا من القتال الدائر في منطقة تيغراي في مخيم أم ركوبة على الحدود السودانية الإثيوبية (رويترز ـ أرشيف)

من هم الكيمانت؟

الكيمانت هم أقلية إثيوبية، طالما شعرت بالانزعاج من التأثير الثقافي والاجتماعي لشعب الأمهرة المهيمن، وفي السنوات القليلة الماضية طالبت بحكم ذاتي.

وفي 2017، انتهى استفتاء حول إقامة منطقة حكم ذاتي للكيمانت “بأحقاد”، وأدى الخلاف الناجم عن ذلك إلى اشتباكات تزايدت وتيرتها بين المجموعتين.

ويعتبر الكيمانت أنفسهم ضحايا صراع عرقي قديم مع شعب الأمهرة، إذ يرون -لاسيما في الفترة الأخيرة- أن الأمهرة يستغلون النزاع مع شعب تيغراي لتوسيع سيطرتهم على أراضي المنطقة بأكلمها.

وبحسب تقارير إعلامية، يرى قادة الأمهرة أن مساعي الكيمانت لإقامة حكم ذاتي أججها إلى حد كبير “متمردو” تيغراي المشتبكين حاليًا في صراع مع القوات الإثيوبية تحت رئاسة آبي أحمد، المولود لأب مسلم من عرقية الأورومو وأم مسيحية من عرقية الأمهرة.

يشار إلى أنه في أبريل/نيسان من العام الجاري، اندلعت اشتباكات بين الأمهرة والكيمانت أجبرت آلاف الناس على الفرار من المنطقة غالبيتهم يتوجهون إلى السودان.

وتتكون إثيوبيا من أكثر من 80 مجموعة عرقية مختلفة، أكبرها الأورومو بنسبة 34.4٪ من سكان البلاد، ثم الأمهرة تمثل 27.0٪ من السكان، في حين أن العرقية الصومالية وتيغراي تمثل 6.22٪ و6.08٪ على التوالي، أما الكيمانت فهم أقلية في إثيوبيا.

المصدر : الجزيرة مباشر