كورونا يصيب رئيس حكومة تونس.. وأفريقيا تشهد موجة وباء ثالثة “قد تكون الأسوأ”

رئيس الحكومة التونسية هشام المشيشي (رويترز)

أصيب رئيس الحكومة التونسية هشام المشيشي بفيروس كورونا، في حين تشهد أفريقيا التي لا تزال بطيئة في التلقيح، موجة وبائية ثالثة “عنيفة” تفرض ضغوطًا على المستشفيات المنهكة أصلا.

وأصيب المشيشي بكورونا بينما تم تشديد تدابير لمكافحة انتشار الوباء جزئيا في البلاد بعد تسجيل ارتفاع في عدد الوفيات واكتظاظ في المستشفيات.

وجاء في بيان لرئاسة الحكومة أمس الجمعة أنه “تبعًا للتحاليل الدورية التي يجريها رئيس الحكومة هشام المشيشي، ثبت عشية اليوم الجمعة إصابته بفيروس كوفيد-19، مما استوجب تعليق كافة لقاءات عمله المقررة مسبقا”. وتلقى المشيشي نهاية أبريل/نيسان الماضي لقاحا ضد الفيروس.

إعلان
مستشفى مؤقت في صالة ألعاب تستخدم كغرفة إنعاش في العاصمة التونسية (غيتي)

وقالت الناطقة الرسمية باسم وزارة الصحة التونسية في مؤتمر صحفي، إن معدل الوفيات اليومي بلغ خلال الأسبوع الماضي 83 وفاة يوميا، وأوضحت قائلة “عدد الوفيات فاق التوقعات”.

وفيما يخص الوضع في المستشفيات قالت وزيرة الصحة التونسية إن نسبة الاشغال بالمستشفيات فاقت 90%، مشيرة إلى أن هناك ضغطا كبيرا على المستشفيات مما استدعى توزيع المرضى بين المستشفيات والمستشفيات الميدانية.

كانت وزارة الصحة التونسية أعلنت يوم الأربعاء، رصد إصابات لستة أشخاص بالمتحورة (دلتا) الشديدة العدوى التي ظهرت في الهند ثم انتشرت في دول عدة.

إعلان

وسجلت السلطات الصحية التونسية يوم الخميس نحو 400 ألف إصابة مؤكدة وأكثر من 14 ألف وفاة  بكورونا منذ مارس/آذار 2020.

ومنذ انطلاق حملة التطعيم أواخر مارس لم تتمكن السلطات من تلقيح سوى 500 ألف شخص في بلاد يقطنها نحو 12 مليون نسمة.

موجة ثالثة “عنيفة”

وتشهد أفريقيا التي لا تزال بطيئة جدًا في التلقيح ضد كوفيد-19 موجة وبائية ثالثة “عنيفة” تفرض ضغوطًا على المستشفيات المنهكة أصلًا والتي تعاني نقصًا في الموارد.

وتجنّبت أفريقيا حتى الآن سيناريوهات كارثية شهدتها البرازيل والهند، ولا تزال مع قرابة 5.3 مليون إصابة بالمرض و139 ألف وفاة، القارة الأقل تضررًا في العالم بعد أوقيانيا، بحسب تعداد وكالة الأنباء الفرنسية.

إعلان

وقالت مديرة منطقة أفريقيا في منظمة الصحة العالم إن “الموجة الثالثة تتسارع وتتمدد بسرعة أكبر وتضرب بشكل أقوى” معتبرة أن “هذه الموجة قد تكون الأسوأ”.

ويصادف تفشي الفيروس مجددًا في القارة مع تراخي التدابير المقيّدة إضافة إلى انتشار النسخ المتحوّرة الأشد عدوى وحلول الشتاء في جنوب القارة حيث تتركز 40% من الإصابات.

وفي جنوب أفريقيا، الدولة الأكثر تضررًا من الوباء في القارة بتسجيلها 35% من الإصابات، يواجه الأطباء تدفقًا غير مسبوق للمرضى الذين تظهر عليهم أعراض الإنفلونزا وهي لا تتوافق بالضرورة مع مؤشرات الإصابة بكوفيد.

إعلان
مريض بفيروس كورونا بأحد المشافي جنوب أفريقيا(غيتي)

وتقول المسؤولة عن جمعية الأطباء في جنوب أفريقيا إن “ما نراه حاليًا مختلف عن الموجة الأولى أو الثانية” في وقت تشهد فيه ناميبيا وزامبيا المجاورتان توجه منحنيات كوفيد نحو الارتفاع.

وتحدث وزير الصحة في زامبيا عن الاكتظاظ في مشارح الجثث، وقال نظيره الأوغندي إن هناك عددًا كبيرًا من الشباب في المستشفيات، وهو أمر مختلف عما كان عليه الوضع خلال الموجة الثانية.

وتضرب الموجة الثالثة الدول التي كانت لا تزال حتى الآن تعتبر بمنأى نسبيًا عن تفشي الوباء مثل ليبيريا وسيراليون في غرب أفريقيا.

وتأتي الموجة الثالثة في وقت تتوقف تقريباً عمليات تسليم اللقاحات للقارة، وبحسب منظمة الصحة العالمية، تلقى أقل من 1% من السكان اللقاح بشكل كامل.

وتُوجه انتقادات للدول الغربية التي وعدت بتقديم مليار جرعة من اللقاحات المضادة لكوفيد إلى الدول الفقيرة إلا أن هذا الوعد لم يُترجم على أرض الواقع، وبحسب منظمة الصحة تحتاج إفريقيا بشكل عاجل إلى مليون جرعة.

المصدر : الجزيرة مباشر + وكالات