كاتب بريطاني: المملكة المتحدة مدينة للفلسطينيين بـ”دولة”

وعد بلفور.. الإعلان القصير الأكثر ضجة في تاريخ السياسة الدولية

قال الكاتب البريطاني كيفن ماغواير، إن بلاده لا تزال مدينة للفلسطينيين بدولة، في مئوية إعلان بلفور، الذي حمل الوعد المثير للجدل بـ”بوطن قومي لليهود” هو ما بات يعرف باسم إسرائيل.

وأكد ماغواير، في مقال بصيحفة ميرور البريطانية، أن ما يعتبره الإسرائيليون لحظة سارّة مهدّت الطريق لقيام دولتهم بعد أهوال الهولوكوست، يعتبره الفلسطينيون قرارًا مُحزنا اتخذته الإمبراطورية البريطانية لتقسيم أرضهم عام 1917.

وبحسب الكاتب، فإن إعلان “وعد بلفور” المكون من 67 كلمة فقط والذي أرسله وزير الخارجية البريطاني آنذاك آرثر بلفور إلى اللورد وولتر روتشيلد، لا يزال أقصر رسالة أثارت نزاعات في تاريخ السياسة الدولية.

إعلان

وقال ماغواير إن بريطانيا لا يمكنها أن تتهرب وتلتمس أعذارا، لأنها عندما كانت أكبر قوة استعمارية اختارت الانحياز إلى أحد الأطراف في واحد من أكثر الصراعات العالمية استعصاءً على الحل بشهادة عشرات السنين.

ولفت الكاتب إلى تباين الآراء بعمق إزاء هذه القضية فيما بين الأحزاب السياسية وفي داخل كل حزب على حدة على نحو ينحدر أحيانًا إلى التصايح وتبادل الاتهامات بالعنصرية ومعاداة السامية ورهاب الإسلام.

وأشار ماغواير إلى أن رئيسة الوزراء البريطانية المحافظة تيريزا ماي ستلتقي نظيرها الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في لندن، في وقت لاحق من الأسبوع الجاري للاحتفال بوعد بلفور، بينما اختار زعيم حزب العمال غيريمي كوربين، المناصر للقضية الفلسطينية أن ينأى بنفسه عن المشاركة في احتفال يصفه مساعدوه بأنه “دعاية براقة”.

إعلان

ورأى الكاتب أن الهدف الدبلوماسي هو “إسرائيل آمنة في حدودها الشرعية وفلسطين حرة”، لكن الوقت يتسرب لحل الدولتين بينما إسرائيل تستولي على أرض فلسطينية وتبني عليها مستوطنات غير شرعية.

ونوه ماغواير عن عدم تكافؤ القوى بين إسرائيل المسلحة وتسيطر على القدس الشرقية الفلسطينية والضفة الغربية، كما تفرض حصارا على قطاع غزة الذي يعيش ظروفا لا إنسانية.

وعن حركة حماس، والتي أقرّ مؤخرا مبعوثُ السلام السابق والقائدُ العمالي توني بلير بأنها (حماس)، فينبغي أن يتم إشراكها في الحوار بدلا من إقصائها، هذه الحركة متهمة بدعم الإرهاب ويتم مهاجمتها لأنها ترفض الاعتراف بإسرائيل.

إعلان

وأكد الكاتب البريطاني أن إعادة الزمن إلى الوراء ليس ممكنا ولا مستحبا؛ وإذا كان من حق إسرائيل أن توجد، فإن الفلسطينيين الذين يطالبون باعتذار عن وعد بلفور هم أيضًا من حقهم الخلاص من الاضطهاد والحصول على دولتهم.

إن وعد بلفور، الذي نصّ على ضمان حقوق “المجتمعات غير اليهودية الموجودة في فلسطين”، منكوثٌ به بشكل سافر -وهي حقيقة مزعجة يتناساها المحتفلون في لندن هذا الأسبوع.

واختتم الكاتب قائلا “إن بريطانيا لا يمكنها بأي حال من الأحوال أن تتهرب من ماضيها أو أن تتنصل من مسؤوليتها الأخلاقية”.

المصدر : وكالة أنباء الشرق الأوسط