“لا أريد العودة في تابوت”.. غضب وإحباط بين الجنود الروس بأوكرانيا ورفض لمواصلة القتال

قوات روسية في أوكرانيا تعتلي المدرعات من أجل القتال (رويترز)

وثّق تقرير نشرته صحيفة (غارديان) البريطانية حالة الغضب والإحباط التي يعاني منها الجنود الروس حتى أنهم أبلغوا قادتهم برفض المشاركة في العمليات العسكرية في أوكرانيا.

ونقلت الصحيفة عن ديمتري أحد الجنود الروس (اسم مستعار) خلال الاستعداد للانتشار في أوكرانيا في أوائل أبريل/نيسان الماضي قوله إن العديد من الجنود لم يرغبوا في العودة إلى هناك.

وتابع “لقد شهدنا قتالًا مريرًا مع القوات الأوكرانية لم أكن أريد الذهاب إلى القتال، كنت أريد العودة حيًا إلى عائلتي وليس في تابوت”.

وأوضح أنه مع 8 جنود آخرين أبلغوا قادتهم “برفض الانضمام مرة أخرى إلى العمليات القتالية” وأنهم كانوا غاضبين، لكنهم هدأوا في النهاية لأنه لم يكن هناك الكثير مما يمكنهم فعله.

وتابع ديمتري “لقد خدمت في الجيش 5 سنوات عقدي ينتهي في يونيو/حزيران (المقبل) سأقضي الوقت المتبقي لي وأخرج من هنا ليس لدي ما أخجل منه، لسنا رسميًا في حالة حرب”.

وأشار التقرير إلى رواية الجندي سيرجي بوكوف (23 عامًا) المشابه لرواية ديمتري حيث قرر في نهاية أبريل/نيسان ترك الجيش بعد القتال في أوكرانيا. وقال “لم يجادلنا قادتنا، لأننا لم نكن أول من غادر”.

ويبرز رفض الجنود الروس الضوء على بعض الصعوبات العسكرية التي واجهها الجيش الروسي نتيجة لقرار الكرملين السياسي بعدم إعلان الحرب رسميا على أوكرانيا، مفضلا وصف “عملية عسكرية خاصة” والتي ستصل قريبا إلى شهرها الرابع.

 

 

من جانبه، أشار المحامي ميخائيل بينياش الذي يقدم المشورة للجنود الذين اختاروا رفض القتال بموجب القواعد العسكرية الروسية إلى أنه يمكن للجنود الذين يرفضون القتال في أوكرانيا أن يواجهوا الفصل لكن لا يمكن مقاضاتهم.

وقال بنياش في تصريحات نقلتها صحيفة (غارديان) إن “مئات الجنود كانوا على اتصال بفريقه للحصول على نصائح حول كيفية تجنب إرسالهم للقتال” موضحًا أن من بينهم 12 جنديًا من رجال الحرس الوطني من مدينة كراسنودار بجنوب روسيا تعرضوا للطرد بعد رفضهم الذهاب إلى أوكرانيا.

وتابع “يحاول القادة تهديد جنودهم بالسجن في حالة رفض القتال لكننا نطمئن الجنود ونؤكد لهم يمكنكم ببساطة قول لا”  مشيرًا إلى أنه لا يعلم بوجود أي قضايا جنائية ضد جنود رفضوا القتال.

وأردف “لا توجد أسس قانونية لبدء قضية جنائية إذا رفض جندي القتال أثناء وجوده على الأراضي الروسية” موضحًا أن العديد من الجنود اختاروا فصلهم من العمل أو نقلهم بدلًا من الذهاب إلى “مفرمة اللحم”.

بيد أن بنياش أشار إلي أنه وفقًا للقوانين العسكرية الروسية “سيكون من الصعب على الجنود رفض القتال إذا أعلنت روسيا حربًا شاملة ويمكن أن يتعرضوا لعقوبات أقسى بكثير تصل إلى السجن”.

وأكدت (غارديان) على أن العدد الدقيق للجنود الذين يرفضون القتال “لا يزال غير واضح”.

ويشير الخبراء العسكريون والحكومات الغربية أن القوات الروسية “تواجه نقصًا حادًا في عدد جنود المشاة”، حسب الصحيفة البريطانية.

بدوره، أشار روب لي المحلل العسكري إلى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين “بحاجة إلى اتخاذ قرار بشأن التعبئة في الأسابيع المقبلة” مؤكدًا أن روسيا تفتقر إلى وحدات برية كافية لاسميًا وأن القوات منهكة ولن تكون قادرة على القتال لفترة طويلة.

وأشار التقرير إلى أن السلطات الروسية كثفت بهدوء جهودها لتجنيد جنود جدد حيث أصبح من الواضح أن تحقيق نصر سريع في أوكرانيا أصبح بعيد المنال.

وكشف المحللون أنه من غير المرجح أن يؤدي التجنيد الطوعي وجماعات المرتزقة إلى زيادة كبيرة في عدد الجنود الجدد، مقارنة بالأعداد التي قد تجلبها التعبئة الجزئية أو الشاملة.

المصدر : الجزيرة مباشر + صحف ومواقع أجنبية