تحقيق صحفي مستقل يؤكد أن الزميلة شيرين أبو عاقلة اغتيلت بنيران إسرائيلية

الزميلة شيرين من أبرز المراسلات في الوطن العرب، وعرفت بتوثيقها لمصاعب الحياة الفلسطينية تحت الحكم الإسرائيلي (AP)

قالت وكالة أسوشيتد برس إنه بينما يتواصل الجدل بين الفلسطينيين والإسرائيليين حول التحقيق في استشهاد الزميلة شيرين أبو عاقلة، أطلقت مجموعات مستقلة تحقيقاتها الخاصة.

وقال فريق بحثي مفتوحُ المصدر إن نتائجه الأولية تدعم رواية شهود فلسطينيين قالوا إنها قُتلت بنيران إسرائيلية.

وأوضحت الوكالة أن نتائج التحقيقات الجارية، يمكن أن تساعد على تشكيل رأي عام دولي حول هوية الجهة التي تقف خلف اغتيال الزميلة شيرين، خصوصا إذا طال أمد التحقيق العسكري الإسرائيلي الرسمي، مشيرة إلى حرب روايات بين فلسطين وإسرائيل وضعت الأخيرة في موقف دفاعي.

واستشهدت الزميلة شيرين التي تعمل في قناة الجزيرة منذ 25 عاما، يوم الأربعاء الماضي أثناء تغطيتها لعملية عسكرية إسرائيلية في مخيم جنين للاجئين الفلسطينيين بالضفة الغربية المحتلة.

تحقيق استقصائي

خلال عطلة نهاية الأسبوع، نشر اتحاد الصحفيين الاستقصائيين في هولندا (بلينغ كات) تحليلا للأدلة المرئية والمسموعة التي جمعت من وسائل التواصل الاجتماعي. وأشار إلى أن الأدلة جاءت من مصادر عسكرية فلسطينية وإسرائيلية. واستند التقرير إلى الظروف الزمانية والمكانية لواقعة القتل إضافة إلى تحليل صوتي جنائي للطلقات النارية.

وخلص التقرير إلى أن الأدلة تدعم روايات الشهود والصحفيين الذين قالوا إن الزميلة شيرين قُتلت بنيران إسرائيلية.

وقال الباحث المشارك في التقرير جيانكارلو فيوريلا “بناءً على مراجعتنا، فقد كان الجيش الإسرائيلي في أقرب موقع، ولديه أوضح خط رؤية لشيرين أبو عاقلة”.

وتعد بلينغ كات من أبرز المؤسسات الإعلامية التي تستخدم معلومات مفتوحة المصدر، مثل مقاطع فيديو الوسائط الاجتماعية وتسجيلات كاميرات الأمان وصور الأقمار الصناعية، لإعادة بناء الأحداث.

وأشار فيوريلا إلى أن نتائج التحليل ليست حاسمة بنسبة 100% من دون أدلة مثل الرصاص والأسلحة التي يستخدمها الجيش ومواقع الـ”جي بي إس” للقوات الإسرائيلية، لكنه قال إن ظهور أدلة إضافية يعزز الاستنتاجات الأولية ولا ينفيها.

وقال “هذا ما نفعله عندما لا نتمكن من الوصول إلى هذه الأشياء”.

وقالت منظمة بتسيلم الإسرائيلية لحقوق الإنسان إنها تجري تحليلا خاصا بها. ولعبت المنظمة الأسبوع الماضي دورًا رئيسيًّا في تراجع الجيش عن مزاعمه الأولية بأن مسلحين فلسطينيين مسؤولون عن مقتلها.

واستند الادعاء الإسرائيلي إلى تسجيل مصور على وسائل التواصل الاجتماعي أطلق فيه مسلح فلسطيني النار باتجاه أحد أزقة جنين، ثم صرخ مسلحون آخرون زاعمين أنهم أطلقوا النار على جندي.

وقال الجيش الإسرائيلي إنه بسبب عدم إصابة أي من جنوده في ذلك اليوم، فربما كان المسلحون يشيرون إلى الزميلة شيرين، التي كانت ترتدي خوذة واقية وسترة ضد الرصاص.

وذهب باحث من منظمة بتسيلم إلى المنطقة التي حصل فيها الاشتباك وصوّر شريط فيديو يظهر أن الفلسطينيين كانوا على بعد 300 متر من مكان إطلاق النار على الزميلة شيرين، وتفصلهم سلسلة من الجدران والأزقة، وبالتالي فمن المستبعد إصابتها بنيران فلسطينية.

المصدر : أسوشيتد برس + الجزيرة مباشر