واشنطن بوست تنشر قصص مقتل 5 صحفيين أثناء تغطيتهم انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي

أطفال يشاركون في وقفة احتجاجية للتنديد بمقتل الزميلة شيرين (غيتي)

سلّط استشهاد الزميلة شيرين أبو عاقلة، التي اغتيلت هذا الأسبوع برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي أثناء تغطيتها في مدينة جنين بالضفة الغربية، الضوء على المخاطر التي يواجهها الصحفيون أثناء تغطيتهم انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي في فلسطين والقدس المحتلة.

ونشرت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية تقريرًا لقصص 5 صحفيين، قتلوا أثناء تغطيتهم لانتهاكات القوات الإسرائيلية، من دون أن يقدم أحد للمحاكمة أو يعاقب.

وقالت الصحيفة إن الزميلة شيرين أبو عاقلة، المراسلة المخضرمة في قناة الجزيرة كانت ترتدي سترة واقية مكتوب عليها كلمة “صحافة” (PRESS) عند تغطيتها اجتياح قوات الاحتلال لجنين صباح الأربعاء، مبينة أن سترة كهذه هي بمثابة إشارة لتمييز الصحفيين عن الحشود والمقاتلين، وتؤشر للجميع عدم استهدافهم.

وأوضحت الصحيفة أنه بحسب لجنة حماية الصحفيين في نيويورك، فإن السترة الصحفية لم تمنع من قتل 19 صحفيًا على الأقل في الأراضي الفلسطينية، كان من بينهم 16 فلسطينيًا تحملوا بشكل غير متناسب وطأة العنف الذي يمارسه جيش الاحتلال، في كل من الضفة الغربية وغزة.

وأشارت إلى إصابة العديد من المراسلين والمصورين الصحفيين بسبب الغارات الإسرائيلية والرصاص الحي والمطاطي والغاز المسيل للدموع والضرب الجسدي أثناء تأديتهم مهمتهم.

شيرين أبو عاقلة

عملت الزميلة شيرين في قناة الجزيرة واستشهدت أثناء تغطيتها لاجتياح إسرائيلي على جنين في 11 مايو (أسوشيتد برس)

عملت الزميلة شيرين في الجزيرة، واغتيلت أثناء تأديتها عملها، وقد كانت اسمًا معروفًا في العالم العربي بسبب تقاريرها الجريئة من مكان عملها في رام الله، ولكنها قتلت صباح يوم الأربعاء في جنين، برصاص قناص إسرائيلي حسب المسؤولين الفلسطينيين وروايات شهود العيان.

ونفت قوات الاحتلال في البداية مسؤوليتها عن القتل، ولكنها غيّرت رأيها، وقالت إنها تحقق في الرصاصة التي قتلت الصحفية، واتهمت الجزيرة إسرائيل باستهدافها مباشرة “بدم بارد”.

وقالت الصحيفة إن الزميلة شيرين عملت على مدى أكثر من عقدين في الضفة الغربية والقدس لصالح قناة الجزيرة الإخبارية، وقال زملاؤها إن حياتها المهنية ألهمت جيلًا من النساء الفلسطينيات لمتابعة الصحافة.

وخلال الانتفاضة الفلسطينية الثانية في أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، بقيت الزميلة شيرين في جنين حتى بعد سيطرة القوات الإسرائيلية على المدينة، وقيّدت الوصول إلى الصحافة.

ياسر مرتجى

صورة للصحافي الفلسطيني ياسر مرتجى في مظاهرة تضامنية في إسطنبول عام 2018 (غيتي)

أنشأ، المصور الصحفي ياسر مرتجى شركة إنتاج إعلامي في مدينة غزة، ورغم بلوغه سن الـ30 عامًا إلا أنه لم يخرج قط من الجيب الساحلي الذي تحاصره إسرائيل.

أطلق قناص من قوات الاحتلال النار على مرتجى في إبريل/نيسان 2018 أراد قتله، حينما كان يغطي مسيرات العودة قرب المنطقة العازلة لغزة ومثل أبو عاقلة، كان مرتجى يرتدي سترة الصحافة عندما قتل.

وخلال الاحتجاجات الأسبوعية تلك، استشهد أكثر من 200 فلسطيني وجُرح أكثر من 36 ألفًا، وفقًا للأمم المتحدة.

وفي بيان أولي بعد استشهاد مرتجى، قال جيش الاحتلال الإسرائيلي إنه لم يستهدف الصحفيين، وزعم وزير الدفاع الإسرائيلي في ذلك الوقت أفيغدور ليبرمان، أن مرتجى كان عضوًا في الجناح العسكري لحركة حماس، وهو اتهام نفاه زملاؤه.

سايمون كاميلي

سيمون كاميلي في بيت لاهيا بقطاع غزة قبل يومين من وفاته عام 2014 (الفرنسية)

كان سايمون كاميلي (35 عامًا) مصورًا صحفيًا لوكالة أنباء أسوشيتد برس، وقتل في أغسطس/آب 2014 عندما كان بمهمة صحفية في غزة، حيث كان يصوّر الشرطة وهي تحاول تفكيك قنبلة غير منفجرة، أطلقتها قوات الاحتلال أثناء الحرب وإبطال مفعولها.

كما توفي مترجم كاميلي الفلسطيني في الانفجار الذي أدى إلى إصابة مصوّر آخر لوكالة أسوشييتد برس بجروح خطيرة.

وكان كاميلي الصحفي الأجنبي الوحيد الذي توفي نتيجة هذه الحرب التي استمرت من أوائل يوليو/تموز حتى نهاية أغسطس 2014. واستشهد أكثر من 2200 فلسطيني وقُتل 73 إسرائيليًا ومواطن تايلاندي واحد، بحسب الأمم المتحدة.

فضل شناعة

قُتل مصور رويترز فضل شناعة بنيران دبابة إسرائيلية في غزة عام 2008 (غيتي)

استشهد المصور الصحفي الذي كان يعمل لوكالة أنباء رويترز، فضل شناعة، عام 2008 بقذيفة أطلقتها دبابة إسرائيلية باتجاه الفريق الذي كان معه في غزة، عندما كان عمره 23 عامًا.

وكانت صورة الدبابة والقنبلة المنطلقة منها آخر صورة التقطتها كاميراته، وقتل الهجوم 8 مدنيين آخرين.

حدث هذا الاستهداف رغم أن شناعة كان يرتدي سترة زرقاء مكتوب عليها “صحافة”، وانتقل بعربة مكتوب عليها “تي في”.

وبعد 4 أشهر من الحادثة، برّأ تحقيق إسرائيلي القوات، وتوصل لنتيجة أنه “لم يستطع تحديد الشيء الذي كان محمولًا على حمالة، ومعرفته بشكل إيجابي إن كان صاروخًا مضادًا للدبابات أو مدفع هاون أو كاميرا تلفزيون”.

ورفضت وكالة رويترز نتيجة التحقيق الإسرائيلي، وطالبت بآخر مستقل، وقالت إنه “من الواضح أن إسرائيل خرقت التزاماتها بناء على القانون المدني وتجنب إيذاء المدنيين”.

جيمس ميلر

الصحفي المستقل البريطاني جيمس ميللر في عام 2003 قبل يوم واحد من مقتله في رفح بقطاع غزة (الفرنسية)

قتل الصحفي البريطاني جيمس ميلر في مايو/أيار 2003 بالرصاص خلال تصويره فيلمًا وثائقيًا في غزة.

كان ميلر وفريقه يحاولون مغادرة بيت شخص عندما قال زملاؤه وشاهد عيان إن دبابة إسرائيلية فتحت النار عليهم، وفي ذلك اليوم قامت قوات الاحتلال بهدم وعمليات في المنطقة ضد أنفاق مزعومة تربط ما بين غزة ومصر.

وقالت الصحيفة إن ميلر وفريقه كانوا يرتدون سترات كتب عليها كلمة “صحافة” بصورة واضحة، وقال زملاؤه إنهم كانوا يؤشرون للجيش الإسرائيلي أنهم يخططون لمغادرة المنطقة.

المصدر : واشنطن بوست