تقرير: واقع مرير يعيشه الجيش الروسي في أوكرانيا.. هل يصبح وزير الدفاع “كبش فداء”؟

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ووزير دفاعه سيرجي شويغو (أسوشيتد برس)

كشف تقرير نشرته صحيفة واشنطن بوست الأمريكية، الاثنين، أن مستقبل وزير الدفاع الروسي سيرجي شويغو أصبح في خطر عقب “الواقع المرير” الذي تعانيه القوات الروسية في أوكرانيا.

ولفت التقرير إلى أن وزير الدفاع الروسي (66 عامًا) حضر تدريبات مسرحية واستعرض إحصائيات حول القوات متفاخرًا بأسلحة جديدة مخيفة في محاولة منه لإبراز صورة الجيش الروسي الصاعدة تحت قيادته.

بيد أن صورة الجيش الروسي القوي التي قدمها شويغو على مدار العقد الماضي، تحطّمت كليًّا منذ أن شن الكرملين حربًا على أوكرانيا، مما كشف مظاهر من عدم الكفاءة والوحشية لدى هذا الجيش الذي يعدّ من أكبر الجيوش في العالم.

وأكد التقرير أن مستقبل شويغو على المحك الآن بعد انسحاب القوات الروسية من محيط العاصمة كييف حيث يواجه الجيش الروسي ضغوطًا هائلة لحفظ ماء الوجه والاستيلاء على مساحة أكبر في شرق أوكرانيا.

ولا تزال العديد من الأسئلة مطروحة حول مقدار اللوم الذي يجب أن يتحمله شويغو عن إخفاقات القوات الروسية، على عكس القادة العسكريين وقادة المخابرات الروس الذين يُنظر إليهم على أنهم أخطؤوا في تقدير مقدار مقاومة الأوكرانيين.

وقالت المحللة السياسية الروسية تاتيانا ستانوفايا “هناك تقارير تفيد بأن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يشعر بخيبة أمل كبيرة حول كيفية استعداد شويغو لهذه الحرب وطريقة تنفيذها”.

وفي هذا السياق، أوضح التقرير أن النتيجة النهائية في ساحة المعركة قد تحدد مستقبل شويغو -الوزير الأطول خدمة في روسيا- الذي يحظى بمكانة رفيعة سمحت له بتحية القوات خلال احتفالات “عيد النصر” من داخل سيارة مكشوفة على مدار السنوات الماضية.

ولم ترد وزارة الدفاع الروسية على طلبات التعليق التي أرسلتها صحيفة واشنطن بوست.

وذكر التقرير أن الدور الذي لعبه شويغو في التخطيط لغزو أوكرانيا غير واضح، في حين قال مسؤولون أمريكيون إنه “كان واحدًا من قلة قليلة ضمن الدائرة المقربة من بوتين المطلعة على معلومات حول الهجوم الوشيك على الجارة الغربية لروسيا”.

وتابع “من شبه المؤكد أن شويغو لم يأخذ زمام المبادرة في صياغة خطة الحملة العسكرية ضد أوكرانيا، وربما وقعت هذه المهمة على عاتق نظيره العسكري رئيس الأركان العامة فاليري جيراسيموف”.

ونقلت الصحيفة الأمريكية عن مسؤول دفاعي أمريكي بارز تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته قوله “لا أعتقد أن شويغر يلعب دورًا كبيرًا خلال الاجتماعات لأن بوتين هو صاحب القرار وجيراسيموف رئيس الأركان العامة هو الذي يدير الجيش”.

وبحسب التقرير، اعتبر محللون عسكريون أن شويغو “مسؤول عن حالة الجيش الروسي وجاهزيته للقتال”، وأن بوتين كان يتعامل مع شويغو برفق خلال الاجتماعات الأخيرة، مما يعني أن الزعيم الروسي على الأرجح “غير مستعد لمعاقبته علنًا”.

وأشار التقرير أيضًا إلى أن بوتين قد يبحث عن “كبش فداء” ولكن بعد انتهاء الحرب.

يُشار إلى أن سيرجي شويغو تولّى منصب وزير الدفاع عام 2012 بعد سقوط سلفه الإصلاحي في قضية فساد، وهو ما أسعد قيادات الجيش الروسي حينئذ.

ومنذ 24 فبراير/ شباط الماضي، تشن روسيا ما تسميه “عملية عسكرية خاصة” في أوكرانيا بهدف نزع سلاحها وضمان عدم انضمام كييف لحلف شمال الأطلسي (الناتو)، وأدت الحرب المستمرة منذ أكثر من شهرين إلى نزوح أكثر من 12 مليون أوكراني عن منازلهم.

المصدر : الجزيرة مباشر + صحف ومواقع أجنبية