ماذا نعرف عن تسريب وثائق أمريكية سرية بشأن الحرب الروسية على أوكرانيا؟

وزارة الدفاع الأمريكية اعتبرت أن عملية تسريب الوثائق تشكّل "خطرا جسيما جدّا" على الأمن القومي (رويترز)

اعتبرت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) أن عملية التسريب التي يُرجَّح أنها حصلت لوثائق أمريكية سرّية، عدد كبير منها على صلة بالحرب في أوكرانيا، تشكّل “خطرا جسيما جدّا” على الأمن القومي للولايات المتّحدة.

وقالت البنتاغون، الاثنين، إن مسؤولين أمريكيين تواصلوا مع حلفاء واشنطن بشأن هذا الأمر، كما تم إطلاع اللجان البرلمانية ذات الصلة.

والتسريب الذي فتحت وزارة العدل تحقيقا بشأنه، يبدو أنه يتضمن عمليات تقييم وتقارير استخبارية سرّية لا تقتصر على أوكرانيا فحسب، بل تشمل أيضا روسيا، وتحليلات على قدر كبير من الحساسية لحلفاء للولايات المتّحدة.

ما الذي نعرفه عن عملية التسريب؟

يرتبط كثير من هذه الوثائق بالحرب في أوكرانيا، بعضها يقيّم أوضاع النزاع في مطلع مارس/آذار، بما في ذلك حجم الخسائر الروسية والأوكرانية، بينما يتطرق بعضها الآخر إلى الوضع على جبهات محددة، مثل باخموت.

وتتحدث الوثائق عن دفاعات كييف الجوية الحاسمة لمواجهة الضربات الروسية، وعن المساعدات الدولية للقوات الأوكرانية.

ويبدو أن قسما من هذه الوثائق يشير أيضا إلى أن الولايات المتحدة تتجسس على بعض حلفائها: إحدى هذه الوثائق تقول إن قادة في جهاز الاستخبارات الإسرائيلي “الموساد” يدافعون عن التظاهرات ضد الإصلاح المثير للجدل للنظام القضائي في الدولة العبرية.

هل هي حقيقية؟

البنتاغون قالت إنها تعمل على “تقييم صحة الوثائق المصورة المتداولة على الشبكات الاجتماعية”، لكنها أقرت بأنها “تحتوي على ما يبدو على معلومات حساسة وسرّية جدا”.

ونقلت تقارير صحفية عن مسؤولين أمريكيين أن معظم هذه الوثائق أصلية، لكن يبدو أن واحدة منها على الأقل تم تزويرها للإشارة إلى أن خسائر أوكرانيا تفوق خسائر روسيا، في حين تؤكد الوثيقة التي يُفترض أنها أصلية العكس.

لويد أوستن وزير الدفاع الأمريكي (رويترز)

ما هي العواقب؟

أكد المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية كريس ميغر لصحفيين أن تداول هذه الوثائق على الإنترنت يشكّل “خطرا جسيما جدّا على الأمن القومي للولايات المتحدة”، وأنها “قد تنشر معلومات مضللة”.

ويمكن أن يُعرّض التسريب مصادر استخباراتية أمريكية للخطر، فضلا عن تزويده روسيا بمعلومات قيّمة عن أوضاع القوات الأوكرانية.

كما يمكن أن تشكّل الوثائق التي تتناول الدول الشريكة للولايات المتحدة حرجا لواشنطن، خصوصا تلك التي تشير إلى عمليات تجسس أمريكية محتملة على حلفاء مقرّبين.

أين ظهرت الوثائق؟

سُرّبت عشرات الوثائق والصور على منصات تويتر وتلغرام وديسكورد وغيرها من المواقع في الأيام الأخيرة، لكن لم يعد العديد منها متاحا على هذه المواقع، إذ يبدو أن الولايات المتحدة تعمل على إزالتها.

وقال موقع “بيلينغكات” الاستقصائي، إن بعضا من هذه الوثائق متداول على الإنترنت منذ ما قبل يناير/كانون الثاني 2023.

المصدر : الجزيرة مباشر + وكالات