لبنان.. استقالة 4 وزراء وسط فرحة المتظاهرين واستمرار الاحتجاجات

متظاهرون في العاصمة اللبنانية ضد تدهور الأوضاع في البلاد

أعلن رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، مساء السبت، استقالة وزرائه الأربعة من الحكومة تحت ضغط الشارع، في خطوة رحب بها المعتصمون في وسط بيروت.

وتشهد العاصمة اللبنانية بيروت ومناطق عدة منذ الخميس تظاهرات غير مسبوقة منذ سنوات، رفضًا لتوجه الحكومة إلى إقرار ضرائب جديدة في وقت لم يعد بإمكان المواطنين تحمل غلاء المعيشة والبطالة وسوء الخدمات العامة.

استقالة وزراء
  • جعجع قال في مؤتمر صحفي عقده شمال بيروت: توصلنا إلى قناعة أن هذه الحكومة عاجزة عن اتخاذ الخطوات المطلوبة لإنقاذ الوضع الاقتصادي والمالي المتفاقم.
  • جعجع: الحزب قرر الطلب من وزرائه التقدم باستقالتهم من الحكومة.
  • فور سماعهم خبر استقالة الوزراء، احتفل المتظاهرون في وسط بيروت، مطالبين باستقالة باقي الكتل السياسية.
  • كان جعجع، حليف رئيس الحكومة سعد الحريري، قد دعا الأخير إلى تقديم استقالته.
  • مساء الجمعة، منح الحريري شركاءه في الحكومة، في إشارة إلى حزب الله والتيار الوطني الحر الذي يتزعمه الرئيس اللبناني ميشال عون، مهلة 72 ساعة، حتى يؤكدوا التزامهم المضي في إصلاحات تعهدت حكومته القيام بها العام الماضي أمام المجتمع الدولي، مقابل حصولها على هبات وقروض بقيمة 11.6 مليار دولار.
  • أعلن الرئيس ميشال عون، السبت أنه “سيكون هناك حل مطمئن للأزمة”، فيما استمرت المظاهرات في كافة المناطق اللبنانية لليوم الثالث على التوالي احتجاجًا على تردي الأوضاع الاقتصادية وفرض الضرائب لسد العجز. 
رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع (غيتي-أرشيف)
مظاهرات اليوم الثالث
  • تظاهر عشرات الآلاف من اللبنانيين أمس السبت لليوم الثالث، احتجاجًا على فشل السلطات في إدارة الأزمة الاقتصادية، في وقت تبادلت القوى السياسية الاتهامات بالمسؤولية عن تدهور الوضع.
  • هذا الحراك الجامع لم يستثن منطقة أو حزبًا أو طائفة أو زعيمًا، في تظاهرات غير مسبوقة منذ العام 2005.
  • بعد تظاهرات حاشدة ليلًا، تخلل بعضها أعمال شغب واعتقالات، عاد اللبنانيون إلى الشارع، وتجمع عشرات الآلاف أمام مقر الحكومة في وسط بيروت، وحملوا الأعلام اللبنانية، وهتفوا “ثورة، ثورة” و”الشعب يريد إسقاط النظام”. وأقدم شبان على قطع طرق رئيسية عدة.
  • قوى الأمن الداخلي أعلنت توقيف سبعين شخصًا خلال قيامهم بأعمال تخريب وإشعال حرائق وسرقة في وسط بيروت.
  • في وقت لاحق، أفادت الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية بأنه تم إطلاق سراح جميع المحتجزين.
  • الوكالة أشارت إلى ان المتظاهرين أكدوا البقاء في ساحة جل الديب حتى ساعات الصباح الأولى، والاستمرار في التظاهر حتى تحقيق مطالبهم. ودعوا أهالي المنطقة للانضمام اليهم في تظاهرات الأحد.
  • منظمة العفو الدولية دعت السلطات اللبنانية لوقف استخدام العنف المفرط ضد المتظاهرين.
الآلاف يتظاهرون في لبنان احتجاجا على تردي الأوضاع المعيشية (رويترز)
احتجاجات لبنان
  • التظاهرات بدأت ليل الخميس بعد ساعات من فرض الحكومة رسمًا بقيمة 20 سنتًا، سرعان ما تراجعت عنه، على التحدث بالتطبيقات الخلوية، بينها خدمة واتساب، ضمن ضرائب أخرى تدرس فرضها تباعًا.
  • تصاعدت نقمة الشارع خلال الأسابيع الأخيرة إزاء احتمال تدهور قيمة العملة المحلية التي تراجعت قيمتها في السوق السوداء مقابل الدولار، وتوجه الحكومة لفرض ضرائب جديدة وسط مؤشرات الى انهيار اقتصادي وشيك.
  • المتظاهرون يطالبون بعزل كافة الطبقة السياسية التي باتت تحت ضغط الشارع بحاجة إلى إيجاد حلول سريعة.
  • تلقت مكونات الحكومة السبت ورقة اقتصادية اقترحها رئيس الوزراء سعد الحريري للحد من الأزمة.
  • بينما أبدى الحريري استعدادًا للتنحي، رفض الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله، أبرز خصوم الحريري السياسيين، في خطاب متلفز السبت استقالة الحكومة محذرًا من “ترك مصير البلد للمجهول”.
  • نصرالله دعا جميع الفرقاء إلى “تحمل المسؤولية”، منبهًا إلى أن “معالجة الوضع المالي والاقتصادي بالضرائب والرسوم ستؤدي إلى انفجار شعبي”.
  • رئيس التيار الوطني الحر الوزير جبران باسيل، حليف حزب الله، كان قد رفض أيضًا استقالة الحكومة.
رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري (رويترز)
خلفيات
  • سلّطت التظاهرات الضوء على الانقسام بين فريقين داخل الحكومة، تتباين وجهات نظرهما حول إجراء الإصلاحات من جهة، وملف العلاقة مع سوريا المجاورة من جهة ثانية.
  • الاقتصاد اللبناني سجل في العام 2018 نموًا بالكاد بلغ 0.2%، وقد فشلت الحكومات المتعاقبة بإجراء إصلاحات بنيوية في البلد الصغير الذي يعاني من الديون والفساد.
  • يعاني لبنان من نقص في تأمين الخدمات الرئيسية، وترهل بنيته التحتية. ويُقدّر الدين العام اليوم بأكثر من 86 مليار دولار، أي أكثر من 150% من إجمالي الناتج المحلي.
  • الاقتصاد اللبناني يواجه تحديات اقتصادية، تتمثل في ارتباك سوق الصرف المحلية، وتذبذب وفرة الدولار، وارتفاع سعر الصرف في السوق السوداء فوق 1650 ليرة/دولار، مقابل 1507 رسميًا.    
إعلان
المصدر : الجزيرة مباشر + وكالات