بالبكاء.. نازحون من شمال غزة يستقبلون أول رغيف خبز منذ أشهر (فيديو)

دموعهم اختزلت كل شيء، الجوع والقهر والعوز والألم، إذ أجهش النازحون من شمال غزة بالبكاء لما وقعت أعينهم على أول رغيف خبز نالته أيديهم منذ أشهر.

“والله مجاعة، يا عمي أكثر من شهرين ما أكلنا خبز” ، كلمات تفطر القلب استقبل بها النازحون، من شمال غزة في رحلتهم إلى المجهول، موزعي الخبز، هذا الرغيف الذي أصبح حلما أو أمرا المستحيلات.

نازح آخر يبكي لأنه لم يذق طعم الخبز منذ نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، وأسرة تركب سيارة أنهكها التعب والإعياء من نقص التغذية تقول بلسان واحد “إلحقونا يا عمي بالخبز، مجاعة مجاعة” وقد تملكهم البكاء.

كرم رغم الضيق

بمبادرة مجموعة من النساء والأطفال والرجال من سكان منطقة “أبو معلا” والنازحين إليها، يساعد الجميع بما ملكته أيديهم من طحين لتجهيز وإعداد الخبز على نار الحطب، لإطعام الجوعى فور وصولهم لأول نقطة خروج من مدينة غزة باتجاه مخيم النصيرات وسط القطاع.

المشاركون في إعداد الخبز للنازحين جميعهم أكدوا -بابتسامة عريضة- أن مبادرتهم نابعة من تجربة جوع قاسية مروا بها عندما انقطع الطحين عنهم تماما لأكثر من أسبوعين، مرددين بلسان واحد: “أغلب النازحين محرومون من الخبز وكافة أشكال الطعام منذ شهور”.

“نفسي أخدم الوطن” تصف امرأة شعورها وهي تعد العجين، وتقول: ” القلب يتألم لما ننظر من النوافذ نرى النازحين على الجسر جاؤوا بسبب الجوع، أكثر ما يفتقدونه هو الخبز”.

أصحاب مبادرة توزيع الخبز هم من سكان منطقة المعلا في النصيرات، كانوا نازحين في الجنوب ولما غلبهم الجوع والعطش وبكى صغارهم من ألم الجوع عادوا إلى وسط القطاع رغم القصف الإسرائيلي، هربًا من الأوضاع الكارثية في مخيمات رفح.

نحو 500 ألف فلسطيني يواجهون خطر الجوع والعطش في شمال غزة، ولا سيما الأطفال، في ظل النقص الحاد في الإمدادات الغذائية الأساسية كالدقيق والأرز والسكر والخضراوات. وقد أجبرتهم الظروف القاسية على اللجوء إلى طحن أعلاف الحيوانات وتناولها للبقاء على قيد الحياة، وسط حصار خانق وحرب مستمرة منذ 5 أشهر، وعالم عاجز عن إيصال أبسط المتطلبات، ولو كسرة خبز.

المصدر : الجزيرة مباشر