السودان: تنديد واسع بقرار حل منظمة “الدعوة الإسلامية”

إحدى حملات الإغاثة التابعة لمنظمة الدعوة الإسلامية

شهدت شبكات التواصل تنديدًا واسعًا بقرار لجنة إزالة التمكين ومحاربة الفساد التابعة لمجلس السيادي الانتقالي السودان، والقاضي بحل ومصادرة منظمة الدعوة الإسلامية.

وغرد الإعلامي القطري جابر الحرمي واصفا القرار بالخطوة “المؤسفة”، مؤكدا أن ما حدث خسارة للعمل الخيري في أفريقيا، كما أشار إلى تاريخ المنظمة الحافل بالعمل الخيري والإنساني والإغاثي منذ 1980 بالقارة الأفريقية، على حد قوله.

كما غرد الداعية الإسلامي محمد الصغير قائلا إنه “في زمن كورونا ليس أمام ضعفاء تضاعفت أعدادهم إلا المؤسسات الخيرية، أغلقت حكومة حمدوك في السودان منظمة الدعوة الإسلامية”، مضيفا أن المؤسسة قد تأسست قبل مجيء نظام البشير، وتقدم خدماتها لأكثر من 100 مليون أفريقي في 56 دولة.

وكتب خبير الحكمانية ومستشار التنمية العالمية، الوليد مادبو، عبر حسابه في تويتر، أن القرار جاء نتيجة للعاطفة الثورية، وقال إن منظمة الدعوة الإسلامية “تعتبر واحدة من أهم المنجزات التي تضافرت فيها جهود المخلصين والمؤمنين بدور العلم في إرساء دعائم الألفة والمحبة بين الشعوب”.

إعلان

https://twitter.com/Meqbil/status/1248881886635741185?ref_src=twsrc%5Etfw

إعلان

https://twitter.com/q6r/status/1248985791260430336?ref_src=twsrc%5Etfw

إعلان

 

وأصدرت لجنة إزالة التمكين التابعة لمجلس السيادة السوداني قرارا بحل وإلغاء تسجيل منظمة الدعوة الإسلامية، وحجز واسترداد جميع أموالها وأصولها داخل السودان وخارجه لصالح الدولة، على أن تؤول لوزارة المالية.

جاء ذلك، خلال مؤتمر صحفي عقدته اللجنة، الجمعة الماضي، وبثته وكالة الأنباء السودانية الرسمية (سونا) عبر مواقعها، ونقلته بعض القنوات المحلية.

إعلان

ونقلت وكالة الأناضول عن “سونا” أن عضو اللجنة وجدي صالح تلا القرار الذي نص على إلغاء سجل كل الشركات المملوكة للمنظمة ومشاريعها الاستثمارية.

وقال عضو لجنة إزالة التمكين صلاح مناع إن مقر منظمة الدعوة الإسلامية بالعاصمة الخرطوم شهد تسجيل البيان الأول لانقلاب الرئيس المعزول عمر البشير قبل استلامه السلطة في يونيو/حزيران 1989.

واعتبرت المنظمة قرار لجنة إزالة التمكين بإلغاء اتفاقية المقر معها يعني أنها ستنقل رئاستها إلى دولة أخرى وإغلاق مكتب السودان.

إعلان

يذكر أن منظمة الدعوة الإسلامية تأسست عام 1981 وفق قانون الهيئات التبشيرية وباتفاقية مقر وفق قانون صادق عليه مجلس الشعب ووقع عليه الرئيس جعفر نميري، وجُدّد القانون في العام 1990.

وتقول المنظمة عبر موقعها على الإنترنت إن الامتيازات الممنوحة لها حصلت عليها أسوة بكافة المنظمات الدولية العاملة في السودان، وشُيّد مقر المنظمة على الأرض التي منحها إياها الرئيس نميري في إطار مساهمة دولة المقر.

وللمنظمة مجلس أمناء ينعقد سنويا، يضم أعضاء من داخل وخارج السودان، وهو الجهة العليا في المنظمة التي تعين الإدارة التنفيذية وتجيز التقارير المالية. وقد شغل المشير عبد الرحمن سوار الذهب منصب رئيس مجلس الأمناء منذ تركه الرئاسة في 1985 وحتى وفاته في 2018.

وتعتبر منظمة الدعوة الإسلامية من أقدم المنظمات الإسلامية في العالم والأوسع انتشارا، حيث تعمل في أكثر من 40 دولة وتحصل على تمويلها من تبرعات أفراد منتشرين في كافة أنحاء العالم، وتصرف في تمويل مشروعات المدارس والمستشفيات وكفالة الأيتام والطلاب.

وتقول المنظمة إنها شيدت خلال فترة عملها آلاف المساجد والمدارس والكليات والمستشفيات في السودان وأفريقيا وشرقي أوربا، وخرجت ملايين الطلاب وحفظة القرآن الكريم.

وكان رئيس مجلس السيادة السوداني الفريق أول عبد الفتاح البرهان قد أصدر يوم 10 من ديسمبر/كانون الأول الماضي قرارا بتشكيل لجنة إزالة آثار التمكين لنظام الرئيس المعزول عمر البشير، ومحاربة الفساد واسترداد الأموال المنهوبة.

مؤتمر صحفي للجنة إزالة التمكين ومحاربة الفساد واسترداد الأموال في السودان

من جانبها، أبدت منظمة الدعوة الإسلامية أسفها لقرار اللجنة، وقررت الاحتكام للقضاء في هذه المسألة الحساسة، مؤكدة ثقتها في القضاء السوداني.

كما عقدت منظمة الدعوة الإسلامية مؤتمرًا صحفيًا، تناول الدور المهم للمنظمة في العمل الإسلامي على مدى 40 عامًا، وشكر فيه الحكومات السودانية المتعاقبة لدعمها مهمة المنظمة، فضلًا عن حكومات 42 دولة تثمّن رسالة المنظمة وتسهّل مهامها في الدول الأفريقية.

 

المصدر : الجزيرة مباشر + مواقع التواصل الاجتماعي