بلومبيرغ: لهذه الأسباب تثير رفح المخاوف في الحرب بين إسرائيل وحماس

نحو مليون ونصف المليون فلسطيني تم دفعهم تدريجيا إلى رفح على الحدود المصرية
تصاعد القلق الإقليمي والدولي من "العواقب الوخيمة" لاجتياح رفح (رويترز)

بينما يتصاعد القلق الإقليمي والدولي من “العواقب الوخيمة” والجدل حول حقيقة الأهداف الإسرائيلية من وراء الاجتياح العسكري المحتمل لمدينة رفح، الملاذ الأخير لنحو 1.5 مليون نازح فلسطيني، حاول مقال بموقع وكالة بلومبيرغ توضيح بعض التساؤلات المطروحة عن أهمية هذه المدينة الحدودية مع مصر والمخاوف المثارة بشأنها، تحت عنوان “لماذا الخوف من رفح في حرب إسرائيل مع حماس؟”.

معبر رفح شاحنة مساعدات
شاحنة مساعدات تمر عبر معبر رفح من الجانب المصري (رويترز)

المدينة تقع في أقصى جنوبي قطاع غزة بالقرب من الحدود مع مصر التي يبلغ طولها 12 كيلومترا، وتُعَد نقطة العبور الرئيسية إلى مصر والعالم الخارجي. أغلقت مصر الحدود أمام الأشخاص الذين حاولوا الفرار من مناطق المعارك في بداية الحرب في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، لكنها أعادت فتح المعبر أمام المساعدات الإنسانية خلال توقف القتال في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.

معبر رفح يُعَد المنفذ البري الوحيد للأفراد، ويُستخدم حاليا لنقل المساعدات الحيوية إلى غزة، رغم المعارك المستمرة التي تعيق إدخال هذه المساعدات وتوزيعها.

ويوجد معبر آخر في المنطقة يسمى “كرم أبو سالم”، يخضع لسيطرة إسرائيل التي قررت إغلاقه أمام المساعدات الإنسانية منذ بداية الحرب.

لماذا رفح مهمة؟

بعد الغزو البري للقطاع، استخدم الجيش الإسرائيلي مدينة رفح “كملاذ آمن للمدنيين”، بدعوى تجنيبهم القصف والمعارك البرية في الشمال، لكن الجيش اندفع بعد ذلك جنوبا نحو مدينة خان يونس، ليحاصر فعليا ما يزيد على مليون شخص في منطقة رفح.

السلام مع مصر مهم بالنسبة لإسرائيل، فمنذ التوقيع على معاهدة السلام عام 1979، انسحبت إسرائيل من شبه جزيرة سيناء، وفي المقابل، حافظت مصر على منطقة منزوعة السلاح على طول حدودها مع إسرائيل.

ومع ذلك، تصاعدت التوترات بين الجانبين منذ بداية الحرب بعدما اقترح مركز أبحاث إسرائيلي أن تفتح مصر صحراء سيناء أمام الفلسطينيين النازحين. واستبعد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ومسؤولون آخرون أي فكرة لنقل سكان غزة إلى مصر، وقالوا إن مثل هذه الخطوة قد تشكل تهديدا أمنيا، وتقوض آمال الفلسطينيين في إقامة دولتهم.

آثار الدمار في رفح بعد غارة إسرائيلية على المدينة
آثار الدمار في رفح بعد غارة إسرائيلية على المدينة (الفرنسية)

كيف تبدو رفح بعد الحرب؟

المدينة كانت موطنا لنحو 280 ألف ساكن قبل الحرب، وتستضيف الآن أكثر من نصف سكان قطاع غزة البالغ تعدادهم نحو 2.2 مليون نسمة، وفقا للأمم المتحدة.

الصور خير شاهد، فالمدينة باتت مزدحمة بالخيام والمنازل المؤقتة، ومكتظة بمئات الآلاف من النازحين الذين يواجهون نقصا حادا في الغذاء والدواء وليس لديهم مكان آخر يفرون إليه من الموت أو الأمراض والأوبئة، حتى أن الأمم المتحدة شبهت المدينة بـ”طنجرة ضغط لليأس”.

أهداف إسرائيل؟

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يدعي أن 4 كتائب تابعة لحماس موجودة في رفح، ويقول “من المستحيل تحقيق هدف تدمير الحركة إذا تركتها إسرائيل هناك”.

نتنياهو يحاول الموازنة بين استرضاء ائتلافه اليميني المتطرف في الداخل والتعاون مع الحليف الرئيسي الولايات المتحدة، التي تعمل مع مصر ودول أخرى من أجل التوصل إلى اتفاق بشأن الهدنة وإطلاق سراح الرهائن.

وبينما حذر الرئيس بايدن من اجتياح رفح، تتعرض إسرائيل لضغوط متزايدة بعد قتل عشرات الفلسطينيين في عملية رفح لتحرير رهينتين فقط.

ماذا عن مصر؟

مصر لديها معاهدة سلام مع إسرائيل منذ 45 عاما، وشهدت القاهرة مؤخرا محادثات بين رئيس الموساد الإسرائيلي وكبار المسؤولين المصريين والقطريين، في محاولة لإنهاء الحرب. فمصر وقطر هما الدولتان الوحيدتان اللتان أظهرتا أن لديهما نفوذا للتفاوض المباشر مع حماس.

وختاما، يرى التقرير أن الغزو البري الإسرائيلي لرفح “يشكل أيضا مشكلة بالنسبة لأمن مصر، نظرا لاحتمال فرار مقاتلي حماس عبر الحدود”.

المصدر : وكالة بلومبرغ الأمريكية