الشهيد حسن شلبي.. حكاية ملهمة لطفل كبير فتتّت قلوب الملايين
بين صراخ أخته محاوِلة إيقاظه، وبين هموم عائلته التي حملها معه إلى القبر، غزت قصة الطفل الفلسطيني حسن شلبي منصات التواصل، عقب استشهاده في مسيرات العودة عند حدود غزة، الجمعة.
حسن (14 عامًا) الذي صنعت منه الحياة رجلًا مسؤولًا، وانتشر فيديو له قبل استشهاده بيومين يبحث عن عمل ليساعد أسرته الفقيرة، ارتقى “شهيدًا” بعدما باغته الاحتلال برصاصة غادرة اخترقت صدره الصغير، أثناء مشاركته في مسيرة سلمية شرقي خانيونس.
وارتقى شهيدان يوم الجمعة الماضي وأصيب العشرات برصاص قوات الاحتلال على الحدود الشرقية في الجمعة السادسة والأربعين لمسيرات العودة الكبرى وكسر الحصار التي ارتقى فيها نحو 256 شهيدًا وأصيب فيها 14378 جريحًا، وفق توثيق مركز الميزان لحقوق الإنسان.
وأصدر الرئيس الفلسطيني محمود عباس، أمس السبت، مرسومًا رئاسيًا بشأن الطفل الشهيد حسن، ينص على تخصيص مقعد للشهيد بالمجلسين الوطني والمركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية، وتسمية قاعة اجتماعات اللجنة المركزية لفتح بمقر المقاطعة في رام الله باسمه، كما يجرى ترتيب زيارة لوالدي الطفل حسن شلبي منتصف الشهر الجاري لمقر المقاطعة برام الله والاجتماع بالرئيس محمود عباس، وفقا لوكالة “معا” الفلسطينية.
أسيل، شقيقة الطفل الشهيد، ظهرت في مشهد يفتت القلوب وهي تحاول إيقاظ شقيقها الشهيد وتستعطفه بأن “يقوم ويمشي معها” وهي تعده بأنها لن تغضبه أبدًا بعد اليوم.
ولكن صدى الصرخات رجع إليها كالصفعة دون جدوى، فرصاصة الاحتلال الغادرة سبقت ضحكات الطفل وشقاوته لتحرمه حلمه وعائلته وطفولته.
توسلات أسيل زلزلت أرجاء ثلاجة الموتى، وغزت كلماتها في هذا المشهد القاسي، منصات التواصل الاجتماعي وانتشرت معها قصة شقيقها الملهمة، فانشغل بها الملايين.
لم تُبك أسيل وحدها قلوب المتابعين للقصة، ولكن الوالد التي انهالت دموعه بحرقة طالبًا من طفله أن يسامحه، حوّل مواقع التواصل لساحة بكاء.
أما مشهد الوداع ونظرة الأم لفلذة كبدها، فقد حمل آلاف من المعاني وراء النظرات المقهورة فوق أعتاب الموت، تلك هي النظرة التي قيل عنها أنها تحمل “ألف كلمة”.
اللهم انا مغلوبون فانتصر
إعلانالشهيد الطفل #حسن_شلبي ارتقي برصاصة قناص صهيوني حاقد
والد الشهيد: "حبيبي يابا"
شقيقة الشهيد : "امانة تخلوه يقوم .. قوم يا حسن .. والله ما انا مزعلاك في حاجة" pic.twitter.com/3uSXpZ6myk— محمد سعيد #فلسطين (@MohamdNashwan) February 8, 2019
مزيج من براءة الأطفال وشهامة الرجال تحرك الطفل حسن بين المؤسسات باحثًا عن فرصة عمل ليساعد أسرته الكبيرة بعد أن قطعت السلطة مخصص التنمية الاجتماعية الخاص بها، لكنه رحل شهيدًا وفي نفسه “حسرة العاجز” عن تلبية متطلبات الأسرة.
وانتشر فيديو مؤثر على مواقع التواصل للطفل حسن قبل استشهاده بيومين من داخل إحدى الجمعيات وهو يبحث عن فرصة عمل يساعد بها أسرته الفقيرة المكونة من 8 أفراد.
فيديو متداول للطفل #حسن_شلبي (14 عاما) وهو يبحث عن عمل لإعالة أسرته قبل استشهاده أمس في #غزة pic.twitter.com/on8UhJjcj1
إعلان— الجزيرة مباشر (@ajmubasher) February 9, 2019
فقدان “حسن” ليس كأي فقد من أشقائه، كما تقول والدته، إذ كَبُر مُبكرًا وانخرط في سوق العمل بعدما استفاق على واقع صعب تعيشه أسرته التي سكنت سابقًا في مخيم النصيرات للاجئين وسط القطاع، ثم انتقلت إلى مدينة حمد بخانيونس.
كان الطفل متفوقًا في دراسته الإعدادية ويحب مدرسته، لكنه كان يضطر أحيانًا للغياب من أجل العمل على عربة لبيع الكبدة أو في مخبز أو في السوق؛ ليحصل على مبلغ زهيد يساعد به والده، الذي قُطعت عنه مخصصات الشؤون الاجتماعية قبل نحو ثلاث سنوات دون سبب، وفق والدته.
https://twitter.com/IlovePalesine/status/1094348979570200578?ref_src=twsrc%5Etfw
إحساس الرجولة والمسؤولية من الفتى الشهيد دفعه للتحرك في أكثر من اتجاه باحثًا عن أي عمل لتوفير متطلبات عائلته، لكن دون جدوى، وكثيرًا ما تمنى هذا الصغير الشهادة فلقيها.
وكشفت قصة استشهاد حسن حال أهالي غزة ومعاناتهم وأوضاعهم البائسة، فقد صرحت شقيقته بأنهم يعيشون معظم الوقت على الخبز والملح والشاي وأحيانًا العدس.
إحساس “حسن” بالمسؤولية جعله يتبوّأ مكانة متقدمة في قلب والديه وأشقائه ولاسيما الإناث اللاتي يكبرنه سنًا، إذ غرقن في البكاء، وتحدثن مع جسده المُسجى كأنه لم يفقد روحه، وطالبنه بالبقاء وعدم الرحيل.
مشهد الحزن لم يكن في منزل الشهيد فحسب، إذ عمّ البكاء فصله الدراسي، بعدما حمل المشيعون جثمانه إلى فصله، ووضع أصدقاؤه صورته على كرسيه الدراسي.
زملاء الطفل الشهيد #حسن_شلبي (14 عاما) يلقون عليه نظرة الوداع داخل مدرسته بخان يونس #غزة pic.twitter.com/uriHuAP9zW
— الجزيرة مباشر (@ajmubasher) February 9, 2019
إعلان
مشهد عائلة الطفل الشهيد حسن أبكى وأحزن رواد مواقع التواصل في فلسطين والعالم العربي، والذين وصف معظمهم مشهد الوداع بالمؤلم ويمس معظم عائلات الشهداء، حتى طالب بعضهم المقاومة بصفع الاحتلال والرد على جرائمه بحق الأبرياء وأصحاب الأرض.
معظم الناشطين والصحفيين الذين تداولوا قصة الطفل الشهيد تحت هاشتاج #حسن_شلبي، عبروا عن مرارتهم لرحيل الطفل، معلقّين على بكاء أبيه ونظرات أمه ومشهد أخته وصرختها التي تدوي في الأعماق وتدمي القلوب.. وتلك أبرز التعليقات:
https://twitter.com/esraamhamad30/status/1094303282892279809?ref_src=twsrc%5Etfw
هذا الطفل #حسن_شلبي قبل أن تمزق الوحشية الإسرائيلية كبده، وتبدد إشراقة وجهه.
إعلانلن يتمكن حسن بعد اليوم من التقاط الصور وإرسالها لأحبته وأصدقائه…#فلسطين #غزة pic.twitter.com/0tgfNAJ9C9
— رضوان الأخرس (@rdooan) February 8, 2019
حسن شلبي (14 عام) طفل فلسطيني من قطاع #غزة ارتقى شهيدا مساء اليوم برصاصة من جندي إسرائيلي، حسن لم يكن الوحيد فقد قتل جنود الاحتلال أيضًا حمزة اشتيوي (18 عام) وأصابوا آخرين.
إعلانيا للطفولة الذبيحة…!!! pic.twitter.com/VB5fkysy3W
— رضوان الأخرس (@rdooan) February 8, 2019
#حسن_شلبي
ياشيالين التابوت محبوب القلب غافى 😢💔💔 pic.twitter.com/P50RcwQhVN— ta_elghoul@yahoo.com (@TaElghoul) February 10, 2019
إلى روح الشهيد الطفل
#حسن_شلبي #امانه_يا_حسن
💔💔💔💔#محمد_قريقع pic.twitter.com/6sfMk3ov5D— محمد قريقع (@MohammedQreaiqe) February 9, 2019
محارق وتجارب النازية في اليهود؛ تالله إنها لحلال زلال، مقارنةً بما يفعلوه اليوم. ولا زالوا في كل بطن وادٍ يحاضرون، ويذكّرون، بما فعلته النازية بهم؛ وهم أقبح وأشنع!
(قَاتَلَهُمُ اللَّهُ ۖ أَنَّىٰ يُؤْفَكُونَ).#حسن_شلبي pic.twitter.com/AWag0JGoiJ— عبد الله بن محمد الهويدي (@FS_Y15) February 10, 2019
https://twitter.com/momohim_esmy/status/1094297802144972800?ref_src=twsrc%5Etfw
وداع الشهيد #حسن_شلبي من زملائه في المدرسة pic.twitter.com/vzERB0apKH
— محمد سعيد #فلسطين (@MohamdNashwan) February 9, 2019
الم يكن الخوف من الموت رادعا قويا ليمنع طفلا في الرابعة عشرة من عمره من ان يشارك في مسيرات العودة , من ان يقف في وجه الة الاجرام الصهيونية بل في وجه كل هذا العالم المقرف ؟؟؟
رحم الله الشهيد #حسن_شلبي و الخزي و العار لسلطة العهر الردية pic.twitter.com/hmE3LTu4tM— ابو الحيف (@tah961) February 9, 2019