مقال في هآرتس: نهب الجنود للممتلكات في غزة ليس وليد الصدفة

قال الكاتب الإسرائيلي ياجيل ليفي إن “عمليات النهب” التي يقوم بها جنود جيش الاحتلال للممتلكات في قطاع غزة سلوك انتقامي متأصل في الجنود، ولم يأت من فراغ ولا وليد الصدفة، بل هو موجود بشكل دائم، لافتا إلى أن الجديد هو تفاقم مستواه واعتزاز الجنود بهذا السلوك أمام ضعف سلطات الجيش في مواجهة هذه الظاهرة.

واستند الكاتب المتخصص في علم الاجتماع والقضايا العسكرية، في مقال بصحيفة هآرتس، إلى شهادات أطباء وجنود احتياط في الجيش، مضيفا “هذا السلوك المتفشي بين الجنود يوضح أن النهب ليس انحرافا عن القتال وإنما استمرار لهذه الحرب الانتقامية بوسائل أخرى، فوجوده يساعد في الحفاظ على الروح القتالية للقوات، وبالتالي فإن هيئة الأركان العامة للجيش مترددة في اقتلاعه”.

مقال ياجيل ليفي سلط الضوء كذلك على ارتكاب الجنود مثل هذه الجرائم على مسمع ومرأى الجمهور والعالم، من نهب لممتلكات سكان قطاع غزة بعد الاستيلاء على منازلهم.

وتابع الكاتب مستنكرا “الجنود ينشرون على وسائل التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو لجندي يعرض بفخر سرقة قمصان كرة القدم من منزل في غزة، بينما يتباهى جنود آخرون بالاستيلاء على وجبات الطعام والتلذذ بتناولها أمام الكاميرا”.

النهب للحفاظ على الروح القتالية

واستطرد قائلا “في صحيفة يديعوت أحرونوت، نقل الكاتب ناحوم برنياع شهادة أحد أطباء الاحتياط الذي انتقد قيام مجموعة من الجنود أقل انضباطا بنهب الهواتف والسيارات والدراجات النارية والهوائية، متسائلا: هل هذا عدل؟ لقد شعرت بالحرج”.

واتفق الكاتب مع ما قاله كبير محللي صحيفة يديعوت أحرونوت ناحوم بارنياع، قائلا “نهب الجنود الممتلكات المهجورة في غزة يؤدي إلى سرقة المعدات العسكرية لقواتنا”.

وحسب برنياع، أقر رئيس أركان الجيش هرتسي هاليفي بوقوع أعمال نهب، وتحدث عنها في كل زيارة ميدانية للجنود، وأضاف “بعض القادة قالوا له إن ذلك قد يضر بالروح المعنوية”.

وحسب الأناضول، استنتج الكاتب أن “النهب يعكس إنكارا لإنسانية سكان غزة، مما يجعل مقبولا حرق المنازل دون داع أو تفتيش ممتلكاتهم الشخصية، والاستيلاء على ما يحب منها”.

واختتم ليفي مقاله بالقول “الآن، يعود الأمر إلى الشارع الإسرائيلي ليقرر نوع الجيش الذي يريدون أن يقاتل باسمهم”.​​​​​​​