إيناس عصافرة تروي لـ “الجزيرة مباشر” تفاصيل ليلة اقتحام قوات الاحتلال لقسم الأسيرات والاعتداء عليهن (فيديو)

من بين الأشهر الثلاثين التي قضتها الأسيرة الفلسطينية المحررة إيناس عصافرة داخل سجون الاحتلال، قالت إن الفترة الأصعب كانت الأيام الأخيرة عندما بدأ الاحتلال الجائر بالتطاول على الأسيرات وقمعهن والتنكيل بهن.

بدا الارتباك والهلع ظاهرين على ملامح إيناس وهي تحكي تفاصيل ليل، الثلاثاء 14 ديسمبر/ كانون الأول الجاري، عندما اقتحمت قوات القمع قسم الأسيرات في سجن الدامون بعد منتصف الليل، وحاولت إخلاءه  وتوزيعهن على زنازين انفرادية.

وصفت الأسيرة المحررة لبرنامج (المسائية) على الجزيرة مباشر، كيف كبّلت قوات الاحتلال الإسرائيلي الأسيرات وسحبتهن بالقوة إلى زنازين العزل، وفق الأسيرة المحررة.

ليلة الاعتداء

لم تتمكن إيناس حتى بعد تحررها من تجاوز صدمة ما حدث في تلك الليلة وقد لملمت كلماتها بصعوبة كبيرة أمام الكاميرا وهي تحكي تفاصيلها.

وتابعت الأسيرة المحررة كيف اقتحمت قوات القمع قسم الأسيرات في اليوم الموالي وعزلت الأسيرات؛ مرح بكير وشروق دويات ومنى قعدان.

روت إيناس كيف فرقت قوات الاحتلال الجائرة الأسيرات على أقسام أخرى واعتدت عليهن بالضرب، حتى ظهرت آثاره عليهن.

أوضحت الأسيرة المحررة أن إدارة السجن أعادت الأسيرات إلى الأقسام، لكنها ما زالت تفرض عليهن عقوبات تعسفية.

وقالت إن الأسيرات الفلسطينيات مقطوعات عن العالم الخارجي، إذ لا تربطهن أي وسيلة اتصال به حتى من أجل الاطمئنان على أطفالهن وذويهن.

ومضت إيناس إلى أن الأسيرات ممنوعات من الزيارة منذ 3 أشهر، وبعد احتجاجهن على الاعتداءات الأخيرة عاقبهن الاحتلال بمنعهن من الزيارات لشهر آخر.

ونقلت الأسيرة المحررة مطالب زميلاتها في المعتقل، وتحدثت إلى برنامج المسائية على الجزيرة مباشر بلساهن، موضحة أن الحرية مطلبهن الأول ثم إسقاط العقوبات عليهن ومن بينها منع الزيارات.

وتطالب الأسيرات الفلسطينيات بتركيب هواتف عمومية داخل السجن ليتمكن من محادثة أهاليهن والاطمئنان على أطفالهن.

عامان كاملان

لخصت  إيناس عصافرة 30 شهرا من الاعتقال في سجون الاحتلال، بالقول إنها كانت معاناة صعبة لفقدانها أطفالها وزوجها ومنزلها.

وقالت لبرنامج (المسائية)، إن ما ضاعف أزمتها هو احتياج أطفالها الصغار لحضن أمهم، خصوصا وأن والدهم أيضا اعتُقل في نفس الليلة.

وعن لحظة احتضان طفليها، أوضحت الأسيرة المحررة أنها انتظرتها منذ 30 شهرًا، وقالت “إن وجودها في الـ24 ساعة الماضية غيّر حياتهم وظهر أثر ذلك عليهما”.

تحرص إيناس على تعويض طفليها عن الإحساس بالطمأنينة والسكينة التي فقداها ببعدهما عن أمهما، ووصفت للمسائية كيف التصقا بها منذ لحظة خروجها من سجن الاحتلال، بعد أن حُرمت من اللقاء بهما عامين كاملين.

واعتبرت الأسيرة المحررة أنها لحظات لا يمكن وصفها، قائلة فيها “عادت الحياة لأولادي”.

وأفرجت سلطات الاحتلال إسرائيلية عن الأسيرة إيناس عصافرة، الأحد، من سجن الدامون بعد أن حرمت طفليها من حضن أمّهما 30 شهرا.

فرحة منقوصة

لم يكتف الاحتلال بذلك، بل اعتُقلت إيناس مع زوجها قاسم عصافرة من بيتهما في بلدة بيت كاحل قرب مدينة الخليل جنوبي الضفة الغربية المحتلة، في أغسطس/آب 2019.

قالت إيناس لبرنامج المسائية، إن فرحتها منقوصة بوجود زوجها خلف قضبان الاحتلال، خصوصا وأنها خبرت معاناة الأسير في الداخل من ظلم وحرمان.

عبّرت إيناس عن الفخر والاعتزاز بزوجها الذي يواجه ظلم العدو في المعتقل، ووجهت له وعدًا عبر شاشة الجزيرة مباشر بأنها ستربي طفليها تربية تُرضيه، وأنها ستجعلهما يسيران على خطاه.

وصدر حكم من محكمة الاحتلال في حق زوجها بالسجن المؤبد و40 سنة إضافية بتهمة قتل جندي إسرائيلي قرب بيت لحم، لكن زوجته تحدثت بيقين شديد في فرج الله، وهي تقول: “إن شاء الله يكون مع ابنيه ويربيهما ويعلمهما”.

شرحت الأسيرة المحررة لبرنامج المسائية، كيف ينتهج الاحتلال داخل السجون سياسة الحرمان، بمنع الأسرى من الزيارات وأبسط الحقوق ومن بينها العلاج الذي تماطل سلطات الاحتلال في تمكين الأسير منه.

المصدر : الجزيرة مباشر