“لا توجد فرصة كبيرة”.. جهود أفريقية أمريكية لإنهاء القتال بإثيوبيا وتخوف من حرب أهلية

عناصر من القوات الخاصة في أمهرة (غيتي أرشيف)

حذرت الأمم المتحدة من أن خطر انزلاق إثيوبيا في حرب أهلية واسعة النطاق “حقيقي للغاية” في حين قال الاتحاد الأفريقي والولايات المتحدة إنه لا توجد “فرصة كبيرة” لإنهاء القتال هناك.

وقالت وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية إن الصراع المستمر منذ عام في إقليم تيغراي بلغ مستويات “كارثية” محذرة من أن “خطر انزلاق إثيوبيا إلى حرب أهلية متنامية حقيقي تمامًا”.

وقدم مبعوث الاتحاد الأفريقي للقرن الأفريقي الرئيس النيجيري السابق (أولوسيجون أوباسانغو) ومنسقة الشؤون السياسية بالأمم المتحدة روزماري ديكارلو إحاطة لمجلس الأمن الدولي أمس الإثنين.

وقال أوباسانغو متحدثا من إثيوبيا “نأمل في التوصل إلى برنامج يوضح” كيف يمكنهم السماح بوصول المساعدات الإنسانية وانسحاب للقوات يرضي جميع الأطراف.

يأتي ذلك في وقت تشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن 400 ألف شخص في منطقة تيغراي بشمال إثيوبيا يعيشون في ظروف شبيهة بالمجاعة بعد عام من الحرب.

وأبلغ أوباسانغو مجلس الأمن المؤلف من 15 عضوًا قائلًا “كل هؤلاء القادة هنا في أديس أبابا وفي الشمال يتفقون على نحو فردي بأن الخلافات بينهم سياسية وتتطلب حلًا سياسيًا من خلال الحوار”.

لكن مبعوث الاتحاد الأفريقي للقرن الأفريقي، قال “الفرصة التي لدينا ضئيلة والوقت قصير” في وقت عقد الاتحاد الأفريقي أمس الإثنين اجتماعًا مغلقًا لبحث الأزمة.

تجار محليون يخشون من تدهور الأحوال الاقتصادية مع اندلاع القتال(رويترز)

العمل مع الاتحاد الأفريقي

قالت وزارة الخارجية الأمريكية من جانبها إن واشنطن تعتقد أن هناك “نافذة صغيرة” للعمل مع الاتحاد الأفريقي لإحراز تقدم في إنهاء الصراع مع عودة المبعوث الأمريكي للقرن الأفريقي.

وأعلنت الولايات المتحدة أن مبعوثها إلى منطقة القرن الأفريقي جيفري فيلتمان عاد إلى أديس أبابا الإثنين، لاستكمال جهوده الدبلوماسية الرامية لحل النزاع في إثيوبيا.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية نيد برايس “نعتقد أنه لا تزال هناك نافذة صغيرة” لإحراز تقدم عبر جهود الوساطة التي يبذلها الممثل الأعلى للاتحاد الأفريقي في منطقة القرن الأفريقي”.

وأوضح أن الدبلوماسية الأمريكية تجري مباحثات مع الحكومة الإثيوبية وأيضًا مع جبهة (تحرير شعب تيغراي) للتوصل إلى اتفاق على وقف لإطلاق النار بين الطرفين.

الأوضاع في إثيوبيا تنذر بكارثة قد تشمل القرن الأفريقي بأكمله
تحذيرات من انزلاق إثيوبيا في حرب أهلية واسعة (AFP)

نجاح الوساطة

وأكد مبعوث الاتحاد الأفريقي للقرن الأفريقي خلال جلسة للدول الأعضاء في الاتّحاد الأفريقي الإثنين وجود فرصة للتوصّل إلى اتفاق “لكن هناك عقبات كبرى”.

ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن دبلوماسيين مطلعين على المفاوضات إن جبهة تحرير شعب تيغراي لن تخوض أي محادثات لحين رفع القيود عن وصول المساعدات إلى الإقليم، بينما تشترط الحكومة انسحاب الجبهة من منطقتي عفر وأمهرة قبل أي شيء.

وأعلنت تسع جماعات إثيوبية متمردة يوم الجمعة بينها جبهة (تحرير شعب تيغراي وجيش تحرير اورومو) تشكيل تحالف ضد الحكومة برئاسة آبي أحمد.

هيمنت جبهة تحرير شعب تيغراي على الأجهزة السياسية والأمنية في إثيوبيا لنحو ثلاثين عامًا، بعدما سيطرت على أديس أبابا وأطاحت بالنظام العسكري الماركسي عام 1991.

وأزاح أبي أحمد الذي عُيّن رئيسًا للوزراء في 2018، الجبهة من الحكم فتراجعت هذه الأخيرة إلى معقلها تيغراي.

وبعد خلافات استمرت أشهرًا، أرسل أبي أحمد الجيش إلى تيغراي في نوفمبر/تشرين الثاني 2020 لطرد السلطات المنبثقة عن جبهة تحرير شعب تيغراي التي اتهمها بمهاجمة قواعد للجيش.

وأعلن انتصاره في 28 نوفمبر/شباط، لكن في يونيو/حزيران استعاد مقاتلو الجبهة معظم مناطق تيغراي وواصلوا هجومهم في منطقتي عفر وأمهرة المجاورتين.

المصدر : الجزيرة مباشر + وكالات