في ذكراها الثامنة.. صنّاع ثورة تونس “منسيون ومحبطون”

الثورة التونسية - أرشيف

بعد مرور ثماني سنوات على اندلاع الثورة التونسية، يرى صناع ثورة “الحرية والكرامة” في محافظتي (سيدي بوزيد والقصرين) أن “مهد للثورة “ما زالت منسية ومتعطّشة لقطف ثمارها.

وتطفئ الثورة التّونسية اليوم شمعتها الثامنة.. ومع مرور ثماني سنوات على اندلاعها يعتقد صناع الثورة في محافظتي سيدي بوزيد (وسط) و”القصرين” (غرب) أن مناطقهم التي كانت مهدا للثورة، ما زالت منسية ومتعطّشة لقطف ثمار الثورة.

تونس بدأت الثورة دون أن يزهر الربيع العربي:
إعلان
  • تونس تحيي في 14 يناير/كانون الثاني الذكرى الثامنة لثورتها التي انطلقت شرارتها في 17 ديسمبر/كانون الأول 2010 من محافظة سيدي بوزيد ثم امتدت إلى محافظة القصرين وإلى كامل البلاد، وانتهت بسقوط نظام زين العابدين بن علي في 14 يناير 2011.
  • خلال أحداث الثورة، قتل 20 شخصًا في محافظة القصرين، و8 في محافظة سيدي بوزيد بينهم محمد البوعزيزي مفجر الثورة التونسية.
مهد الثورة تشكو الإهمال:
مسيرة تطالب بزيادة الأجور في تونس-19 ديسمبر
  • نشطاء في محافظتي سيدي بوزيد والقصرين، قالوا (للأناضول) إن المطالب الاجتماعية التي كانت العنوان الأبرز لانطلاق الاحتجاجات في هذه الجهات لم تتحقّق بعد.
  • مفجرو الثورة يشكون من أن مناطقهم ما زالت تعاني التهميش، وتنامي معدّلات البطالة، خاصة بين حاملي الشهادات العليا، وتنامي نسب الأمية، وتعطّل أغلب المشاريع التنموية المرتبطة البنية التحتية والتعليم والصحة.
  • أهالي هاتين المحافظتين في الداخل التونسي، يعتبرون أن مطالبهم الأساسية التي رفعوها إبان الثورة من عمل وتنمية، لم تتحقق، وأن أوضاعهم الاجتماعية الصعبة التي انتفضوا من أجلها لم تتغيّر.
  • الأهالي يقولون إن القصرين عبّدت الطريق للثورة، ودفعت الثمن باهظًا من دماء شبابها وكانت آمالهم كبيرة في جني ثمار هذه التضحيات لإحداث تنمية وفتح آفاق للشباب.
  • الدولة رصدت تمويلات للقصرين بأكثر بحوالي 400 مليون دولار، لكن لم تتغير الأوضاع بسبب محدودية الموارد البشرية وضعف البنية التحتية والنسيج المؤسساتي، وغياب الدراسات للمشاريع والفساد.
  • أحد ناشطي المنطقة يقول إن المنطقة لديها مقدّرات هامة لتحقيق التنمية، لم تتم الاستفادة منها، ويوضح أن المنطقة تحتل المراتب الأخيرة في معدلات التنمية في البلاد، وبلغت نسبة البطالة في صفوف أصحاب الشهادات العليا بالقصرين 40 %.
سيدي بوزيد… شرارة الثور:
احتفال بذكرى الثورة واحتجاج على البطالة- سيدي بوزيد 17 ديسمبر
  • محافظة سيدي بوزيد، بحسب الناشط الأمين البوعزيزي، كان شعارها الأساسي الذي رفعه الأهالي خلال الثورة اجتماعيًا بامتياز وهو “التشغيل استحقاق يا عصابة السرّاق”.
  • البوعزيزي يقول إن معضلة التشغيل ما زالت الجرح النازف الذي فشلت كل الحكومات في حلّه، وأشار إلى أن “النظام السياسي والحكومات في البلاد تغيّرت، لكن منوال التنمية الذي ثار ضدّه الناس ما زال هو نفسه.
  • وصف البوعزيزي منوال التنمية في تونس “بالمركزي والمتحيّز لجهات ضدّ جهات أخرى، وأوضح، أنه يرتكز على القطاع الخاص الذي يبحث عن الربح، الذي لا يوجد بالمناطق الداخلية مثل منطقتهم.
  • بحسب البوعزيزي، أيضًا فإن منطقتهم تعدّ “الأكثر تضررًا بعد الثورة، إذ لم تمكّنهم الدولة من التشغيل، وعلى مستوى التعليم هناك آلاف التلاميذ يغادرون مقاعد الدراسة في سن مبكّرة، وعدد الخريجين الجامعيين المعطلين عن العمل كبير جدًا”.
  • النائبة عن محافظة سيدي بوزيد بالبرلمان التونسي عن كتلة حركة “النهضة” (ائتلاف حكومي/ 68 مقعدا) حياة العمري، ترى أن “التنمية في المنطقة تقدمت بخطوات هامة، غير أنها أقرت، بأن الاستثمار ضعيف جدًا”.
تونس دشنت الثورات العربية وعانت من تبعاتها:
إعلان

أبرزت الثورة التي أطاحت بحكم الرئيس الأسبق زين العابدين بن علي، واقعًا جديدًا ومكنت من صناعة واقع سياسي يقوم على التعددية الحزبية، لكن الحكام الجدد عجزوا عن تلبية المطالب الملحة لتحسين ظروف العيش ومكافحة البطالة في أغلب المناطق الداخلية للبلاد.

الاعتصامات سمة ملازمة للانتقال السياسي في تونس:
احتجاجات في القصرين-25 ديسمبر
  • من ساحة القصبة إلى ساحة باردو، ومن مناطق الحوض المنجمي إلى مواقع انتاج النفط والغاز، لم تخل سنوات الانتقال السياسي في تونس منذ 2011 من الاعتصامات التي ظلت سمة ملازمة للديمقراطية الناشئة حتى العام الجاري.
  • في ولاية سيدي بوزيد، حيث انطلقت شرارة الثورة، لا تغيب الاحتجاجات المطالبة بفرص عمل حيث يتهم العاطلون الحكومات المتعاقبة بالتنكر لوعودهم والتخلي عنهم.
  • في كل بقعة من تونس هناك احتجاجات واعتصامات متكررة للمطالبة بفرص عمل وتحسين ظروف العيش، لا سيما قرب مناطق إنتاج النفط والغاز في الجنوب والفوسفات بمنطقة الحوض المنجمي في ولاية قفصة، وهي غالبًا ما تطفو على السطح في مثل هذه الفترة بموازاة إحياء ذكرى الثورة.
  • بينما اختار عاطلون محتجون الاعتصام أو تنظيم مسيرات وقطع مسافة مئات من الكيلومترات نحو العاصمة من أجل إبلاغ أصواتهم، تدفع حالات اليأس في كثير من الأحيان، الشباب إلى المقامرة بحياتهم عبر الهجرة السرية عن طريق البحر، أو محاولات الانتحار.
  • سواحل جزيرة قرقنة جنوب شرقي العاصمة، شهدت أسوأ كارثة غرق لمركب مهاجرين في تونس العام الماضي، شملت أكثر من ثمانين مهاجرًا.
  • في ديسمبر/كانون أول الماضي توفي أيضًا مصور صحفي حرقًا، تشبهًا بمحمد البوعزيزي، وسط احتجاجات في مدينة القصرين ضد البطالة والفقر، أدت إلى اضطرابات في الجهة على مدى أيام، كما أشعلت محاولات مماثلة في جهات أخرى.
  • نسبة البطالة ظلت في مستويات عالية بتونس منذ 2011 إذ تبلغ حاليًا حوالي 15% على المستوى الوطني لكنها تتجاوز الضعف في مناطق غرب البلاد وجنوبها، ويمثل حاملو الشهادات العليا أكثر من ثلث العاطلين، ما يخلق ضغطًا مستمرًا على الدولة.
  • الموظفون يعتصمون أيضًا في عدة قطاعات للمطالبة بتحسين أوضاعهم المالية وظروف العمل في قطاعات التعليم والصحة والنقل العمومية.
  •  الاتحاد العام التونسي للشغل، يستعد لتنظيم إضراب عام في الوظيفة العمومية يوم 17 الجاري، لفشل مفاوضاته مع الحكومة حول الزيادة في أجور أكثر من 650 ألف موظف.
  • حكومات متعاقبة تعهدت بأن تكون الحرب على الفساد ذات أولوية في برامج عملها، غير أن الجهود لم تفض إلى كبح الفساد المتفشي في عدة قطاعات ومؤسسات عمومية. 
المصدر : الجزيرة مباشر + وكالات