تهديد ممتد منذ سنوات.. سوريا تسجل أكبر عدد من ضحايا مخلفات الذخائر العنقودية بالعالم

متطوعون في الخوذ البيضاء يبحثون عن ألغام (منصات التواصل)

كشف تقرير مرصد الذخائر العنقودية لعام 2022، أن ثلث المناطق المأهولة بالسكان في سوريا متأثرة بمخلفات الحرب، وأن الاحتياجات الإنسانية الناتجة عن التلوث لا تزال مرتفعة.

ولم يتمكن الدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء) خلال عمليات المسح والتطهير من تحديد النطاق الكامل للتلوث بمخلفات الذخائر العنقودية، مؤكدًا أنه واسع الانتشار بسبب الحرب المستمرة منذ 11 عامًا.

وسجل التقرير الذي نشر في 2 سبتمبر/أيلول -وتشارك فيه دول ومنظمات عاملة في إزالة مخلفات الحرب برعاية الأمم المتحدة- زيادة بنسبة 23% في عدد الحوادث التي سببتها متفجرات من مخلفات الحرب عام 2022 مقارنة بعام 2020.

وسُجّلت هجمات بذخائر عنقودية في محافظات حلب وحماة وإدلب خلال عام 2020 وفي الربع الأول من عام 2021، كما شهدت 13 محافظة من محافظات البلاد الـ14 (جميعها باستثناء طرطوس) الاستخدام المستمر للذخائر العنقودية منذ عام 2012.

وتحدث التقرير عن جهود الخوذ البيضاء في عمليات المسح والإزالة، في شمال غربي سوريا، وعن المخاطر التي تواجهها الفرق كإصابة أحد المتطوعين بجروح عام 2021 خلال عمله في التخلص من مخلفات الحرب، وعن انضمام متطوعات إلى فرق المسح غير التقني، في عام 2022.

أكبر عدد من الضحايا في العالم

وأكد التقرير أنه في عام 2021، سجلت سوريا عددا من ضحايا مخلفات الذخائر العنقودية أكثر من ضحاياها في أي بلد من العالم، إذ بلغ عدد ضحايا الذخائر العنقودية 37 ضحية، موضحًا أنه أقل مما وقع عام 2020 الذي بلغ عدد الضحايا فيه 147، وأنه أدنى عدد تم تسجيله منذ عام 2012. وقد شكل الأطفال ثلثَا ضحايا الذخائر العنقودية عام 2021.

واستجابت فرق الدفاع المدني السوري خلال عام 2020 لأكثر من 60 انفجارا لمخلفات الحرب في شمال غربي سوريا أدت إلى مقتل 32 شخصا بينهم 6 أطفال و4 نساء، وإصابة 65 آخرين بينهم 7 أطفال و13 امرأة.

وقد انخفضت انفجارات مخلفات الحرب إلى نحو النصف عام 2021، واستجابت فرق الخوذ البيضاء لـ32 انفجارا، أدت إلى مقتل 18 شخصا بينهم 5 أطفال، وإصابة 32 آخرين بينهم 11 طفلا.

ومنذ بداية العام الحالي وحتى يوم الأحد 28 أغسطس، وثق الدفاع المدني السوري 21 انفجارا لمخلفات الحرب في شمال غربي سوريا أدت إلى مقتل 18 شخصا بينهم 5 أطفال، وإصابة 23 آخرين بينهم 14 طفلا، وامرأة.

وشدد تقرير الدفاع المدني على أن القنابل العنقودية هي الأخطر بسبب استخدامها المكثف من قبل النظام وروسيا، وانخفاض نسبة انفجارها الفورية بعد وصولها إلى الأرض.

ولا تستهدف الذخائر العنقودية هدفا محددًا، بل تنتشر بشكل عشوائي في مناطق واسعة، وقد تصل نسبة القنابل التي لا تنفجر مباشرة بعد ارتطامها بالأرض إلى نحو 40% بحسب الأمم المتحدة، مما يؤدي إلى نتائج مدمرة لأي شخص يصادفها لاحقًا.

ووثقت فرق الدفاع المدني السوري استخدام نظام الأسد وروسيا لأكثر من 11 نوعًا من القنابل العنقودية (وجميعها صناعة روسية)، استهدفت مدارس وأسواقًا ومنازل لمدنيين.

وخلص التقرير إلى أن الجهود المبذولة لا تكفي لإزالة أعداد كبيرة من الذخائر غير المنفجرة والألغام المنتشرة بين منازل المدنيين، وفي الأراضي الزراعية وأماكن لعب الأطفال، وأنها ستبقى قابلة للانفجار لسنوات وربما لعقود مقبلة.

المصدر : الجزيرة مباشر