“أوجاع لا تطاق”.. أهالي الأسرى المضربين عن الطعام يروون بالدموع مآسي أبنائهم (فيديو)

روى أهالي الأسرى الفلسطينيين المضربين عن الطعام في سجون الاحتلال الإسرائيلي للجزيرة مباشر مآسي أبنائهم وأوضاعهم الصحية المتدهورة للغاية والتي تهدد بفقدان حياتهم.

وقالت إيمان بدر والدة الأسير الفلسطيني مقداد القواسمة، لبرنامج (المسائية) على الجزيرة مباشر، إن ابنها يعيش أوضاعًا صحية صعبة مع استمرار إضرابه عن الطعام.

وأضافت أن آخر زيارة لابنها كانت يوم الأربعاء الماضي، إذ شاهدت بنفسها وضعه الصحي السيء للغاية وشعوره ببرودة شديدة في أطرافه وباقي جسمه وأوجاع لا تطاق بالعظام.

وقالت الأم الفلسطينية إن ابنها غير قادر على الكلام ويعاني من ضعف شديد في النظر وأوجاع في الرأس ولا يستطيع النوم بصورة طبيعية إلا دقائق معدودة بمساعدة أدوية نوم قوية.

واستغربت الأم من التقارير الإسرائيلية التي تشير إلى تحسن الحالة الصحية لابنها على الرغم من مواصلته الإضراب لأكثر من 109 أيام، وفي ظل كل تلك الآلام المبرحة والهزال الواضح للعيان.

وأضافت أن تقارير الاحتلال مزيفة وملفقة ولا تمت للواقع بصلة وفيها تحايل كبير على إضرابه والالتفاف عليه.

وقالت الأم الفلسطينية إن سلطات الاحتلال جددت الاعتقال الإداري لابنها الأسير متعللة بتقارير عن تحسن صحته على الرغم من مواصلته للإضراب عن الطعام.

أوجاع لا تطاق

وأضافت إيمان إنه عندما زارت ابنها في سجن الرملة لم تستطع أن تلمس يديه أو جبهته بسبب الأوجاع التي يعاني بها وخشية أن تصيبه تلك اللمسات بمزيد من الأضرار والأوجاع.

وقالت الأم إن ابنها دخل في الإضراب عن الطعام رفضًا للاعتقال الإداري وتهديد حياته في أي لحظة بالاعتقال من دون مبرر وليس رغبة في إنهاء حياته.

وناشدت إيمان أحرار العالم بالتضامن مع ابنها والوقوف إلى جانب قضيته العادلة إلى جانب زملائه من الأسرى الفلسطينيين المضربين عن الطعام في سجون الاحتلال الإسرائيلي.

من ناحية أخرى، كشفت أسماء قزمار زوجة الأسير المضرب عن الطعام علاء الأعرج، للجزيرة مباشر، أن زوجها يعاني من أوضاع صحية متدهورة للغاية وتشنجات في أطرافه مصحوبة بضعف شديد في الرؤية، وذلك جراء مواصلته للإضراب عن الطعام لأكثر من 92 يومًا.

وأضافت أنه منذ أكثر من شهر لا يستطيع الوقوف ويصعب عليه حاليًا الجلوس فضلا عن النوم بشكل طبيعي وآلام مبرحة في عضلات جسمه خاصة عضلات البطن والوجه.

وقالت زوجته إنها لم تلتق به ولا مرة أو تحدثه منذ إضرابه عن الطعام، وأنها لا تعرف أخباره سوى من المحامين المدافعين عن الأسرى.

وأضافت أن زوجها جرى التحقيق معه بعد 88 يومًا من إضرابه عن الطعام وفي ظل الأوضاع الصحية الصعبة التي يمر بها.

وطالبت الزوجة أن ينقل زوجها إلى المستشفى بدلًا من إبقائه في عيادة سجن الرملة التي تقول إنها غير مهيئة بالمرة بالنسبة لوضعه الصحي.

وأشارت أسماء إلى أن زوجها علاء الأعرج ينقل أسبوعيًا للمستشفى أكثر من ثلاث مرات وفي كل مرة يعاد مرة أخرى على عيادة السجن ولا يسمح له بالبقاء في المستشفى.

على صعيد متصل، روى الفلسطيني عماد أبو هواش للجزيرة مباشر الأوضاع الصحية الصعبة التي يعاني منها شقيقه هشام أبو هواش المضرب عن الطعام منذ 82 يومًا.

وقال عماد إن شقيقه لا يقوى على تحريك يديه أو قدميه ويعاني من صداع شديد وأوجاع بمختلف أنحاء جسده.

وتابع أن آخر تقرير طبي أشار إلى وجود نقص حاد لديه لعنصر البوتاسيوم في الدم، ما يهدد بإصابته بالفشل الكلوي.

من ناحية أخرى، قال خالد الهريمي، عم الأسير عياد الهريمي، إن المعلومات عن عياد شحيحة للغاية “ولا نعلم عنه أي شيء إلا ما أخبرنا به محاميه في أنه لا يقوى على الحركة ويعاني من وضع صحي متدهور للغاية”

كما اشتكى صافي الأشقر، والد الأسير لؤي الأشقر، والبكاء يغلب على صوته من أن وضع ابنه صحي متدهور للغاية.

وقال الأب إنه يناشد جميع أحرار العالم لإنقاذ هؤلاء الشباب المضربين عن الطعام مما هم فيه.

إضراب متواصل

وقال نادي الأسير الفلسطيني اليوم الأحد إن ستة أسرى يواصلون إضرابهم المفتوح عن الطعام في سجون الاحتلال الإسرائيلي، رفضا لاعتقالهم الإداري، أقدمهم الأسير كايد الفسفوس، المضرب منذ 116 يوما، بالإضافة إلى الأسير راتب حريبات المضرب عن الطعام منذ (30 يوما)، تضامنا معهم.

وأضاف نادي الأسير في بيان أن الأسرى المضربين إلى جانب الفسفوس، هم: مقداد القواسمة المضرب منذ (109 أيام)، وعلاء الأعرج منذ (92 يومًا)، وهشام أبو هواش منذ (82 يومًا)، ولؤي الأشقر المضرب منذ (28 يومًا)، وعياد الهريمي المضرب عن الطعام منذ (46 يوما).

 

ونقلت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية (وفا) عن الناطق الإعلامي باسم هيئة شؤون الأسرى والمحررين حسن عبد ربه قوله إن الأسرى الستة يعانون أوضاعا صحية غاية في الخطورة من نقص كمية السوائل والفيتامينات وعدم انتظام في دقات القلب وإنهاك وإعياء شديدين خاصة الأسيرين القواسمة والفسفوس، لافتا إلى أن هناك احتمالية لتعرضهم لانتكاسة صحية مفاجأة الأمر الذي يؤثر على الجهاز العصبي والدماغ.

وأوضح أن الوضع صعب جدًا وفي أي لحظة قد يرتقي أحد هؤلاء الأسرى شهيدًا إذا استمرت المعاناة والألم خاصة في ظل تعنت ورفض الاحتلال الإفراج عنهم، على حد وصفه.

وشدد على ضرورة تدخل المجتمع الدولي بشكل عاجل لإنقاذ حياتهم، وذلك في ضوء تدهور حالتهم الصحية والخطر المحدق بهم.

يشار إلى أن نيابة الاحتلال فعّلت الخميس الماضي، أمر الاعتقال الإداري بحق الأسير القواسمة كما قررت إدارة السجون نقله من العناية المكثفة في مستشفى “كابلان” وإعادته إلى “عيادة سجن الرملة” في حين أعادت تعليق الاعتقال الإداري للأسير كايد للمرة الثانية بعد التماس تقدم به محامي الهيئة لمحكمة الاحتلال العليا لإنهاء اعتقاله.

يشار إلى أن تعليق الاعتقال الإداري للأسير لا يعني إلغاء اعتقاله بل يتحوّل إلى “أسير” غير رسمي في المستشفى، بحيث يبقى تحت حراسة “أمن” المستشفى، بدلا من حراسة السّجانين.

المصدر : الجزيرة مباشر