عقبة في طريق إسبانيا.. ما الذي تغير في منتخب المغرب منذ مواجهة مونديال 2018؟

17 لاعبًا من المنتخب المغربي يخوضون المونديال للمرة الأولى (رويترز)

حقق المنتخب المغربي إنجازا مميزا في كأس العالم فيفا قطر2022، بصعوده إلى دور الـ16 الذي لم يصل إليه منذ عام 1986. ومن المقرر أن يُواجه نظيره الإسباني غدًا الثلاثاء في مباراة مكررة من نسخة روسيا 2018.

الفريقان الإسباني والمغربي التقيا في مباراة مثيرة بدور المجموعات من النسخة الماضية لكأس العالم، وذلك خلال الجولة الثالثة وانتهت تلك المباراة بالتعادل 2-2. اللقاء لم يكن مؤثرًا في المغاربة الذين كانوا قد غادروا البطولة بالفعل بعد الخسارة أمام إيران والبرتغال، أما إسبانيا فقد كانت في صراع مع إيران والبرتغال على التأهل.

إسبانيا صعدت في صدارة المجموعة متفوقة بفارق الأهداف على البرتغال في حين غادر المغرب بنقطة واحدة وعروض جيدة جدًا. مواجهة المغرب وإسبانيا ستُعاد مجددًا بعد أربع سنوات.

ماذا تغيّر في أسود الأطلس؟

  • المدرب:

كان الفرنسي هيرفي رونار -المدير الفني الحالي لمنتخب السعودية- هو المشرف على المنتخب المغربي في 2018، وقد استمر معه حتى رحل عقب الخروج الهزيل من كأس أمم أفريقيا في 2019.

بعدها تعاقدت الجامعة المغربية لكرة القدم مع وحيد خليلودجيتش لقيادة أسود الأطلس، وقد قاد المنتخب بنجاح خلال تصفيات أفريقيا المؤهلة لمنافسات قطر 2022 لكنه أقيل قبل انطلاق النهائيات بنحو 100 يوم لخلافات حادة بينه وبين بعض اللاعبين.

وتم تعيين وليد الركراكي بنهاية أغسطس/آب. ودخل المغرب المواجهة الأخيرة مع إسبانيا في 2018 بالمدرب الفرنسي رونار، وسيدخل المواجهة الجديدة غدًا بالمغربي الركراكي.

مدرب المغرب وليد الركراكي يتحدث إلى أشرف حكيمي (رويترز)
  • 17 لاعبا يخوضون المونديال للمرة الأولى:

قائمة الـ26 لاعبًا التي تمثل المغرب في مونديال قطر لا تضم سوى 9 لاعبين حضروا نسخة روسيا 2018، أما الـ17 الآخرون فإنهم يخوضون كأس العالم للمرة الأولى في تاريخهم.

وبالعودة إلى مواجهة 2018 نجد أن 3 لاعبين فقط بدؤوا المباراة أمام إسبانيا، مرشحون فوق العادة لبدء مواجهة الثلاثاء، وهم ثنائي خط الدفاع: رامون سايس وأشرف حكيمي، ولاعب الوسط المهاجم حكيم زياش، ويُضاف إليهم لاعب رابع هو المهاجم يوسف النصيري الذي شارك بديلًا وسجل أحد أهداف المباراة.

أهمية المباراة

لا مقارنة أبدًا بالنسبة للمغرب بين المواجهة الماضية أمام إسبانيا وتلك القادمة، إذ كانت مباراة 2018 هامشية ودون أي تأثير على حظوظ الفريق في التأهل إلى دور الـ16 لأنه كان قد خرج بالفعل قبل انطلاق صافرة البداية، أما المباراة القادمة فهي تُمثل فرصة كبرى لبلوغ ربع نهائي كأس العالم للمرة الأولى في التاريخ.

وأسود الأطلس من أفضل المنتخبات التي ظهرت في دور المجموعات خلال مونديال قطر، والفريق يمتلك عناصر تلعب في أفضل الدوريات الأوربية ولديها من الجودة والخبرة والشخصية ما قد يجعلها قادرة على الإطاحة ببطل العالم 2010، وهو ما يمنح اللاعبين ثقة كبيرة خاصة أنهم سيحظون بدعم الآلاف من المشجعين الذي خطفوا الأضواء بتشجيعهم الصاخب والمتواصل في ملاعب قطر المونديالية.

فرحة عارمة تسود الجماهير المغربية بعد تسجيل منتخب أسود الأطلس أهدافا حاسمة أمام منتخب بلجيكا (وكالة الأنباء القطرية)

ويشكل المغرب عقبة في طريق إسبانيا في مونديال قطر بعد أن أظهر عملا جيدا جدا في دور المجموعات، فأسلوب أسود الأطلس المتوازن بقيادة الركراكي حقق نجاحا في دور المجموعات.

في المقابل، وصلت إسبانيا إلى مراحل خروج المغلوب بعد أن حققت فوزًا وحيدًا و4 نقاط. ومع ذلك، يواصل المدرب لويس إنريكي التمسك بعناصره وأسلوبه المُفضل مع لاروخا.

إسبانيا بين أسلوبين

يُعرف عن تاريخ الكرة الإسبانية التنوع، فبعد اعتماد أسلوب الغضب القديم “لافوريا” فترة معينة، والاعتماد على الدوافع في التفوق على الخصم مع ابتعاد الأسلوب الفني، وحيازة الكرة تحت شعار: أعطني الكرة وسأسحقهم، اعتمدت إسبانيا مدرسة التيكي تاكا ونجحت في تحقيق نجاحات هائلة جعلت الكرة الحديثة تحاول استنساخ أفكارها في كثير من البلاد، التي حاولت تقليد الإسبان.

لحظة الحقيقة ستكون مهمة لقياس مدى قدرة فريق لويس إنريكي على تحقيق النتائج المرجوة بهذه الاستراتيجية المُعتمدة عام 2022، وسيكون لقاء المغرب بمثابة القياس والاختبار الحقيقي. خصوصًا أن المنتخب المغربي يملك لاعبين يعرفون الكرة الإسبانية عن قُرب مثل بونو وحكيمي والنصيري، وهو أمر لم يكن متوفرًا من قبل.

المصدر : الجزيرة مباشر + موقع الفيفا