وول ستريت جورنال: ما الذي تعنيه الانتخابات البلدية في تركيا للمعارضة والحزب الحاكم؟

انتخابات المجالس البلدية في تركيا لها نتائج طويلة المدى
انتخابات المجالس البلدية في تركيا لها نتائج طويلة المدى (الفرنسية)

قالت صحيفة وول ستريت جورنال في تقرير نشرته اليوم الأحد أن انتخابات المجالس البلدية في تركيا لها نتائج طويلة المدى للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ورئيس بلدية إسطنبول حاليا، أكرم إمام أوغلو، وهو من أبرز منتقدي أردوغان، ومرشح رئاسي محتمل.

وأوضحت الصحيفة أنه لو تمكن حزب العدالة والتنمية بزعامة أردوغان من الفوز في إسطنبول فإن هذا سوف يشكل “ضربة ساحقة للمعارضة التركية” التي فشلت في الإطاحة بأردوغان في الانتخابات الرئاسية السابقة.

وعلى النقيض، فإن نجاح المعارضة في الفوز في إسطنبول سوف “يجدد جهودها لإضعاف قبضة إردوغان على السلطة”.

أهمية خاصة

وتجري انتخابات المجالس البلدية، اليوم الأحد، في 81 محافظة تركية، وتسيطر المعارضة على مجالس بلديات مدن كبرى، مثل أنقرة وأزمير، لكن السباق في إسطنبول يحظى بالقدر الأكبر من الاهتمام.

وتعد إسطنبول، التي يبلغ عدد سكانها 16 مليون نسمة، مركز الثقل الثقافي والاقتصادي في تركيا، إذ تشارك بنحو 30% من الناتج المحلي الإجمالي في تركيا، وكانت لقرون طويلة عاصمة الخلافة العثمانية.

وتمثل إسطنبول أهمية خاصة لأردوغان، إذ شهدت المدينة صعود نجمه السياسي وقت أن كان رئيسا لبلديتها لسنوات طويلة، وكانت بداية أنطلاقه لقيادة تركيا لأكثر من عشرين عاما.

أكرم إمام أغلو وزوجته وسط حشد من مؤيديه في إسطنبول
أكرم إمام أغلو وزوجته وسط حشد من مؤيديه في إسطنبول (رويترز)

المستقبل السياسي لإمام أوغلو

ونقلت الصحيفة عن عرفان إيفرين بالتا -أستاذ العلوم السياسية بجامعة إسطنبول أوزيغين- أن “هذه الانتخابات سوف تشكل مستقبل المعارضة التركية من حيث القيادة”.

وارتفعت أسهم أكرم إمام أوغلو بعد فوزه برئاسة بلدية إسطنبول عام 2019، وأصبح أحد أكثر معارضي أردوغان تأثيرا، ورأى بعض أنه يمكن أن يكون منافسا قويا يمثل حزب الشعب الجمهوري المعارض في الانتخابات الرئاسية القادمة.

وينافسه مرشح حزب العدالة والتنمية مراد كوروم، وزير البيئة السابق، الذي انتخب مؤخرا لعضوية البرلمان، وحظي بدعم كبير من أردوغان.

الوضع الاقتصادي

وأشارت الصحيفة إلى أن أنصار إمام أوغلو لديهم انتقادات كثيرة للوضع الاقتصادي في تركيا، خاصة في ظل المشكلات الاقتصادية في السنوات الأخيرة، ومن أبرزها الارتفاع الكبير في نسبة التضخم.

ونقلت الصحيفة عن أونور يوكسل (46 عاما) -مستشار اتصالات وأحد مناصري إمام أوغلو- قوله إن “الاقتصاد يسير بشكل سيئ حقا، وأعتقد أنه يستطيع إصلاحه لأنه يمكن أن ينتقل من منصب رئيس البلدية إلى منصب الرئيس”.

ومن بين المخاوف التي لدى الناخبين وقوع زلزال جديدة في تركيا، عقب الزلزال الذي تعرضت له البلاد العام الماضي، وأسفر عن مقتل نحو 50 ألف فرد.

وتعهد كل من إمام أوغلو ومنافسه مراد كوروم بتأمين إسطنبول من الزلزال المحتملة، إذ سبق أن تعرضت المدينة لزلزال في عام 1999 أودى بحياة أكثر من 17 ألف شخص.

المصدر : وول ستريت جورنال