الخوذ البيضاء: هذا ما فعله البرد بالنازحين في الشمال السوري خلال شهر

الثلوج تغطي مخيمات النازحين شمالي سوريا (الفرنسية)

قالت مؤسسة الدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء) إن شهر يناير/كانون الثاني الماضي كان قاسيًا على المدنيين النازحين في شمال غربي البلاد “نظرًا للعواصف الثلجية التي ضربت معظم المنطقة، وغرق مئات الخيام بسبب السيول والأمطار واقتلاع العشرات منها بسبب الرياح”.

وأشارت في تقرير اليوم الأحد إلى حصول “حوادث احتراق الخيام، بالإضافة إلى شح المساعدات الإنسانية التي تزامنت مع انتشار فيروس كورونا واستنفاد كبير للقطاع الطبي واستمرار الهجمات لنظام بشار الأسد”.

العواصف الثلجية والمطيرة

وقال التقرير إن مناطق شمال غربي سوريا تعرضت خلال الشهر الماضي لعدة منخفضات جوية، حيث امتدت العاصفة الأولى الثلجية والمطرية ليومين في 18 و19 يناير، وأدت إلى انقطاع العديد من الطرق ومحاصرة مخيمات في ريف حلب الشمالي وغرق أخرى بريف إدلب الشمالي.

كما ضربت عاصفة ثلجية ثانية المنطقة بدءًا من منتصف ليل 23 يناير، حيث شهدت مناطق ريف حلب الشمالي تساقطًا كثيفًا للثلوج أدى إلى محاصرة عدد من مخيمات النازحين خصوصًا في عفرين وقطع الطريق المؤدي إليها، كما تسببت في إغلاق بعض الطرق الرئيسية بشكل كامل.

وأشار التقرير إلى “استجابة الدفاع المدني السوري -خلال الفترة الممتدة من 17 إلى 26 يناير- لعشرات النداءات الإنسانية في مناطق شمال غربي سوريا التي ضربتها عواصف ثلجية ومطرية أدت إلى تدهور كبير في أوضاع المدنيين خاصة في المخيمات، وشملت الاستجابة أعمالًا خدمية مكثفة في 376 قرية و368 مخيمًا”.

الأضرار في المخيمات والقرى

وقال التقرير إنه جراء العواصف الثلجية والمطرية في مناطق شمال غربي سوريا، تضررت أكثر من 2750 خيمة بشكل جزئي (تساقطت عليها الثلوج بكثافة ومنها ما تسربت إليها مياه الأمطار) و1320 خيمة انهارت بشكل كامل (غمرتها الثلوج والأمطار بشكل كامل) وكانت تقطن في تلك الخيام أكثر من 3450 عائلة، إضافة لانقطاع الطرق إلى تلك المخيمات بشكل كامل خلال الساعات الأولى من العاصفة الثلجية.

ويقطن في هذه المخيمات أكثر من نصف مليون نازح، ويبلغ تعداد سكان المخيمات النظامية نحو 350 ألف نازح، بينما يقارب عدد النازحين القاطنين في المخيمات العشوائية 150 ألف نازح، وتبلغ نسبة النساء والأطفال بين النازحين 80% تقريبًا.

حوادث مأساوية

وأوضح التقرير أنه “مع انخفاض درجات الحرارة تزداد حاجة المدنيين للتدفئة لا سيما المهجّرين في المخيمات، لكن تردي أوضاعهم المعيشية يجبرهم على استخدام مواد خطرة ومضرة بالصحة، مثل البلاستيك والنايلون والملابس القديمة، وغالبًا ما تؤدي حرائق المخيمات إلى ضحايا بسبب طبيعة الخيام القماشية وسرعة اشتعالها”.

وقال التقرير إنه “خلال شهر يناير من العام الحالي، استجاب الدفاع المدني السوري وعمل على إخماد 154 حريقًا في شمال غربي سوريا، تم فيها انتشال جثامين 6 أشخاص فقدوا حياتهم، بينما تم إنقاذ 15 شخصًا وإسعافهم في النقاط الطبية، ونشب 28 حريقًا في مخيمات النازحين في شمال غربي سوريا، وتسببت باحتراق 32 خيمة”.

 

ووفقًا لدراسة أعدتها الخوذ البيضاء أواخر عام 2021 تعرض احتياجات النازحين الأساسية في 192 مخيمًا شمال غربي سوريا، فقد تعرضت 81% من المخيمات المقيّمة لفيضانات وغرق الخيام، كما عانت 78% منها عدم وجود وسائل تدفئة مناسبة، وعانت 69% من تشكل مستنقعات المياه والوحل نتيجة سوء حالة الطرق والأرصفة.

كما شهدت 66% من المخيمات تمزق واقتلاع الخيام نتيجة الرياح العاتية والأمطار، وتعرضت 40% لصعوبات نتيجة عدم قدرة المنظمات الإنسانية على الوصول نتيجة سوء حالة الطرق المؤدية للمخيم.

وأظهرت الدراسة أنه بالرغم من تدخل الجهات الإنسانية الفاعلة ضمن قطاع المخيمات فإن مجموع هذه التدخلات لم يوجد الحل لأكثر من 42% من مشاكل المخيمات، في حين أن 58% من هذه الصعوبات ما زالت مستمرة ضمن المخيمات ذاتها التي تم التدخل فيها، مما يدل على غياب الحلول الدائمة، وتضطر الجهات الإنسانية الفاعلة ومتطوعو الخوذ البيضاء إلى التدخلات الإسعافية سنويًّا لمنع وقوع كوارث إنسانية.

المصدر : الجزيرة مباشر