ميسي يبكي.. “طفل صامت حافظ على هويتنا”.. صحفي أرجنتيني يحكي قصة بدايات ”البرغوث” (فيديو)

ليونيل ميسي قائدمنتخب الأرجنتين
ليونيل ميسي قائد منتخب الأرجنتين (غيتي)

انتشر على منصات التواصل مقطع مصور للصحفي الأرجنتيني المقيم في إسبانيا هيرنان كاسكياري يصف فيه علاقته بنجم بلاده ليونيل ميسي وتأثره به منذ كان طفلًا صغيرًا، وقوبل المقطع بتفاعل واسع.

وأثرت قصة الصحفي في كثيرين، وتأثر بها ميسي نفسه لدرجة جعلته يبكي، وفق ما عبّر في رسالة أرسلها إلى كاسكياري.

وتحدّث كاسكياري في برنامجه الإذاعي عن أثر ميسي الكبير في المغتربين والمهاجرين بإسبانيا، ومدى تعلقهم به منذ انتقل إلى برشلونة وبداية ظهوره معهم.

وقال الصحفي “أتذكر صباح يوم سبت من عام 2003، وكان تلفزيون كاتالونيا يبث مباريات الفئات السنية لبرشلونة على الهواء مباشرة”.

وأضاف “وفي حديثي مع المهاجرين الأرجنتينين في كاتالونيا كنت أطرح سؤالين، الأول: كيف يمكننا عمل دولسي دي ليتشي (حلوى أرجنتينية) عن طريق الحليب المكثف؟ والثاني: في أي وقت سيلعب الفتى الصغير القادم من روزاريو البالغ من العمر 15 عامًا وسجل أهدافًا في كل مباراة خاضها؟”.

وتابع “في تلك الفترة، كان معدل مشاهدات التلفزيون الكاتالوني في صباح السبت أعلى بكثير من الليل، وبدأ كثير من الناس بالتحدث عن هذا الفتى، في صالون الحلاقة ومدرجات الكامب نو. الوحيد الذي لم يكن يتكلم هو ميسي، وفي مقابلاته بعد المبارايات كانت كل إجاباته على الأسئلة بنعم أو لا، وأحيانًا يقول شكرًا ثم ينظر إلى الأسفل ولا يتكلم كثيرًا”.

وأشاد كاسكياري بإصرار ميسي حينها على التحدث باللهجة المحلية الأرجنتينة بدلًا من محاولة تقليد اللهجة الكاتالونية وهو ما جعله أقرب إلى قلوب المهاجرين، وعبّر كاسيكاري عن ذلك بقوله “لقد شعرنا بارتياح كبير لأن هذا الفتى واحد منا، إنه أحد أولئك الذين حافظوا على لهجتهم”.

وأضاف “كانت اللهجة خندقنا الأخير للحفاظ على عاداتنا وطريقة حديثنا، وكان ميسي قائدًا بشكل لا يُصدَّق في تلك المعركة، كنا نحتفل حين نري المتة (مشروب شهير في الأرجنتين) في غرفة الملابس، ميسي الذي أصبح أشهر إنسان في برشلونة كان مثلنا تمامًا، ولم يتوقف عن كونه أرجنتينيًّا مغتربًا في بلد آخر”.

وأشار كاسيكاري إلى الفترة التي عانى خلالها ميسي من انتقادات الشعب الأرجنتيني بعد الهزائم المتكررة مع المنتخب، وكيف طاردته نظرات الازدراء هناك، لدرجة أن ابنه تياغو كان يقول له “أبي لماذا يقتلونك في الأرجنتين؟”.

وحكى كاسيكاري قصة اعتزال ميسي دوليًّا في 2016 حين انهالت عليه الرسائل التي تطالبه بالعودة من الاعتزال، أحدها كان من طفل (15 عامًا) يطلب منه أن يستمر مع المنتخب ليستمتع بكرة القدم ولا يستمع للانتقادات.

وتلك الرسالة -مع مئات الرسائل غيرها- جعلته يتراجع عن قراراه ويعود إلى صفوف التانغو، وتبيَّن لاحقًا أن كاتب الرسالة هو إينزو فيرنانديز، أفضل لاعب شاب في مونديال قطر الذي زامل ميسي في رحلة تحقيق كأس العالم في قطر.

وتحدّث كاسيكاري عن الفرحة الكبيرة التي عمت الشعب الأرجنتيني والمهاجرين منهم بشكل خاص بعد أن فاز ميسي بالمونديال، حيث اعتبروه انتصارًا لهم، وانتصارًا للفتي الصغير الذي حافظ على هويته وهويتهم، وفرح له الجميع، لأنه أخيرًا هناك شخص بسيط على قمة العالم، على حد تعبيره.

وختم كاسيكاري حديثه “في 20 ديسمبر كما هو الحال في كل عام، شاهدنا ميسي يعود من أوربا ليقضي عطلة أعياد الميلاد مع عائلته في روزاريو كما هو الحال دائمًا، وليلقي التحية على جيرانه كما هو الحال دائمًا، تقاليده لا تتغير والشيء الوحيد الذي تغيّر هو أنه هذه المرة أحضر لنا في حقيبته كأس العالم”.

وحظيت تلك الكلمات باهتمام واسع من رواد المنصات، وشاركها الآلاف مبدين تأثرهم من تلك العلاقة القوية التي أنشأها ميسي مع المغتربين من بلاده دون أن يدري.

وانتشر المقطع حتى وصل إلى ميسي نفسه، الذي استمع له مع زوجته أنتونيلا، وتأثرا بما قاله كاسيكاري لدرجة دفعتهما إلى البكاء، وفق ما ذكر الصحفي الأرجنتيني في برنامجه.

وأرسل ميسي رسالة إلى البرنامج الإذاعي يعبّر فيها عن شكره لهم على مشاركة تلك القصة، ووجّه تحيته لكاسيكاري على رسالته التي تأثر بها.

المصدر : الجزيرة مباشر + خدمة سند + مواقع التواصل