“سحقت تراث غزة الثقافي”.. رئيس بلدية غزة: إسرائيل تدمر بجنون مؤسسات المدينة ومبانيها التاريخية

إسرائيل تدمر مباني غزة وتراثها
إسرائيل تدمر مباني غزة وتراثها (رويترز)

قال الدكتور يحيى السراج، رئيس بلدية غزة، في مقال نشره الأحد في صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية إن نتائج العدوان الإسرائيلي على غزة لم تقتصر على استشهاد أكثر من 20 ألف شخص، وتدمير أكثر من نصف منازل القطاع، فقد “سحقت إسرائيل شيئا آخر، وهو تراث غزة الثقافي ومؤسساتها البلدية”، على حد وصفه.

وتابع السراج “من بين ضحايا العدوان الإسرائيلي المكتبة الرئيسية لغزة، ومركز الترفيه عن الأطفال، ومبنى بلدية غزة وأرشيفها، والمسجد العمري الذي يرجع تاريخه للقرن السابع. دمرت القوات الإسرائيلية أو أحدثت أضرارا بشوارع وميادين ومساجد وكنائس وحدائق، حتى حديقة حيوان غزة لم تسلم من التدمير. قتل أغلب ما فيها من حيوانات أو ماتوا جوعا، بما فيها ذئاب وضباع وطيور وثعالب نادرة”.

وأوضح السراج أنه أخذ على عاتقه، منذ تعيينه رئيسا لبلدية غزة في عام 2019، تطوير كورنيش المدينة، وتشجيع المشروعات الصغيرة حوله لإيجاد وظائف جديدة. واستغرق الأمر 4 سنوات لإتمام هذا المشروع، ويشمل حديقة ومناطق ترفيه ومساحات مخصصة للمحال التجارية، لكن إسرائيل دمرته في أسابيع قليلة، ودمرت معه مشروعات كثيرة كما قال: “كانت نيفين، وهي سيدة مطلقة، تنظر أن تفتتح مطعما صغيرا في نوفمبر/تشرين الثاني، لكن ضاع حلمها. كان محمد، وهو شاب معاق، لديه قهوة صغيرة، لكن دمرت”.

وعن معاناته وأسرته جراء العدوان على غزة، قال السراج “فقدت في هذه الحرب من أحبهم. تعرض منزلي لقصف مباشر يوم 22 أكتوبر بدون سابق إنذار، مما أدى لاستشهاد ابني الأكبر رشدي، وهو مصور صحفي ومخرج سينمائي، اعتقد أنه سيكون آمنا في بيت أسرته. تساءلت إن كنت أنا المستهدف، وهو ما لن نعرفه أبدا. دفنت ولدي ورجعت بسرعة للعمل مع لجنة الطوارئ في غزة”.

وعندما بدأت الحرب كان السراج خارج غزة فسارع بالعودة ليعمل مع لجنة الطوارئ في مجلس بلدية غزة لمساعدة أهل المدينة. استشهد 14 عضوا من المجلس، وفقد الجميع أفردا من عائلاتهم جراء القصف المستمر.

ومضى السراج قائلا إن إسرائيل التي تحاصر قطاع غزة منذ 16 عاما، وتواصل ما تصفه الأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان بأنه احتلال مستمر لفترة أطول كثيرا، تقوم بتدمير الحياة في غزة. “لقد وعد مسؤول عسكري إسرائيلي لم يذكر اسمه، بتحويل غزة إلى مدينة خيام. تقوم إسرائيل بالتهجير القسري لسكان غزة، ويبدو أن إسرائيل تفي بوعودها للفلسطينيين للمرة الأولى”.

وفي نهاية مقاله قال السراج: “أدعو كل بلديات العالم، بل أدعو الجميع، للضغط على زعماء العالم لوقف هذا التدمير المجنون. لماذا لا تتم معاملة الفلسطينيين على قدم المساواة مع الإسرائيليين وباقي شعوب العالم؟ لماذا لا يمكننا العيش بسلام ونمتلك حدودا مفتوحة وتجارة حرة؟ يستحق الفلسطينيون أن يكونوا أحرارا ويمتلكون حق تقرير المصير”.

وينتهي السراج إلى أن “غزة تصر على الحياة”.

المصدر : الجزيرة مباشر + نيويورك تايمز