إثيوبيا: المغني هونديسا اغتيل بتمويل خارجي لتعطيل سد النهضة

رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد

اتهم مسؤول أمني إثيوبي مصر بالضلوع في الاضطرابات التي شهدتها بلاده على مدى يومين وخلفت 81 قتيلا عقب اغتيال المغني والناشط السياسي هاشالو هونديسا، الذي أدى مقتله إلى غضب شعبي واسع.

وقال المتحدث باسم إقليم أورومو، الذي ينحدر منه هونديسا وكذلك رئيس الوزراء آبي أحمد، إن مصر متورطة في الاضطرابات التي اندلعت عقب مقتل هونديسا على يد مجهولين في العاصمة أديس أبابا.

هذا ، وشجب آبي أحمد الاغتيال، الذي وصفته حكومته بالمدبر، واتهم جهات أجنبية ومحلية بالسعي لزعزعة استقرار بلاده ومنعها من إكمال مشروع سد النهضة.

وقال رئيس الوزراء في كلمة بثها التلفزيون “في الوقت الذي كان يجتمع فيه مجلس الأمن الدولي لبحث أزمة سد النهضة تمت عملية الاغتيال”.

وتابع “هي جريمة شاركت فيها قوى خارجية ونفذتها قوة محلية والهدف من ذلك منعنا من تكملة سد النهضة. إن ما يريده الأعداء وما يخططون له لن يتحقق”.

ووصف ما جرى بالمأساة وبأنه “عمل شرير ارتكبه وحرض عليه أعداء من الداخل والخارج، حتى يفسدوا علينا السلام ويمنعونا من إنجاز الأمور التي بدأناها”، متوعدًا بتقديم قتلة هونديسا إلى العدالة.

وكان هونديسا ناشطا بارزا في الاحتجاجات التي مهدت الطريق لرئيس الوزراء الحالي آبي أحمد بتولي السلطة على رأس تحالف من الأحزاب. وكانت الشرطة قالت في وقت سابق إنها اعتقلت عددا من المشتبه في ارتكابهم عملية القتل التي وقعت مساء الاثنين.

وعقب مقتل هونديسا، اندلعت أعمال عنف كانت بدايتها 3 تفجيرات في أديس أبابا أسفرت عن قتلى بينهم شرطي، ولاحقا توسع نطاق الاضطرابات ليشمل مناطق أخرى في إقليم أوروميا.

وأكد مفوض الشرطة الإقليمية لهيئة الإذاعة الإثيوبية، مقتل 81 شخصا بينهم 3 من أفراد الأمن، في الاحتجاجات التي شهدها الإقليم يومي الثلاثاء والأربعاء.

وفي محاولة لاحتواء الاضطرابات، قطعت السلطات الإثيوبية الإنترنت، في حين اعتقل 35 شخصا من بينهم على بيكيلي جيربا زعيم المعارضة في إقليم أوروميا، وجوهر محمد الناشط السياسي والإعلامي، الأمر الذي ينذر بمزيد من التوتر.

ومن المقرر أن تقام جنازة هونديسا اليوم الخميس في مسقط رأسه، بلدة أمبو، ويخشى كثيرون أن تتسبب الجنازة في تأجيج الاضطرابات.

تشييع المغني والناشط الإثيوبي هاشالو هونديسا -30 يونيو (رويترز)

يذكر أن الأورومو هي أكبر قومية في إثيوبيا التي يقارب عدد سكانها 100 مليون، وطالما اشتكت من تهميشها في السياسة والحكم حتى وصل آبي أحمد إلى رئاسة الوزراء قبل عامين، منهيا عقودا من سيطرة قومية التيغراي على مقاليد السلطة.

ووقعت عملية اغتيال هونديسا في ظل احتقان داخلي عقب تأجيل الانتخابات العامة بسبب تفشي فيروس كورونا، وأيضا في ظل مواجهة بين إثيوبيا ومصر حول سد النهضة بلغت حد تبادل التهديدات بين الدولتين.

وأكدت أديس أبابا قبل أيام أنها ستبدأ بعد أسبوعين تعبئة خزان السد رغم المعارضة الشديدة من جانب مصر التي نقلت الملف إلى مجلس الأمن، في خطوة قالت إثيوبيا إنها ستعقد القضية.

بينما قال وزير الري المصري محمد عبد العاطي، إن إثيوبيا لا تتحلى بالشفافية بشأن سد النهضة، مؤكدًا أن بلاده لا ترفض تنمية إثيوبيا، وأنها سبق أن وافقت على إنشاء سد “تنابانا” لأنه لا يضر بمصر والسودان.

وقال عبد العاطي إن المفاوضات مع أديس أبابا كانت تجري حول سد آخر كليا، وإن مناقشات جرت بين مصر والسودان وإثيوبيا بشأن بناء سد على النيل الأزرق، لكن إثيوبيا أنشأت سدا آخر تماما.

اقرأ أيضًا:

إثيوبيا تحجب الإنترنت.. 50 قتيلا في احتجاجات على مقتل مغنٍ من “الأورومو”

المصدر : الجزيرة مباشر + وكالات