“عدالة إلهية”.. هل تشنّ أوكرانيا حملة تخريب لبنى تحتية داخل روسيا؟

حريق في معهد أبحاث الفضاء في تفير شمال غرب موسكو أسفر عن مقتل 17 شخصا

ينشر ناشطون على وسائل التواصل الاجتماعي تقارير عن حرائق في روسيا، منذ وقوع حريق في معهد أبحاث الفضاء في تفير شمال غرب موسكو أسفر عن مقتل 17 شخصًا، في أبريل/نيسان الماضي، وآخر في مصنع ذخائر في بيرم التي تبعد أكثر من 1100 كيلومتر شرقًا، وحرائق في مستودعات نفط منفصلة في بريانسك بالقرب من بيلاروسيا، تطال مواقع حساسة كونها إشارة إلى أن موسكو تتعرّض لهجوم غير معلن.

فهل هي مجرد صدفة أم مؤشر إلى أن أوكرانيين أو مؤيدين لهم يشنّون حملة تخريب لمعاقبة روسيا على غزو بلدهم؟

لم يعلن أحد مسؤوليته عن الحرائق، لكن محللين يقولون إن بعض الحوادث على الأقل، لا سيما تلك التي وقعت في بريانسك، تشير إلى جهد محتمل للأوكرانيين لنقل الحرب إلى أرض غزاتهم.

ففي منشور على تلغرام، وصف ميخايلو بودلياك كبير مستشاري الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الحرائق بأنها “تدخل إلهي”.

وكتب “مخازن وقود كبيرة تحترق بشكل دوري لأسباب مختلفة. العدالة الإلهية لا ترحم”.

لا نؤكد ولا ننفي

في بلد شاسع مثل روسيا، لا يعد حريق في مصنع أو مبنى قصيّ أمرًا شديد الغرابة.

لكن منذ بدء حرب روسيا على أوكرانيا، في 24 فبراير/شباط، جذب أكثر من 12 حريقًا لاحظها أشخاص يوثّقون الحرب اهتمامًا كبيرًا على وسائل التواصل الاجتماعي، وسط مخاوف من وجود حملة متعمّدة من الأوكرانيين.

حتى الحريقان في أواخر الشهر الماضي في أقصى شرق روسيا في قاعدة جوية شمال فلاديفوستوك وفي مصنع للفحم في سخالين أثارا الشكوك، كما أتى حريق هائل، الأربعاء الماضي، على مصنع للمواد الكيميائية في دزيرجينسك شرق موسكو.

وقال إيغور سوشكو سائق سيارات السباق الأوكراني الذي ينشر باستمرار صورًا ومقاطع فيديو عبر تويتر لأعمال تخريب مزعومة داخل روسيا “يواصل المخربون الروس ضد بوتين عملهم البطولي”، لكنه لم يقدم أي دليل على أنها متعمدة.

والتزم أيضًا المستشار الرئاسي الأوكراني أوليكسي أريستوفيتش الغموض في تصريحه لصحيفة نيويورك تايمز، مكتفيًا بالإشارة إلى أن إسرائيل مثلًا لا تعترف أبدًا بهجماتها واغتيالاتها السرية، وأضاف “لا نؤكد ولا ننفي”.

جزء من استراتيجية؟

يعتقد محللون أن الحريق في بريانسك الذي طال منشآت تمد أوربا بالنفط كان متعمدًا ومرتبطًا بالحرب.

المحلل روب لي قال لصحيفة الغارديان “أرجّح أنه هجوم أوكراني، لكن لا يمكننا الجزم بذلك”.

يضاف إلى ذلك عدد من عمليات القصف الواضح بوساطة مروحيات وطائرات مسيّرة وأعمال تخريب ضد بنى تحتية في كورسك وبلغورود أوبلاست على الحدود الأوكرانية قرب خطوط المواجهة، حيث حمّل حاكما بيلغورود وكورسك مسؤولية الحرائق وتدمير بنى تحتية مثل جسور السكك الحديد لمخربين ومهاجمين من أوكرانيا.

قال الحاكم فياتشيسلاف جلادكوف عبر قناته في تطبيق تلغرام إن هجوم الأول من أبريل/نيسان على مستودع وقود في بيلغورود كان نتيجة “غارة جوية من مروحيتين تابعتين للقوات المسلحة الأوكرانية دخلتا أراضي روسيا على ارتفاع منخفض”.

أما فيليبس أوبراين أستاذ الدراسات الاستراتيجية في جامعة سانت أندروز بإسكتلندا فقال إن “لا شيء يؤكد أنه تخريب أوكراني، باستثناء أن العديد من الحرائق طالت أهدافًا استراتيجية/عسكرية”.

لكنه ذكر أن مثل تلك الهجمات “تبدو بالتأكيد جزءًا من استراتيجيتهم”.

من جانبهم، قال مسؤولون في وزارة الدفاع الأمريكية إن القوات الروسية داخل أوكرانيا يعوقها ضعف سلاسل الإمداد، وأن الهجمات على بنيتها التحتية ستؤثر بشكل أكبر في جهودها الحربية.

لكن المسؤولين الأمريكيين لم يعلقوا على ما إذا كانت هناك حملة تخريب نشطة داخل روسيا تستهدف أهدافًا لا ترتبط ارتباطًا مباشرًا بالغزو.

المصدر : الجزيرة مباشر + الفرنسية