رويترز: الغرب مدين لقطر بدورها في أفغانستان.. كيف تحقق ذلك؟

وزراء خارجية ودفاع قطر والولايات المتحدة (رويترز)

قال تقرير لوكالة رويترز إن قطر أصبحت وسيطا أساسيا في الوقت الذي تحاول فيه الدول الغربية التعامل مع الحكومة الجديدة في أفغانستان.

وأضاف التقرير أنه منذ الانسحاب الأمريكي من أفغانستان وكبار الدبلوماسيين من مختلف أنحاء العالم يترددون على قطر التي ظلت لفترة طويلة بوابة للتواصل مع حركة طالبان، ناقلا عن محللين أن كل هذا لم يكن صدفة.

وذكر التقرير أن طموحات قطر كبيرة للغاية تفوق مساحتها الصغيرة وعدد سكانها القليل، مشيرا إلى تأييد الدوحة للحركات المطالبة بالديمقراطية خلال الربيع العربي عام 2011، وصولًا إلى استضافتها نهائيات كأس العالم لكرة القدم العام المقبل.

ونقل التقرير عن محللين أن بروز دور قطر كوسيط في أفغانستان جزء من استراتيجية أولتها الدوحة اهتماما كبيرا من خلال التحول إلى موقع لا غنى عنه للوساطة الدولية.

وأشار التقرير إلى أن قطر سمحت لحركة طالبان بفتح مكتبها الدولي الرئيسي على أراضيها عام 2013، وكانت مقرا لمحادثات السلام التي أفضت العام الماضي إلى اتفاق الانسحاب الأمريكي.

ونقل التقرير عن كريستين ديوان الباحثة الأولى المقيمة بمعهد دول الخليج العربية في واشنطن إن تلك التسهيلات الدبلوماسية التي غلفها الصبر كانت وسيلة تقليدية لكي ترفع دولة صغيرة مكانتها الدولية.

وأضافت كريستين “في ضوء حجمها السكاني يعد القيام بدور عسكري كبير أمرا صعبا. غير أن قطر يمكنها تحقيق استفادة حقيقية من خلال علاقاتها خاصة في الجانبين الغربي والإسلامي لا سيما الأطراف التي ترفض الولايات المتحدة التواصل معها مباشرة”.

وأشار التقرير إلى أنه في الأسابيع التي أعقبت سيطرة طالبان على أفغانستان ووصولها إلى السلطة، كانت قطر مركز عبور نُقل إليه أكثر من 58 ألفا من بين 124 ألف مواطن غربي وأفغاني.

وأصبحت قطر الآن مقرًا مؤقتا لسفارات الولايات المتحدة وحلفائها الأوربيين التي تم إجلاء الدبلوماسيين منها في أفغانستان لتصبح الوسيط الرئيسي في جهود التواصل الغربية.

وقال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، الذي زار قطر بصحبة وزير الدفاع لويد أوستن “نعلم ونحن نعمل هنا على دفع دبلوماسيتنا للأمام أن قطر ستكون شريكنا لأن هذه ليست هي المرة الأولى التي تبادر فيها قطر للمساعدة في أفغانستان”.

ونقل التقرير عن مسؤول قطري قوله إن بلاده تواصلت بصفتها وسيطا محايدا مع جميع الأطراف لتوفير حرية الحركة لمن هم في أفغانستان و”محاربة الإرهاب لمنع أي زعزعة للاستقرار في المنطقة مستقبلا”.

وقال التقرير إن قطر ساعدت بالتعاون مع تركيا في إعادة فتح مطار العاصمة الأفغانية كابل واستئناف الرحلات الجوية الإنسانية والداخلية.

وأضاف أنه خلال عمليات الإجلاء المتعجلة من أفغانستان ساعد دبلوماسيون قطريون على الأرض في مرافقة الأفغان عبر الحواجز الأمنية إلى المطار.

المصدر : الجزيرة مباشر + رويترز